"وصِيَّتي هي: أَحِبُّوا بَعضُكم بَعضًا كما أَحبَبتُكم
"أَحِبُّوا بَعضُكم بَعضًا" فتشير إلى وصيَّة يسوع لتلاميذه بمشاركة حُبّه مع بعضهم البعض ومع الآخرين. يوصينا يسوع أَّلاَّ نُحبَّه هو فقط، بل أن نُحب بعضنا البعض أيضًا. يطلب يسوع أن يحب الواحد منهم الآخر من أجل أن تبلغ المَحَبَّة نموِّها التَّام في جماعة يسودها التَّبادل والعطاء وحسن القبول. فالمحبَّة الأخويَّة هي وصيَّة يسوع الكُبرى فيما يتعلق بالقريب، وتهمه كثيرًا لكونها موضوع محبته، وإن المَحَبَّة الأخويَّة هي الدَّليل المثالي على حضور مَحَبَّة الله في حياة النَّاس "إذا أَحَبَّ بَعضُكُم بَعضًا عَرَف النَّاسُ جَميعًا أَنَّكُم تَلاميذي" (يوحنا 13: 35)؛ ويُعلق القدِّيس أوغسطينوس: "فإنه لن يكون حبًا حقيقيًا لبعضنا البعض إن كنَّا لا نحبُّ الله. فكل واحدٍ يحب أخاه كنفسه إن كان يحب الله. وأمَّا من لا يحب الله فلا يُحبُّ نفسه". وقد ربط يسوع بين الوصيَّة والحُبِّ حيث أنَّ الحُبِّ هو عصب الوصيَّة. ووصيَّة المسيح مستمدة من صليب المسيح الذي أحبَّنا ومات لأجلنا ونحن أعداء كما أعلن بولس الرَّسول:" فإِن صالَحَنا اللهُ بِمَوتِ َابِنه ونَحنُ أَعداؤُه، فما أَحرانا أَن نَنجُوَ بِحَياتِه ونَحنُ مُصالَحون!"(رومة 10:5).