رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الإرشاد من خلال الرؤى Leading through Visions "وكان في قيضرية رجل اسمه كرنيليوس قائد مئة من الكتيبة التي تُدعى الإيطالية. وهو تقي وخاف الله مع جميع بيته يصنع حسنات كثيرة للشعب ويصلي إلى الله في كل حين. فرأى ظاهراً في رؤيا نحو الساعة التاسعة من النهار ملاكاً من الله داخلاً إليه وقائلاً له…" (أعمال 1:10-3). أحياناً يقودنا الله من خلال الرؤى. كان كرنيليوس رجلاً تقياً، ولكن لم يحصل على الولادة الثانية. ولم يكن يعرف شيئاً عن يسوع. وكان مهتدياً حديثاً إلى اليهودية. الملاك الذي ظهر له في تلك الرؤيا لم يبشره ببشارة الإنجيل، فالله يدعُ الملائكة للتبشير، بل دعى الله الإنسان للتبشير والوعظ بالإنجيل. إلا أن هذا الملاك قال له عن المكان الذي يرسل إليه ليُحضر ذلك الرجل الذي يبشره ببشارة الإنجيل ويقول له كيف يحصل على الخلاص. رأى كرنيليوس ملاكاً في رؤيا. فالملائكة لهم القدرة، بسماح من الله، على الظهور بأجساد مرئية يمكن أن تراها بعينيك الطبيعية. "لا تنسوا إضافة الغرباء لأن بها أضاف أناس ملائكة وهم لا يدرون" (عبرانيين 2:13). يطلق الكتاب المقدس على إختبار كرنيليوس - الرؤيا - (أعمال 3:10). كانت رؤيا روحية. دخل كرنيليوس إلى عالم الروح، حيث كان هناك ملائكة كثيرين. فلو كان هناك آخرون مع كرنيليوس في ذلك الوقت، لما قد استطاع رؤية أي شيء. أما إذا إتخذت الملائكة أشكالاً مرئية فيمكن أن يراها كل شخص. هناك ثلاثة أنواع من الرؤى: رؤى روحية، وسُبات، ورؤى مكشوفة بالبصر. ففي الرؤى الروحية، ترى أنت بعين روحك وليس بعينك الطبيعية. عندما رأى بولس الرب في أعمال 9. لم يره بعينيه الجسدية. "فنهض شاول عن الأرض وكان وهن مفتوح العينين لا يبصر أحداً. فاقتادوه بيده وأدخلوه إلى دمشق" (أعمال 8:9). كان بولس مغمض العينين عندما كلمة الله. وبالتالي، فإن كل ما رآه بولس لم يره بالعين الطبيعية. نعرف ذلك لأن الكتاب قال أنه كان لا يبصر أحداً وهو مفتوح العين. النوع الثاني من الرؤى هو عندما يقع الشخص في سُبات. لم يحدث هذا الأمر مع كرنيليوس ولكنه حدث مع بطرس. "ثم في الغد فيما هم يسافرون ويقتربون إلى المدينة صعد بطرس على السطح ليصلي نحو الساعة السادسة. فجاع كثيراً واشتهى أن يأكل. وبينما هم يهيئون له وقعت عليه غيبة. فرأى السماء مفتوحة وإناءً نازلاً عليه مثل ملاءة عظيمة مربوطة بأربعة أطراف ومدلاة على الأرض" (أعمال 9:10-11). عندما يقع الشخص في سُبات، فإنه لا يشعر قط بجسده. ولا يدري أين هو في تلك اللحظة. رغم أنه يكون بكامل إدراكه، إلا أنه لا يدري بكل ما يدور من حوله. فهو يكون أكثر إدراكاً بالأمور الروحية أكثر من الأمور المادية. أما النوع الثالث من الرؤى فهو ما نسميه بالرؤيا البصرية. فالرؤيا التي رأيتها في "الباسو" عام 1959 (والتي أشرت إليها