|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
كلامي روحٌ وحياة "السموات والارض تزولان وكلامي لا يزول" (لوقا ٢١: ٣٣). أجمل ما تعلمناهُ من الْكِتَابِ المقدّس أنّ الزمان ليس له مقياساً. فالزمن بِبعُدِهِ الماديّ وتحديده العلمي لا يعنينا. ما يهمنا اليوم، في هذا العصر، وفِي هذا والوقت بالذات أن نُوّكد على استمرارية سعينا واهتمامنا من أجل الإنسان. وترك أبوابنا مفتوحة لكل ما يلزمه ويخدمه، في كل وقت وزمان ومكان، لنرفع من مستواه الروحي والإقتصادي والإجتماعي والأخلاقي. نحن بحاجة ماسة في الزمن الحاضر إلى مفاهيم جديدة تتبناها البشرية ليسود السلام والعدالة والتضامن بين الناس ويتحقق خير البشرية ، عوضاً من خير جماعات وأحزاب سياسية وعرقية وثقافية خاصة تسعى إلى مصلحتها وتهميش الأخرين. الزمن الحاضر لا نريده زمن تعدي على الحقوق الانسانية، وبالتالي على الضمير البشري. بل نريده، زمن نجاح للمفاوضات والوساطات واللجوء إلى شرعة حقوق الأُمم المتحدة، لتكون البشرية جممعاء عائلة واحدة تجد قوتها في توزيع عادل لخيرات الأرض من أجل منفعة الخير العام، المشترك للناس أجمعين. فنحل مشكلة فقر المليارات من الرجال والنساء، والشباب والاطفال، حتى لا تبقى المساواة أغنية، كلُّ واحدٍ يغنيها على ليلاه، وشعار يُكتب في المجلات والجرائد وعلى الحيطان، ويُنادى به عبر الإذاعات ولا أحد يطبقه فيبقى حبراً على ورق، وصوت لا يسمعه أحد. الزمن الحاضر لا نريده زمن أحقاد تتجزر فينا وتؤدي إلى خلق أجواء ظلم ومآس، تدوس أبسط حقوق البشر. بل نريده زمن حب نلتقي فيه كلنا إخوة واخوات، أحباء وأصدقاء، هذه وصيتي لكم: "أحبوا بعضكم بعضا كما انا أحببتكم" (يوحنا ١٥: ١٢)، بهذه الوصية تكتمل الشريعة والأنبياء (متى ٢٢: ٣٨). مع هذا الزمن نريد أن نطوي الماضي، نطوي ما فرّقنا، نطوي صفحة الإنعزالية والطوائف والمذاهب والاحزاب والزعامات التي تتناحر عقائدياً وفكرياً على هيكلية سياسية أو حزبية وتبحث عن طريقة لحفظ الشريعة، فتدوس الناس المنبوذين والمهمشين والتعساء المنطرحين على طرقات العالم، هؤلاء الذين ينتظرون منا لمسة حُبٍ وحنان، ونظرة عطف وإبتسامة وكلمة تشجيعية صادقة وشفافة، وحضوراً إنسانياً مميزاً، وحده يُخلصهم من بؤسهم وفقرهم وشقائهم وتعاستهم، بدل العظات الطويلة الرنانة والمبادئ الفضفاضة. لا نريد هذا الزمن الحاضر أن يكون زمن القوانين والشرائع الدينية القاسية التي قد تخسر الإنسان جوهر المخلوقات، لتربح الرأي العام، وتخلص صورتها المزيفة وتدافع عن كيانها الكاذب، ناسية أن الله تخلى عن نفسه وأخذ صورتنا ليُخلصنا ويُعيد لتا كرامتنا، متبنياً واقعنا ومتحدثاً لغتنا ليصير واحِداً منا وقريباً لنا ليحل مشاكلنا وينعم علينا بالفرح والهناء والسعادة. هذا الزمن الذي نعيشه، لا نُريد فيه سياسة حاقدة ملحدة، تحرق البشر وقوداً لمصالحها. بل نريده زمن سياسة تحترق بمسؤوليها من أجل صقل قضايا الفقراء والمظلومين وخدمتهم. نريد فيه نظاماً اقتصادياً جديداً يُشاركُ فيه الأغنياء والفقراء كنوزهم وخيراتهم حتى لا يدوم الإقتصاد الكافر الذي يقتل البشر الأبرياء ليرفع رصيد الأغنياء. لا نريد في زمننا الحاضر ثقافة قاسية، جافة ترتكز على المعلوماتية والكتابة المحفورة على أحجار قلوبنا القديمة، بل نريد ثقافة سلام يستند برنامجها إلى رحمة الإنسان ومسامحته، لبعمّ الفرح قلوب الناس وتكتب الثقافة البناءة عمل قلوب تنبض لحماً ودماءً. تحية لزمننا الحاضر المؤسس على كلام السيد المسيح الذي قال: "كلامي روحٌ وحياة، ولا يزول ابدًا"، وإذا وجدنا أنفسنا اليوم قد تركنا أمكنتنا، ونسينا أزمنتنا وتاريخنا العريق، فلنعمل لكي لا نجد أيادينا فارغةً في الزمن الحقيقي، أمام الله، الديان العادل، من هدية فيها سلام لإرضنا وكنيستنا وشعبنا. فتكلم يا رب، عبيدك على الارض يصغون إلى تعاليمك، ليفعلون مشيئتك. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
( يو 4: 24 ) الله روحٌ |
❤️كلامي روح وحياة وفرح❤️ |
إنسانٌ به روحٌ نجسٌ! |
كلامُ الله، روحٌ وحياة |
إنسانٌ به روحٌ نجسٌ! |