رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الجبال في الكتاب المقدس للجبال في الكتاب المقدس مكانة خاصة، فهي المواضع المحببة لله ليلتقي فيها مع شعبه، أو يقدم فيها عطايا وإعلانات خاصة. وعليها نال رجال الله نصرات ضد الشر، أو منها حمل المؤمنون الأخشاب التي يستخدمونها لبناء هيكل الرب. ولعل اختياره للجبال كأماكن لنوال بركات إلهية سماوية، إنما لكي يدعو المؤمن كي يرتفع بقلبه وفكره وكل أحاسيسه عن كل ما هو أرضي لكي يلتقي بالله السماوي. كان المرتل يرفع عينيه إلى الجبال المقدسة مترقبًا العون الإلهي. إن كان موسى النبي قد استلم الشريعة الإلهية على الجبل، ورأى كنعان من قمة الجبل، وهناك سلم روحه في يديّ الله الذي اهتم بروحه كما بجثمانه إنما ليؤكد حاجتنا إلى الصعود على "جبل بيت الرب". قيل: "يكون في آخر الأيام أن جبل بيت الرب يكون ثابتًا في رأس الجبال، ويرتفع فوق التلال، وتجري إليه كل الأمم (إش 2: 2). ما هذا هو الجبل إلا شخص السيد المسيح الصخرة الحقيقية التي تفيض مياه الروح على شعبه (1 كو 10: 4)، الجبل الذي رآه دانيال النبي الذي يملأ الأرض (دا 2: 34، 45). يقول القديس أغسطينوس: [الجبل كما تعلمنا الشهادة النبوية هي الرب نفسه[323]]. ويدعونا العلامة أوريجانوس أن نصعد إلى الجبال العالية، قائلًا: [يكفي أنك لا تبقى على الأرض، ولا تسكن الوديان، ولا تبطئ في الأماكن المطمورة[324]]. لعل أهم الجبال المذكورة في الكتاب المقدس هي: 1. جبل أراراط: في تركيا حاليًا، عليه استقر فُلك نوح (تك 8: 4)؛ حيث تستقر الكنيسة التي خلُصت من طوفان العالم في الأعالي، في السماء عينها، إذ ليس لها موضع في الأماكن السفلية. 2. جبل سيناء: أو حوريب، شمال شرقي مصر، حيث استلم موسى النبي الشريعة (خر 19: 2-25). فإننا ننسحب مع موسى على الجبل لننعم باستلام وصيته في أعماق النفس التي يكتبها لا على ألواح حجرية، بل على القلب ذاته بروحه القدوس الناري. 3. جبل عيبال: مقابل جبل جرزيم، وقد أمر موسى النبي أن يُبنى مذبح للرب على هذا الجبل عند دخولهم أرض الموعد. إذ لا يقدر أن يقدم المؤمن حياته ذبيحة حب لله وهو مرتبك بالسفليات. 4. جبل جرزيم: عليه تحدث السيد المسيح مع المرأة السامرية عند البئر (يو 4: 20)، التي تركت جرتها وانطلقت إلى المدينة تدعو كل سكانها ليأتوا ويروا ويسمعوا، فيختبروا ما اختبرته: عذوبة عمل المخلص محب البشرية. 5. جبل نبو: أو الفسجة Pisgab، من عليه تطلع موسى على أرض الموعد، التي رآها بعينيه دون أن يدخلها. إذ كان موسى رمزًا للناموس، فإنه عاجز عن أن يدخل بالمؤمن إلى السماء، كنعان الأبدية، إنما يكشف له عنه من بعيد لكي يرتبط بيسوع (يشوع بن نون) القادر وحده أن يحمله إليها. قيل أن الله دفن موسى على هذا الجبل بيديه، فكان لابد أن يموت الجسد أو الحرف الذي للناموس كي نتمتع بالحياة المقامة في المسيح يسوع خلال الروح. 6. جبل الكرمل: عليه انتصر إيليا النبي على أنبياء البعْل (1 مل 18: 9-42). فمن لا يصعد على جبل الرب لن يقدر أن يحطم إبليس وجنوده وخدامه وكل حيله وكل سلطانه. 7. جبل جلبع: عليه قُتل الملك شاول وأبناؤه في معركة ضد الفلسطينيين (1 أي 10: 1، 8). على الجبال المقدسة يسقط رئيس هذا العالم وينحدر ميتًا. 8. جبل هرون: يمثل الحد الشمالي عند دخول الشعب كنعان (يش 11: 3، 17). 9. جبل الزيتون: عليه قدَّم السيد المسيح حديثه عن مجيئه الأخير (مت 24: 3)، فإنه إذ يزهد الإنسان الأرضيات يصعد كما على جبل الزيتون ليجلس عند قدمي المخلص يستعذب وعده بالمجيء. 10. جبل لبنان: مصدر أخشاب الأرز التي استخدمها سليمان الحكيم في بناء الهيكل الذي في أورشليم (1 مل 5: 14، 18). هكذا تصعد النفس إلى جبال الرب، خشبة الصليب مع عريسها المصلوب؛ فإنه إن لم تُصلب معه لن تستطيع أن تُقيم هيكله المقدس في أورشليم الداخلية، في أعماق القلب |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
من الجبال في الكتاب المقدس جبل البَعَلة |
من الجبال في الكتاب المقدس جبل بيت إيل |
من الجبال في الكتاب المقدس جبل أَمَانَة |
من الجبال في الكتاب المقدس جبل أفْرَايِم |
الجبال في الكتاب المقدس |