قبلاً في هذا الكتاب)، كانت رؤيا بصرية مفتوحة. كانت عيناي مفتوحة وكنت مدركاً لكل أحاسيس الجسد، ولم أقع في غيبة. جاء يسوع إلى حجرتي ورأيته بعيني الطبيعية. وبين كل الرؤى التي رأيتها، كان هناك رؤيتين فقط رأيتهما وأنا مفتوح العينين، وثلاثة وأنا واقع في غيبة أو سُبات. أما الباقي فكانت رؤى روحية. كانت هناك أنواع مختلفة من الرؤى في سفر أعمال الرسل، كما يُوجد الآن أيضاً أنواعاً مختلفة من الرؤى. ففي الرؤى، مثل، قد تكون الأشياء رمزية كما حدث في الرؤيا التي رآها بطرس. فقد رأى كل أنواع دواب الأرض الطاهرة والنجسة. وكان عليه أن يتفكر في الرؤيا ليعرف مضمونها (أعمال 19:10). وبينما هو متفكر قال له الروح أن يقوم ويذهب مع ثلاثة رجال إلى بين كرنيليوس. لم يكن بطرس يعرف حتى ذلك الحين بالضبط معنى الرؤيا. ولكن بعدما ذهب إلى هناك، حدثت بعض أمور وابتدأ يفهم أن الله يريد أن يدعو الأمم للفداء كما يدعو اليهود أيضاً. "ثم إن ملاك الرب كلم فيلبس قائلاً قم وأذهب نحو الجنوب على الطريق المنحدرة من أورشليم إلى غزة التي هي برية. فقام وذهب. إذا رجل حبشي خصي وزير لكنداكة ملكة الحبشة كان على جميع خزائنها. فهذا كان قد جاء إلى أورشليم ليسجد. وكان راجعاً وجالساً على مركبته وهو يقرأ النبي إشعياء. فقال الروح لفيلبس تقدم ورافق هذه المركبة" (أعمال 26:8-29). يقر بعض الأشخاص بالكنيسة بصحة أن الله تكلم قديماً إلى الرسل مثل بطرس، ولكنهم يقولون أن هذه الزيارات الروحية مقتصرة على عهد الرسل فحسب. ولكن لم يكن فيلبس رسولاً ذاك الذي انتُخب شماساً (أعمال 5:6). أما أعلى مكانة كان قد وصل إليها هي التبشير (أعمال 8:21). ألا يؤسفنا هذا أن نُحرم من تلك البركات، والتجليات أو الإظهارات الروحية الخارقة للطبيعة التي يجب أن نتمتع بها بسبب أن بعض رجال الكنيسة يغلقون الكتاب المقدس على الأمور التي نفوق الطبيعة ويقولون: "إن هذه الأمور كانت في عصر الرسل فقط وقد توقف كل شئ وانتهى برحيل وموت رسل العهد الجديد". "وكان في دمشق تلميذ اسمه حنانيا. فقال له الرب في رؤيا يا حنانيا. فقال له الرب قم وأذهب إلى الزقاق الذي يقال له المستقيم واطلب في بيت يهوذا رجلاً طرسوسياً اسمه شاول. لأنه هوذا يصلي وقد رأى في رؤيا رجلاً اسمه حنانيا داخلاً وواضعاً يده عليه لكي يبصر" (أعمال 10:9-12). لقد استخدم الله حنانيا رغم أنه لم يكن شماساً. بل كان مجرد تلميذاً عادياً. أو ما نسميه اليوم "رجلاً علمانيا". لذا يجب أن نضع أنفسنا جميعاً في المكانة التي يمكن أن يستخدمنا بها الله والتي يراها مناسبة لنا. ليس علينا أن ننتظر حتى تأتي إلينا رؤيا فنعمل شيئاً لله. فقد يعطينا الله رؤيا، وقد لا يعطينا. وقد يظهر لنا ملاكاً وقد لا يظهر. كان امتياز كبير لي أن أعظ في كنيسة أحد رجال الله العظماء الذي كان قد ناهز السبعين من عمره. لقد امتلأ من الروح