رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
سر انتقال فيروسات الحيوانات والطيور الى البشر
ووفق الأبحاث التى يجريها العلماء الصينيون فى الآونة الأخيرة، رجحوا بأن يكون سبب انتشار الفيروس هو الخفافيش، والتى تعتبر هى منشأ للكورونا. وحسب ما نقلته «سكاى نيوز» عن دورية «جورنال نيتشر»، أوضح العلماء أن «تسلسل مجموع التركيب الجينى المأخوذ من عدة مرضى فى ووهان يبين أن فيروس كورونا الجديد يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالفيروسات المسببة لمرض الالتهاب الرئوى الحاد، المعروف باسم سارس». وعما سبق، ينوه أستاذ فى معهد ووهان لعلم الفيروسات، يُدعى شى تشن لى، بأن تسلسل مجموع التركيب الجينى المأخوذ من 7 مرضى يتطابق بنسبة 96% مع فيروس كورونا لدى الخفافيش. وينبه انتشار كورونا لفكرة الأمراض التى تنشأ داخل الحيوانات ومن ثم تنتقل إلى الإنسان، لعل أشهرها كان إنفلونزا الطيور، وهى نوع من أنواع فيروس الإنفلونزا الذى نادرًا ما يصيب البشر، وطغى على الساحة العالمية فى العقد الأول من الألفية الثالثة. وقتها، حدد العلماء أكثر من 12 نوعًا من أنواع إنفلونزا الطيور، بما فى ذلك السلالتين اللتين أصيب بهما البشر مؤخرًا h5n1 وh7n9، وحسب المنشور بـ«مايو كلينيك»، مجموعة طبية أمريكية، تفشى المرض فى آسيا وإفريقيا وأمريكا الشمالية وأجزاء من أوروبا. وحسب المنشور، يصاب الشخص بإنفلوانزا الطيور فى المساقط المائية بالحياة البرية، ويمكن أن تنتشر بين الدواجن المنزلية مثل الدجاج والديوك الرومية والبط والإوز، وينتقل من خلال الاتصال ببراز الطيور المصابة، أو الإفرازات من الأنف أو الفم أو العين. ومن الأمراض التى شغلت الرأى العام الدولى كذلك كانت إنفلونزا الخنازير، فرغم وجود الفيروس داخل هذا الكائن إلا أنه انتقل إلى البشر فى عام 2009، حينما تعرف العلماء على سلالة باسم h1n1. ووفق المنشور بـ«مايو كلينيك» يعتبر الفيروس مزيجا من الفيروسات الواردة من الخنازير والطيور والبشر خلال موسم الإنفلونزا، مسببًا إصابة الجهاز التنفسى البشرى بعدوى. ويظل وصول إنفلونزا الطيور والخنازير، وحتى كورونا، إلى البشر مثار تساؤل البعض عن كيفية حدوثه، خاصةً أن الحيوانات هى موطن للفيروسات التى اُشتهرت بأسمائها. وفى هذا الصدد، يقول الدكتور سعيد شلبى، أستاذ الباطنة بالمركز القومى للبحوث، إن هذه الأمراض جميعها تنفسية وبالتالى يمكن أن ينتقل ما بين الطيور والحيوانات والإنسان، عن طريق الهواء والرزاز. ويشير «شلبى»، لـ«المصرى لايت»، إلى أنه توجد أمراض مشتركة بين الإنسان والحيوانات، فما يصيب أحدهما ينال من الآخر، وهو ما قد ينشأ من مجرد تربية نوع أليف فى المنزل: «تربية الكلاب والقطط فى منتهى الخطورة، هى من الثدييات والإنسان من الثدييات، والأمراض بيننا مشتركة». يكشف «شلبى» أنه من الوارد أن يصاب الحيوان بالإنفلونزا البشرية، والأمر يمتد لأكثر من مرض حسب قوله: «ممكن الحلاب وهو بيحلب البقرة لو مصاب بالسل هى هتاخده منه، فخلال حلبها ونظرها إليه وتنفسه فى وجهها تتلقى العدوى». وعن كورونا، يردف «شلبى» حديثه: «الخفافيش حينما تتنفس تلوث الهواء بالمرض ومن ثم تنتقل إلى الإنسان، وما زاد الأمر سوءًا تناول الصينيين لشوربة الخفافيش والتعامل معها قبل أكلها». يستبعد «شلبى» فكرة منع انتقال المرض من الحيوان إلى