رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
حمل الخيمة وأثاثاتها: سبق فرأينا تقسيم هذا العمل "حمل الخيمة وأثاثاتها" على بني قهات وبني جرشون وبني مراري. يُعلَّق العلامة أوريجينوس على المقدَّسات التي في الخيمة من تابوت عهد ومنارة ومائدة مقدَّسة ومذبح بخور إلخ...، هذه كلها تشير إلى فئات من القدِّيسين، أما حملهم على أكتاف بني قهات إنما يشير إلى حمل هؤلاء القدِّيسين على أكتاف الملائكة، إذ يقول: [لنفهم الخيمة بكونها جماعة القدِّيسين الذين يشملهم عهد الله. يوجد فيها أناس أكثر استحقاقًا، ارتفعوا في البرّ فلُقِّبوا بالمنارة. هؤلاء بلا شك هم الرسل الذين يضيئون باقترابهم من الله... وآخرون يُلَّقَبون "المائدة المقدَّسة" إذ يحملون خبز الله الذي يُجدِّد النفس الجائعة إلى البرّ (مت 5: 6) ويغذيها. آخرون يُدعَوْن مذبح البخور، هؤلاء الذين ينشغلون ليل نهار بالعبادة لله في أصوام وصلوات، لا يطلبون فقط من أجل أنفسهم بل ومن أجل كل الشعب. الذين تَسلَّموا هذه الأسرار لُقِّبوا تابوت العهد إذ لهم ثقة أكيدة يقدمون صلوات وابتهالات وتضرعات ليصالحوا الله مع الناس، ويتوسلون إلى الله من أجل عصيان الشعب مسرعين إلى المذبح الذهبي. أيضًا الذين استحقوا فيض العلم وكثرة ثروة معرفة الله يصيرون شاروبيمًا، إذ كلمة "شاروب" تعني "كمية علم"... كل الذين تحدثنا عنهم أعلاه خلال الرموز المتعددة يجب أن يُحملوا على الأكتاف، فإنه في رأيي الذين يحملونهم هم الملائكة الذين أُرسلوا لخدمة العتيدين أن يرثوا الخلاص (عب 1: 4). حقًا إذ تُثنى الخيمة مرة أخرى، حيث نبدأ في الدخول في القدس لنرحل إلى أرض الموعد تسند الملائكة الذين يعيشون بالحقيقة قدِّيسين في قُدس الأقداس. وحين تُقام خيمة الله مرة أخرى يوجد هؤلاء محمولين على أكتافهم ومرفوعين على أيديهم. أمام هذا المنظر قال النبي بالروح: "لأنه يوصي ملائكته بك لكي يحفظوك في كل طرقك. على الأيدي يحملونك لئلا تُصدَم بحجرٍ رجلك(26)" (مز 91: 11-12)]. |
|