رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
التهب هذا القديس بمحبة الله ، فمضى و ترَّهب في دير في هرموبوليس (هرموبوليس: حالياً الأشمونين التابعة لملوى بمحافظة المنيا) ، و قد أحب رهبان الدير و سلك معهم في تقوى و طاعة. و لكنه اشتاق إلى حياة الوحدة ، فحمل رغيف خبز واحد و قليلاً من الخضروات و انطلق نحو الجنوب وسط الجبال التي تفصل بين الصعيد الأسفل و الواحات طالباً مشورة الله. و أثناء ذلك رأى ملاكه الحارس و سار معه حتى وصل إلى مغارة أحد القديسين . فأقام عنده أياماً قلائل يتعلم منه كيف يتغلب على حروب الشياطين . ثم أخذه ذلك القديس إلى البرية الداخلية حيث توجد مغارة و نخلة مزروعة عنده ، فتركه في ذلك المكان و عاد إلى مكانه. و منذ ذلك الوقت لم يعاين وجه إنسان . و لقد قاسى القديس أبو نوفر الكثير ، حتى أنه أشرف على الموت عدة مرات جراء الجوع و العطش و حر الصيف و برد الشتاء . كما أن الشيطان كان يظهر له كثيراً و يحاربه و لكن الله كان يعوله لصبره في الجهاد . فكانت النخلة تثمر له ما يكفيه طوال العام ، كما كان يأكل الحشيش أحيانا ً، واستمر على هذا الحال نحو ستين عاماً. و فى أواخر حياته مضى إليه القديس بفنوتيوس ، فوجده بهيئة غريبة، فقد كان شعره طويلاً و لحيته تتدلى على جسده. و علم منه بقصة حياته و بأنه على وشك الانتقال من هذا العالم. و فجأة رأى وجه القديس أبى نوفر مثل النار ، فخاف منه ، فقال له : لا تخف يا أخي فإن الرب قد أرسلك لتهتم بجسدي و تدفنه . ثم صلى و بارك على القديس بفنوتيوس ، وبعدها رقد على الأرض و فاضت روحه الطاهرة بيد الرب الذي أحبه. فكفنه القديس بفنوتيوس بنصف ثوبه ، ثم صلى عليه و دفنه بمغارته و هو حزين القلب على فراقه السريع . وقد أراد القديس بفنوتيوس أن يسكن في موضعه ، لكنه وجد أن النخلة قد سقطت ، ونشفت عين الماء و انهارت المغارة . فعرف أنها إرادة الله . و عاد إلى قلايته بسلام . و كتب سيرة القديس أبى نوفر السائح منفعة للأجيال. بركة صلواته فلتكن معنا . ولربنا المجد دائماً أبدياً آمين . |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
السائح القديس ابو نوفر |
القديس الأنبا تكلا هيمانوت الحبشي و القديس أبا نوفر السائح المصري✝ |
القديس ابو نوفر السائح |
القديس أبو نوفر السائح |
القديس ابو نوفر السائح |