القدس في بداية القرن العشرين وسافر إلى الصين كمبشر عام 1916. وقد حكى لي عن العديد من الإختبارات الرائعة التي مرّبها. كان يعقد درساً للكتاب المقدس مساء كل جمعة بكنيسته. (أؤمن أن هذا الرجل كان أحد معلمي الكتاب المقدس المشاهير بالعالم - وقد سمعت أنا بنفسي أغلب عظاته التي ألقاها). وهذا ما حكاه لي: قال أنه كان يعلّم عن مواضيع معينة كما يقوده الرب، ولكنه أيضاً كان يسمح للجموع أن يقترحوا المواضيع التي يفضلونها ويكتبونها على قصاصات من الورق. فمعظم الموجودين في أحد المناسبات كتبوا قائلين: "نريد أن تعطينا بعض التعليم عن الملائكة. فنحن لم نتلق أي تعليم حول هذا الأمر". كان يعلّم في هذا الوقت في أفضل المدارس الخمسينية لدراسة الكتاب المقدس وقد ظن أن بإمكانه تغطية هذا الموضوع في بحر أسبوعين. ولكنه قال: "كلما درست هذا الموضوع، كلما اكتشفت كبر حجمه. فقد واصلت التعليم لمدة ستة أسابيع وها أنا لم أغطِ الموضوع بأكمله". كان هذا الرجل يشغل مركزاً رسمياً في طائفة خمسينية ثم دُعىّ بعد تعليمه عن الملائكة إلى مؤتمر عمل مع قادة هذه الطائفة. كانت المناقشة تتعلق بالتقرير الذي قدّمه أحد خدام تلك الطائفة الذي أدعى بأنه قد رأى ملاكاً. وكان هذا الملاك يُعلمه عن الأمور الخاصة بخدمته. وقد كان الجميع على وشك طرده نهائية من إنضمامه للطائفة. واستطرد معلم الكتاب يقول لي: "جلست هناك أستمع دون تعليق على ما يحدث. لم أكن أتكلم إلا إذا دُعيت لذلك، خاصة إنني كنت أعلم التيار السائر بينهم، وهو أنهم كانوا على أتم الإستعداد لطرد هذا الخدام من الطائفة". وأخيرا، وقف أحد الأخوة وقال: "أعتقد أنه يجب علينا أن نستمع إلى الأخ "س" لأنه كان معنا منذ بدياية الحركة، وهو أحد عظماء معلمي الكتاب. لذلك دعونا نستمع إلى ما يقوله". قال لي أنه بدأ يخبرهم عن ذلك الرجل وعن دراسته التي أنهاها عن موضوع الملائكة وعن التعاليم التي علّمها لكنيسته. ثم قال: "إنني لست الشخص الوحيد المشغول بهذا الأمر بل واحد من عدة آلاف من خدامنا قد رأوا ملائكة. ولكن ما يزعجني حقاً هو أن أكثرنا لا يروا هذه الأمر". ثم أخبرهم: "ثانياً، إذا كنتم تريدون طرد هذا الرجل من الطائفة لمجرد أنه رأى ملاكاً علّمه عن تلك الأمر المختصة بخدمته. فما هو البديل الذي نقدمه لشعبنا؟ هل لدينا شئ أفضل من هذا؟ هل لدينا أشياء أفضل؟ فإن لم يكن الأمر هكذا، فإنني أعتقد أنه من الأفضل المحافظة على ما لدينا الآن". وبسرعة، قفز أحد الحاضرين على قدميه وقال: "إنني أقترح أن نترك هذا الأمر جانباً وننسى كل ما يتعلق به". ثم وافقوا بالإجتماع على عدم المناقشة في هذا الأمر نهائية. عام 1963، كان مكتبي يضم محتويات منزلي الصغير في "جارلاند" بولاية "تكساس". لم يكن مكتباً في ذلك الوقت. وقد تعاقد معي بعض الأشخاص في بلدة أخرى قائلين: "إذا نقلت مكتبك إلى هذه المدينة لبنينا