الإنسان، بموجب إمكانية الإصابة به عن طريق الهواء، موضحًا أن الحل الوحيد هو اتخاذ الإجراءات الوقائية مع المتعاملين أو المتواجدين فى بؤرة انتشار الفيروس. وللاقتراب عن الأسباب بشكل أقرب، نشرت «يورونيوز» فى إبريل 2010 تقريرًا بعنوان «من الحيوان للإنسان: عدوى الأمراض الخفية»، وفيه تناول الحديث عن ملايين الأشخاص الذين يصابون بأمراض تنتقل عن طريق الحيوانات. ولخدمة هذا التوجه، ذهب باحثون إلى إحدى الغابات بحثًا عن القوارض فى إطار مشروع أوروبى باسم «إدين»، لمعرفة أسباب ازدياد الأمراض التى تنتقل من الحيوان إلى الإنسان من عام إلى آخر، ودوافع ازدياد حدتها. وصرح آنذاك رينو لانسلوت، منسق المشروع، بأنه فى أربعينيات القرن الماضى رُصدت بعض الأمراض القليلة، أما بعد عقود تطورت وأمست عشرات فى التسعينيات، حتى بداية القرن الحالى. ويتابع «رينو» روايته: «رأينا أنه فى بلدان أوروبا الوسطى ودول البلطيق، بعد انهيار الاتحاد السوفييتى، الكثير من الناس وقعوا فى حالة اقتصادية غير مستقرة، فقدوا وظائفهم، وباتوا دون دخول، فتوجهوا إلى الغابات بحثًا عن الطعام كالعنب والتوت البريين». ويردف «رينو»: «توجههم إلى الغابة وضعهم فى اتصال مباشر مع الحشرات والقوارض التى يمكن أن تنقل بعض الأمراض إلى البشر، إلا أن القوارض كان لها أهمية خاصة». وكشف هايكى هنتونن، والذى اهتم وقتها بالعمل مع القوارض على مدار 40 عامًا، أنها «أصل أمراض مثل الحمى»، فهو أُصيب ورفاقه بأمراضها خلال هذه الفترة. ويؤكد التقرير أن الثدييات، وهى الأكثر عددًا فى العالم، تلعب دورًا رئيسيًا فى انتشار الأمراض: «البعوض حين يلدغ أحد القوارض المصابة قد ينقل المرض إلى الإنسان مع لدغة أخرى، بل وأكثر من ذلك، القوارض تحتفظ باحتياطيات من الفيروسات حتى بعد انتهاء أحد الأوبئة، وبالتالى فإن الأمراض التى نظن أننا قضينا عليها تبقى خفية لدى الحيوانات، وتصبح حماية البيئة مهمة جدًا، لأن التنوع البيولوجى يمنع الحيوانات التى تحمل فيروسًا من أن تزداد أعدادها». ولمعرفة كيفية السيطرة على هذه الأمراض، أخذ العلماء عينات لقوارض من جميع أنحاء العالم، ففى إحدى مختبرات هلسنكى، عاصمة فنلندا، اكتشف العلماء قبل 40 عامًا فيروسًا يسبب الحمى النزفية، وهو مرض شائع فى شمال أوروبا ينتقل من القوارض إلى البشر عبر الهواء. وبموجب اعتبار القوارض هى سبب الفيروسات التى تنتقل إلى البشر، يرجع انتشار هذه الأمراض إلى استعمار هذه الكائنات، بجانب البعوض والحيوانات الأخرى، لأماكن جديدة عن طريق استقلال الطائرات والحاويات البحرية برفقة الإنسان وفق «رينو». ويردف منسق المشروع: «لا حدود للأمراض لهذا السبب، فهذه النماذج ستجعل من الممكن معرفة متى وأين قد تتفشى الأوبئة، خاصة مع تغير المناخ، واكتساب المجتمع عادات جديدة تنشط فيروسات جديدة، فالطريقة الأكثر فاعلية لمنع انتقال المرض للإنسان هى السيطرة عليه لدى الحيوان». وبالعودة إلى فيروس كورونا، أرجع أستاذ علم الفيروسات فى جامعة ريدنج إيان جونز، حسب «سكاى نيوز»، إلى أن الفيروس هو عبارة عن نسخة من سارس تنتشر بسهولة أكبر، ولكنها تسبب ضررا أقل، مضيفًا: «يستخدم الفيروس أيضًا نفس المستقبلات، وهو الباب المستخدم للوصول إلى الخلايا البشرية، ما يفسر انتقال العدوى، والسبب وراء الالتهاب الرئوى». هذا الخبر منقول من : المصري اليوم |
|