|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أنتم ملح الأرض بعد انتهاء التطوبيات قال السيد المسيح لتلاميذه: “أنتم ملح الأرض، ولكن إن فسد الملح فبماذا يملّح؟! لا يصلح بعد لشئ إلا لأن يُطرح خارجاً ويُداس من الناس” (مت5: 13). الملح هو الذى يعطى للطعام مذاقه.. كما أنه يستخدم فى حفظ الأطعمة من الفساد. وبعض أنواع الأملاح تستخدم لتسميد الأراضى الزراعية. حينما يقول السيد المسيح: “أنتم ملح الأرض” يقصد أن المسيحى الحقيقى هو الذى يعطى لحياة البشر مذاقتها. فبالرغم من أن كميته تكون قليلة إلا أنه يملح طعاماً كثيراً. هكذا يستطيع تلميذ الرب بقدوته الصالحة أن يؤثر فى حياة الكثيرين ويجتذبهم إلى الحياة مع الله. كما أنه يمنع الفساد الروحى عن كثير من البشر، كقول الكتاب “من رد خاطئاً عن ضلال طريقه، يخلص نفساً من الموت ويستر كثرة من الخطايا” (يع5: 20). ولعلنا نذكر قصة سدوم وعمورة حينما قال الله لإبراهيم أنه لو وُجد فى المدينة عشرة من الأبرار، لما أهلك من أجل العشرة (انظر تك18: 32). إن مجرد وجود إنسان قديس فى وسط أناس كثيرين، يمنع بلايا ومصائب كثيرة، ويمنع غضب الله من أن يحل على المكان بسبب شرور بعض الموجودين فيه. إن وُجد مثل هذا القديس يعطى أملاً أن ينصلح شأن ذلك المكان، وأن يعود الأشرار عن خطاياهم بالتوبة لسبب سيرة هذا القديس التى تهز مشاعرهم وتوبّخ خطاياهم. ومن خصائص الملح الذى يوضع فى الطعام، أنه يذوب ويتلاشى ويختفى، ولكنه يؤثر تأثيراً قوياً فى هذا الطعام. هكذا أولاد الله فى هذا العالم؛ يخفون ذواتهم ويبذلون أنفسهم من أجل مجد الله وخلاص الناس. ولكن بالرغم من إخفائهم لذواتهم إلا أن تأثيرهم يكون قوياً.. وبالرغم من بذل أنفسهم إلا أنهم لا يضيعون، بل على العكس كما قال السيد المسيح “من وجد حياته يضيعها، ومن أضاع حياته من أجلى يجدها” (مت10: 39). إن الذات هى أكبر معطل لعمل الله فى حياة الإنسان تعطّل خلاص الإنسان وتعطّل عمل الله فيه. بينما يتمجد الله كثيراً من خلال النفس المبذولة، كما تمجد من خلال ذبيحة ابنه الوحيد على الصليب الذى تألم من أجل خلاصنا، وبعدما قام من الأموات قال لتلاميذه: “كان ينبغى أن المسيح يتألم بهذا ويدخل إلى مجده” (لو24: 26). الإنسان المسيحى الحقيقى عليه مسئولية كبيرة تجاه خلاص الآخرين والمحافظة عليهم من الفساد الموجود فى العالم. لهذا قال السيد المسيح لتلاميذه: “أنتم ملح الأرض، ولكن إن فسد الملح فبماذا يملح؟!” (مت5: 13). |
|