لك مكتباً آخر. سوف تستري لك كل الإحتياجات ونؤجر موظفي السكرتارية وندفع المرتبات وأنت لن تدفع شيئاً. دعنا نطبع بعض مما كتبت". قال لي أيضاً خبير فني يعمل بالإلكترونيات "يا أخ هيجين، إذا أتيت إلى هنا فسوف أسجل لك كل عظاتك على شرائط كاسيت ولن يكلفك هذا شيئاً. فسوف أتولى كل الأمر دون مقابل". بدتْ هذه العروض جيدة. قد يبدو لك أن يد الله تتدخل في كل هذه الأمور. ولكنني كنت في ذلك الوقت أصلي مع مجموعة معينة. وكنا نقضي وقتاً طويلاً في عبادة الرب. وكان ذلك يشبه جو العبادة التي في أعمال 1:13-2 -ذلك الجو الذي يتحرك فيه الله بحرية. كنت أجلس مصلياً على درج السلم بجانب الكرسي، عندما رأيت يسوع فجأة يقف أمامي. كنت مغمض العينين. وكانت تلك الرؤيا روحية. ولم أكن واقعاً في غيبة أو سُبات. ثم رأيت ملاكاً كبيراً يقف خلف يسوع مباشرة. بما يقرب من قدمين عن يمينه وثلاثة أقدام خلفه، لقد رأيت ملائكة من قبل ولكن ليس بهذا الحجم الضخم فقد كان طوله يبلغ ثمانية أقدام أو أكثر. تحدث يسوع معي عن بعض الأمور. (وقد تحقق كل ما قاله بالفعل). وبينما هو يتكلم إليّ كنت أنظر إلى هذا الملاك من حين لآخر. كان يصمت كلما نظرت ثانية إلى يسوع. وعندما انتهى يسوع من حديثه معي سألته قائلاً: "مَن هو هذا؟ وماذا يُمثل؟" قال يسوع: "إنه ملاكك". قلت: "ملاكي؟" قال: "نعم، إنه ملاكك. إقرأ في الكتاب المقدس، لقد قلت فيما يتعلق بالأطفال الصغار أن ملائكتهم دائماً أمام وجه أبي. وأنت لم تفقد ملاكك بسبب نموك وكِبر سنك". (أليس هذا شئ يعزي ويريح! أن هذا الملاك الضخم يحيط بي. حمداً للرب!) قلت: "ماذا يريد؟" أجاب يسوع: "إنه يحمل رسالة لك". قلت: "إن كنت تتحدث إليّ، فلماذا لا تعطيني الرسالة بنفسك؟ لماذا أحتاج للإستماع إلى ملاك؟ وإلى جانب هذا فإن كلمة الله تقول أن الذين ينقادون بروح الله فأولئك هم أبناء الله. فلماذا لا يتحدث إليّ الروح القدس؟" يسوع كان رؤفاً ورحيماً معي. قال لي: "ألم تقرأ في كلمتي بأن ملاك الرب قال لفيلبس أن يذهب إلى غزة؟ ألم يكن هذا إرشاداً؟ ألم تكن تلك قيادة؟ ألم يظهر ملاكي لكرنيليوس حتى قبل أن يختبر الولادة الثانية؟ ألم يخبره الملاك بما ينبغي أن يفعله؟" ثم أعطاني أمثلة متنوعة أخرى من العهد الجديد التي تتعلق بهذا الأمر. وقلت أخيراً، "هذا يكفي. فإنني سأستمع إلى هذا الملاك". ثم نظرت إلى هذا الملاك الضخم وقلت: "ماذا ستقول؟" بدأ حديثه هكذا، "إنني مرسل من حضرة الإله القدير لأقول لك لا تدع هؤلاء الرجال (وقد دعاهم بأسمائهم) أن يعدوا مكتباً لك لأن لهم دافع آخر. وهو أنهم يريدون التحكم في كل خدمتك بفضل إنفاق أموالهم على مكتبك". ثم ذكر إسم ذلك الخبير الفني وقال: "لا تدعه يسجل لك أي شرائط لأن له دافع آخر. فإذا وصلت الشرائط إلى يديه، فسوف يتحكم فيها كلية. إنني مُرسل من حضرة الإله القدير لأقول لك هذا". |
|