|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||
|
|||||||||
لماذا اعتُبر عمل الروح القدس في قلوب البشر من أسرار المسيحية؟
+++++++++++++++++++++++++++ * اعتُبر كذلك لسببين: (1) لأن عمله الفعّال في البشر يتم بطريقة لا يمكننا أن ندركها بعقولنا. «الريح تهبُّ حيث تشاء وتسمع صوتها، لكنك لا تعلم من أين تأتي وإلى أين تذهب. هكذا كل من وُلد من الروح» (يو 3: 8). فكما أننا لا نقدر أن نرى الهواء، وإنما نستدل على وجوده من تأثيره ونتائج قوته، كذلك لا نقدر أن نرى الروح القدس، ولكن نستدل على وجوده من نتائجه وثماره في تغيير أفكارنا وإصلاح سيرتنا. ويشبه عمل الروح فينا تأثير العقل في الجسد، فالعقل يسيطر على الجسد ويحرّكه أو يستخدمه كما يشاء بطريقة لا نقدر أن ندركها. ويصدُق هذا أيضًا على تأثير أفكار إنسان على عقل إنسان آخر وحثّه وإقناعه بقوة فعالة. فكما أننا عاجزون عن إدراك هذه الأعمال، كذلك نحن عاجزون عن إدراك عمل الروح القدس فينا وتأثيره العظيم وتحويله أفكارنا متى شاء وكيفما شاء، وإظهاره الحق لنا وإقناعنا به وحثنا على اتّباعه، وقد تحدثنا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام أخرى. وإذا كان في طاقة الشيطان أن يحثنا على الشر ويغوينا ويلقي تجارب قوية في قلوبنا، أفليس في طاقة الله أن يرشدنا إلى الحق ويحثنا على عمل الخير والصلاح بواسطة روحه القدوس؟ أما عجز أكثر البشر عن تعيين وقت تجديدهم وعدم شعورهم بحدوث تلك الولادة الروحية فليس دليلًا على عدم حدوثه، ولو أن المولود ثانية يقدر أن يتأكد ذلك مما يراه من ثمار الحياة الجديدة فيه، ومن تقدمه في معرفة الله ومحبته، ومن الطهارة والقدرة على محاربة الخطية وغلبتها. وحالة الإنسان الجسدية تشبه ذلك، فهو لا يشعر بتكوين جسده ولا بولادته، ولكنه يتأكد أنه حي جسديًا من علامات الحياة الظاهرة فيه، ومن شعوره بشخصيته بين البشر مما يحصل عليه بالتدريج بعد ولادته. فالروح القدس ينير عقولنا ويرشدنا ويحثنا ويبنينا في المعرفة والقداسة بطريقة لا نقدر أن ندركها مطلقًا. القد (2) يقترن تأثيره الإلهي ويشترك مع عمل الإرادة البشرية الحرة بطريقة تفوق إدراكنا. فالروح القدس يعمل ما يشاء في البشر ويؤثر فيهم إلى أن يختاروا ويعملوا بمشيئتهم الحرة كما يريد هو. وهو لا يجبرهم أن يعملوا ضد إرادتهم، بل بتأثيره اللطيف يجعلهم يريدون ويختارون نفس ما يريد هو، بطريقة لا تعارض حريتهم التامة، ولا تلاشي مسؤوليتهم في كل أعمالهم. وإذا قيل إن الإنسان في هذه الحالة لا يكون مسؤولًا عن إتمام واجباته الدينية، أجبنا: إن الله يطلب منا أن نتمم باجتهادنا الذاتي نفس الواجبات التي نحتاج إلى مساعدة الروح القدس لإتمامها، فهو يأمر الإنسان أن يتوب ويؤمن ويعيش عيشةً صالحة، ويتحلى بالفضائل الدينية والأخلاقية، مع أنه لا يقدر على ذلك إلا بمعونة الروح القدس. ولا شك أن في ذلك سرًا عظيمًا نعجز عن إدراكه، فليس في طاقتنا أن نوضح اقتران فعل الروح بفعل الإرادة البشرية، وإن كنا متأكدين من وجودهما ولزومهما، ولزوم الاستناد على مساعدة الروح القدس لنقدر أن نتمم المطلوب منا. مع معرفتنا أن ذلك لا يخلّصنا من مسؤوليتنا أمام الله. وقد حاول البعض التوفيق بين حرية الإنسان ومسؤوليته ولزوم فعل الروح القدس فيه، ولكن اجتهادهم لم يفِ بالمقصود، فمنهم من نبّر على قدرة الإنسان، ومنهم مَنْ نبّر على ضعفه بهدف إعفائه من كل مسؤولية. ويجب أن نحترس من الاعتقاد بقدرة الإنسان بدون معونة الله، ومن الاعتقاد بضعف الإنسان إلى الحد الذي يرفع عنه التكليف والالتزام. ويعلّمنا الكتاب المقدس والعقل السليم أن الإنسان يجب أن يجتهد في إتمام أوامر الله، ويشعر باحتياجه في ذلك لمساعدة الروح، ويتيقن أنه ينالها بالطلب منه بلجاجة، لأن الذي أمرنا بالإيمان والعمل قادرٌ ومستعدٌ على الدوام أن يُعِين ضعفاتنا. |
02 - 12 - 2014, 02:37 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: لماذا اعتُبر عمل الروح القدس في قلوب البشر من أسرار المسيحية؟
مشاركة جميلة جدا ربنا يبارك حياتك |
||||
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
أسرار التدبير وعمل الروح القدس |
الروح القدس يُعلن لك أسرار غامضة |
الروح القدس وعمله فى أسرار الكنيسة - الأنبا رافائيل |
عمل الروح القدس في أسرار الكنيسة |
اشعلوا الروح القدس في قلوب الناس |