العذراء ملجأ الخطأة
فينا جميعا قاسم مشترك وهو أننا خطأة . وبما أننا نتشارك بالخطيئة وضعفها فأولى بنا أن نتضامن لكي نتساعد على الخروج من هذا المأزق. لا أن نتنابذ ونتنافس ونتبادل التهم كما نفعل بالمعتاد. وفي صلاة المسبحة كررنا قبل قليل 50 مرة " صلي لأجلنا نحن الخطأة" .هل أكثر من ذلك صراحة واعترافا منا بالذنب وطلب المغفرة من الله عن يد أمه السيدة العذراء.وفي الطلبة نقول أن العذراء هي ملجأ الخطأة وهي فعلا كذلك. هذه قصة واقعية تثبت ذلك:
يوحنا فيانّيه هو شفيع كهنة العالم كله . كان قديسا بسيطا وبدأ حياته بطيئا في الفهم والدراسة وكان آخر طلاب صفه . ولكنه كان أولهم بالتقوى وما كان بإمكان أحد أن يفوز عليه بالمحبة والصبر والتواضع والصلاة ومحبة العذراء. ومع الوقت زاده الله ألما وحكمة ومواهب روحية قلما توفّرت في قديس. فاستحق أن يُرجع قرية آرس بكاملها إلى التقوى بعد أن كانوا بعيدين عن الصلاة. وذاعت شهرته كقديس وهو في الحياة فكانت الناس تتقاطر عليه من كل جانب وتعترف بخطاياها عنده. فكان معدّل مكوثه في كرسي الاعتراف 10 ساعات يوميا .
دخل الكنيسة يوما فرأى امرأة تبكي بمرارة . عرفها فهي امرأة ترمّلت منذ بضعة أيام بطريقة مأساوية. فزوجها انتحر برمي نفسه من الجسر إلى النهر ومات غرقا. وكان أكبر ألم لهذه المرأة مجرد تفكيرها أن زوجها مات دون فرصة مصالحة مع الله وفي عملية الانتحار نفسها خطيئة تستحق جهنم. اقترب منها القديس يوحنا فيانية ، وبوحي من عند الله قال لها أن زوجها لم يذهب إلى جهنم وإنما نال الخلاص. فالتفتت المرأة إليه وباستغراب قالت:" كيف يمكن لزوجي أن يخلص ؟". فأجابها القديس :" بين الجسر والنهر مسافة طويلة ، كان الله ينتظره فيها وهناك تصالحا لأن الله نزل معه من الجسر إلى الماء". ولم تفهم المرأة لأن زوجها لم يكن يصلي ولا يعمل الخير ، فأصرت على أن تفهم كيف حدث ذلك؟ فقال لها القديس حدث كل ذلك بفضل سيدتنا مريم العذراء. أنت لا تعرفين أن زوجك في أحد الأيام وهو عائد من الحقل كان يحمل ضمة ورد فمر من أمام الكنيسة وقدمها للسيدة العذراء . ومريم العذراء لم تنسَ أبدا هذا الصنيع ، فبالنسبة لها كان هذا كافيا لمحاولة إنقاذ زوجك من الحكم الأبدي.