إن مريم أرفع من كلّ مخلوقات الأرض مهما سما مقامها وعظم حبها وقويت غيرتها. إنها سلطانة الملائكة وهي أقرب المخلوقات إلى الله وسلطانة الآباء ولو كانوا إبراهيم واسحق ويعقوب مع الإيمان الذي دفعهم في طريق الرب. إنها سلطانة الأنبياء الذين حملوا كلام الله لأنها حملت المسيح الكلمة. إنها سلطانة الرسل وقد رافقتهم في انطلاقتهم الرسوليّة يوم صلت معهم في العنصرة وقبلت الروح القدس.
إنها سلطانة الشهداء وقد تألمت مع المسيح وحباً بالمسيح فرافقته في آلامه حتى موته على الصليب. إنها سلطانة المعترفين أي الممجدين في السماء من الملافنة وكهنة ورهبان وعلمانيين. إنها سلطانة العذارى وهي عذراء العذارى. إنها أخيراً سلطانة جميع القديسين وهي أرفعهم قداسة. يا سلطانة الوردية المقدسة كما أعلنت اسمك للفتاة لوسيا في فاطيمة وطلبت أن نصلّي لك مسبحة الوردية. يا سلطانة الحبل بلا دنس كما أعلنت عن اسمك لبرناديت في مغارة لورد. يا سلطانة الانتقال كما أعلنتْ الكنيسة أنك تعيشين صحبة ابنك في مجدٍ لا يزول. يا سلطانة السلام أبعدي الحروب والفتن، لاشي الاضطرابات وأعطينا السلام الحقيقي الذي يصالحنا مع الله ومع ضميرنا ومع القريب لا سلام الدول المبني على توازن القوى بل سلام المسيح الذي ينبع من المحبة.