في إثر خطواته في أيام أسبوع الآلام
تحاول الكنيسة في هذا الأسبوع من خلال القراءات والطقوس أن تتبع خطوات السيد المسيح خطوة خطوة وحادثة حادثة في حياته خلال أسبوعه الأخير على الأرض. تعطي الكنيسة لكل يوم من أيام هذا الأسبوع اسمًا أو عنوانًا تدور حوله كل قراءات اليوم، وهي كالآتي:
أحد الشعانين: يوم الظفر.
حيث دخل المسيح أورشليم والهيكل كملك ظافر منتصر وحوله التلاميذ والجموع يهتفون "أوصنا مبارك الآتي باسم الرب" حتى ارتجت المدينة كلها قائلة من هذا (مت21: 10) ولما دخل الهيكل عمل بعض المعجزات "تقدم إليه عمي وعرج في الهيكل فشفاهم" (مت 21: 14).
الإثنين: يوم السلطان
حيث ظهر سلطانه واضحًا في لعن التينة التي يبست في الحال (مت 21: 19) وفي طرد الباعة والتجار من الهيكل (مر 11: 15).
الثلاثاء: يوم الصدام
ظل الرب طيلة يوم الثلاثاء يعلم في الهيكل وكان الكتبة والفريسيون والصدوقيون يحاورونه في غيظ وحقد طالبين أن يمسكوا عليه كلمة خاطئة حتى يقبضوا عليه فسألوه عن القيامة العامة وعن الوصية الأولى وعن الجزية هل يعطونها لقيصر أم لا، وقد أجاب الرب على جميع أسئلتهم بحكمة واقناع ولم يستطيعوا أن يصطادوه بكلمة ثم حذر الناس من تعاليمهم الفاسدة (مر 11) وقال الرب بعض الأمثال التي تظهر فسادهم وهلاكهم وهي أمثال الابنين، والكرامين، وعرس ابن الملك (مت 21، 22) والعذارى الحكيمات والجاهلات (مت 25).
كما أنبأهم برجسة الخراب وخراب أورشليم وهيكلها الذي يعتزون به كثيرًا (مت 24) وكل هذه اغضبتهم كثيرًا وجعلتهم يتحفزون ضده، فكان يوم الثلاثاء بحق (يوم الصدام).
الأربعاء: أربعاء أيوب أو يوم التآمر
يسمى أربعاء أيوب لأن فيه يقرأ ميمر أيوب الذي كان رمزًا للسيد المسيح في تجاربه والآمه الشديدة والنهاية السعيدة التي ختم بها حياته.
كما يسمى يوم التآمر لأن يهوذا تلميذه تآمر مع رؤساء الكهنة وقواد جند الهيكل على يسوع في ذلك اليوم لكي يسلمه إليهم (لو 22: 3، 4) واتفقوا أن يسلمه إليهم مقابل ثلاثين شاقلًا من الفضة وبسبب هذه المؤامرة تصوم الكنيسة كل يوم أربعاء لكى تشارك المسيح آلامه "إن كنا نتألم معه فلكي نتمجد أيضًا معه" (رو 8: 17). ولكي نحذر من الوقوع في خطأ يهوذا الذي كان سببًا في هلاكه. أما يسوع فقضى كل هذا اليوم في بيت عنيا في خلوة مع تلاميذه يعلمهم ويثبتهم.
خميس العهد أو يوم الوداع
يسمى خميس العهد لأن فيه أعطانا مخلصنا الصالح عهدًا جديدًا بجسده ودمه الأقدسين بقوله لتلاميذه "خذوا كلوا هذا هو جسدي" وأخذ الكأس وشكر وأعطاهم قائلًا "اشربوا منها كلكم لأن هذا هو دمي للعهد الجديد" (مت 26: 26-28).
ويسمى يوم الوداع لأن فيه نطق الرب بخطاب الوداع الأخير. بعد إتمام سر التناول من جسده ودمه الأقدسين وهو خطاب طويل وخطير يشمل الإصحاحات 13، 14، 15، 16، 17 من إنجيل معلمنا يوحنا البشير.
الجمعة العظيمة: يوم الصلبوت
تمت فيه محاكمة السيد المسيح دينيًا ومدنيًا وكانت محاكمات ظالمة انتهت بصدور حكم بيلاطس البنطي بصلبه، وتم الصلب بواسطة الجنود الرومان على جبل الجلجثة القريب من أورشليم وبعد الصلب حدثت الظلمة والزلزلة ثم استودع السيد المسيح روحه الطاهرة بيدي الآب ومات جسديًا، ثم أخذ يوسف الرامي اذنًا من بيلاطس البنطي بإنزال السيد من على الصليب واشترك هو ونيقوديموس في تكفينه ودفنه في قبر جديد كان يملكه يوسف الرامي،تصوم الكنيسة كل يوم جمعة تذكارًا لحادثة الصلب.
سبت الفرح: يوم الرجاء
له عدة أسماء:-
1- سبت الفرح: لأن فيه فرح الصديقون الذين كانوا في الجحيم بخلاصهم ونقلهم إلى الفردوس حسب قول معلمنا بطرس الرسول "الذي فيه أيضًا ذهب فكرز للأرواح التي في السجن" (1 بط 3: 19) وقول معلمنا بولس الرسول "نزل إلى أقسام الأرض السفلي ... سبي سبيًا وأعطى الناس عطايا" (اف 4: 8، 9). وقد تنبأ عن ذلك أشعياء النبي بقوله "وقيل فيه للأسرى أخرجوا" (اش 49: 9). ويسمى سبت الفرح أيضًا لأن فيه تخلع الكنيسة ملابس الحداد أي الستور السوداء وتلبس ملابس الفرح أي تعلق بدلًا منها الستور الفرايحي اللائقة بعيد القيامة المجيد.
2- سبت النور: لأن فيه أنار الرب بنوره على الجالسين في الظلمة وظلال الموت في الجحيم عندما نزل ليخلصهم ويأخذهم معه إلى الفردوس المفتوح حسب نبوة ميخا النبي "فإني إذا سقطت سأقوم أيضًا وإن جلست في الظلمة يكون الرب نورًا لي" (مي 7: 8).
ولأن فيه أيضًا يظهر من القبر المقدس في أورشليم نور عظيم على يدي بطريرك الكنيسة اليونانية الأرثوذكسية الذي له حق صلاة القداس في القبر المقدس ويظهر النور في هذا اليوم في حوالي الساعة الثانية ظهرًا أثناء القداس بشكل يسمح للأب البطريرك المذكور بجمعه بيديه على المذبح ثم توقد منه حزم من الشمع تتكون كل منها من 33 شمعة بعدد سني حياة السيد المسيح على الأرض، ومنها توقد الشموع التي بأيدي الجماهير المحتشدة في كنيسة القيامة خارج القبر المقدس.
3- السبت الكبير: تمييزًا عن بقية السبوت وفيه وحده دون بقية سبوت السنة تسمح الكنيسة بالصوم الانقطاعي والمطانيات والقداس المتأخر بوصفه برامون أو استعداد لعيد القيامة المجيد.
4- يوم الرجاء: لأن فيه تعيش الكنيسة على رجاء قيامة السيد المسيح بعد موته بالجسد على الصليب يوم الجمعة العظيمة وإتمامه الفداء والخلاص للعالم كله، وقيامة المسيح هي تتويج لصلبه.