رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
جودُ الربِّ «كَلَّلْتَ السَّنَةَ بِجُودِكَ» ( مزمور 65: 11 ) ما أسعد نصيبنا نحن المؤمنين، فعندما ننظر إلى الوراء على مدار السنة التي على وشك الأفول، لا يسعنا إلا أن نعترف ـــــ بقلوب شاكرة ـــــ أن سِمَتها المُميَّزة كانت هي جود إلهنا! يمكن لكلمة “كَلَّلْتَ” أن تقصد “طوقت للحماية” أو “أحطت” كما وردت في مزمور5: 12 «لأَنَّكَ أَنْتَ تُبَارِكُ الصِّدِّيقَ يَا رَبُّ. كَأَنَّهُ بِتُرْسٍ تُحِيطُهُ بِالرِّضَا». ونجد نفس الكلمة أيضًا فى مزمور 103 حيث يهتف المُرنِّم: «بَارِكِي يَا نَفْسِي الرَّبَّ ... الَّذِي يُكَلِّلُكِ بِالرَّحْمَةِ وَالرَّأْفَةِ» ( مز 103: 1 -5). ونحن لا بد وأن تفيض قلوبنا بالتسبيح والشكر لإلهنا من أجل عنايته المُنعمة المستمرة خلال سنة ميَّزتها الشرور والمخاطر من كل ناحية. هذه الظروف لا يُمكننا أن نتجاهلها، لكنه أمر مبارك بالفعل أن نختبر يد إلهنا المُحيطة الحامية يَوْمًا فَيَوْمًا، وننشغل بجوده. إن ِ“جُود الرَّبّ” لا يمكن أن يُقاس بتعبيرات بشرية، فهو يحمل ما هو غنيٌّ ومُبهج ومُحبب، مُعبّرًا عما هو عليه فى ذاته؛ لأن الله جَوَّادٌ وصالحٌ. كان الميراث الذى أتى الله بشعبه القديم إليه هو «أَرْضٌ يَعْتَنِي بِهَا الرَّبُّ إِلهُكَ. عَيْنَا الرَّبِّ إِلهِكَ عَلَيْهَا دَائِمًا مِنْ أَوَّلِ السَّنَةِ إِلَى آخِرِهَا» ( تث 11: 12 )، وهكذا نصيبنا نحن أيضًا، فهو مُتمركز في الواحد الذي هو موضوع لذة الله وسروره، دائمًا وأبدًا؛ هو ذاك الذي ترنم عنه المرنم بلسان النبوة قائلاً: «لأَنَّكَ تَتَقَدَّمُهُ بِبَرَكَاتِ خَيْرٍ» ( مز 21: 3 ). وإذ قد اغتنينا واكتفينا واحتمينا، وصرنا مقبولين في محبوب الله، يا ليتنا نتقدم بثقة كاملة، هاتفين من قلوب ثابتة: «إِنَّمَا خَيْرٌ وَرَحْمَةٌ يَتْبَعَانِنِي كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِي»، وفي مشاعر المحبة والمودة المُتبادلة مع الله الذي باركنا هكذا، يا ليتنا نسعى دائمًا أن نكون بقربه، عالمين في يومنا هذا روعة وجمال بركة السكني فى بيت الرب «وَأَسْكُنُ فِي بَيْتِ الرَّبِّ إِلَى مَدَى الأَيَّامِ» ( مز 23: 6 ). . |
|