رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الصليب والمحبة نحن نحبه لأنه هو أحبنا أولاً ( 1يو 4: 19 ) نقرأ في تكوين3 عن نتائج الخطية من: موت، ولعنة، وعداوة، ووجع، وتعب. وهكذا يخيَّل إلينا للوَهلَة الأولى أن كل ما عمله الله قد انهار وضاع تمامًا بسقوط آدم ودخول الخطية. ولكن يقينًا كان كل هذا تحت إشراف الله وبسماح منه. فأقول عن يقين إن الشيطان لم يذهب إلى حواء إلا بعد موافقة الله، فما كان الشيطان يملك الحرية ليفعل ما يشاء، بل كان عليه أن يستأذن الله أولاً صاحب السلطان. فقبل أن يجرِّب الشيطان أيوب أو بطرس، كان عليه أن يقدم أولاً طلبًا إلى الله «الذي معه أمرنا» ( أي 1: 11 ، 12؛ لو22: 31). ويظهر سلطان الله على الشيطان ليس فقط فيما يخص المؤمنين، بل حتى فيما يخص الحيوان الأعجم، فالشياطين طلبوا إليه قائلين: «إن كنت تُخرجنا، فأذَن لنا أن نذهب إلى قطيع الخنازير» ( مت 8: 31 ). فهكذا لا يملك الشيطان الحرية المُطلقة ليفعل ما يشاء. ولكن يأتي السؤال: لماذا سمح الله للشيطان بالذهاب إلى حواء، وبالتالي بدخول الخطية؟ هل يستطيع الله أن يُخرج خيرًا من وراء كارثة مثل الخطية؟ بالتأكيد نعم، فهذا هو الله. فالله في مشيئته الأزلية أراد أن يُحضر لنفسه أبناء، يحبونه بنوع خاص من المحبة، تختلف عن محبة آدم له قبل السقوط، إذ كانت محبته هي محبة المخلوق للخالق. أما الآن فنحن نحبه محبة المفديين للفادي «نحن نحبه لأنه هو أحبنا أولاً» ( 1يو 4: 19 ). وكان الصليب هو أعظم إظهار لمحبته. ويقينًا لولا محبة الله الفائقة المعرفة التي ظهرت في الصليب، لَمَا أحببنا الله بهذا النوع من المحبة، ليس لأنه لا يستحق، حاشا، بل إن طبيعتنا البشرية لم تكن تستطيع أن تُظهر هذه المحبة إلا بعد محبة الصليب. ففيه رأينا ابن الله مُتنازلاً، مُخليًا نفسه، آخذًا صورتنا الإنسانية، حتى يمكنه أن يحمل كل خطايانا في جسده على الخشبة، مضروبًا من أجل ذنب شعبه، لكي «يخلِّص شعبه من خطاياهم» ( مت 1: 21 ). فإذ أراد الشيطان أن يُفسد علاقة الإنسان بالله، كان في فكر الله نوع جديد تمامًا من العلاقة، قائم على المحبة. وهذه العلاقة لا يمكن أن تسقط أبدًا. حقًا .. «يا لعُمق غنى الله وحكمته وعِلمه! ما أبعد أحكامه عن الفحص وطرقه عن الاستقصاء! لأن مَن عرف فكر الرب أو مَن صارَ له مُشيرًا؟» ( رو 11: 33 ، 34). |
|