|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
«اَللّٰهُ مَعَنَا»
... وَأَمَّا أَنَا فَقَدْ أَتَيْتُ لِتَكُونَ لَهُمْ حَيَاةٌ وَلِيَكُونَ لَهُمْ أَفْضَلُ. يو 10:10 «اَللّٰهُ مَعَنَا» (متى 1: 23) منذ ما يقرب الألفي سنة أطل القديم الأزل على الدنيا ليصير في عمانوئيل «الله معنا». «وَلكِنْ لَمَّا جَاءَ مِلْءُ الزَّمَانِ، أَرْسَلَ اللهُ ابْنَهُ مَوْلُودًا مِنِ امْرَأَةٍ، مَوْلُودًا تَحْتَ النَّامُوسِ» (غلاطية 4: 4). فتم ما قيل باشعياء النبي: «وَلكِنْ يُعْطِيكُمُ السَّيِّدُ نَفْسُهُ آيَةً: هَا الْعَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ ابْنًا وَتَدْعُو اسْمَهُ «عِمَّانُوئِيلَ» (ٱلَّذِي تَفْسِيرُهُ: اَللّٰهُ مَعَنَا)» (إشعاء 7: 14 ولوقا 1: 23). كان ذلك في بيت لحم، في كهف يستعمل مربطاً للماشية. ولما أبصر الدنيا استهل كغيره من الأطفال لكأنه يلتمس عوناً وحباً. فقمطته أمه واضجعته في المذود إذ لم يكن لهم موضع في المنزل. وفي المذود نام عمانوئيل نومته الأولى تحف به مجموعة من الحيوانات الأليفة. فهل جاء إلى الدنيا طفل بهذه الدرجة من الوداعة والتواضع؟ وهل كان المكان يليق بمن دعي اسمه عجيباً إلهاً قديراً؟! لو أن القدوس الحق جاء في مجده راكب سحاب السماء لكان الأمر طبيعياً لأنه رب المجد. لو أنه ولد في قصر ملك لكان الأمر طبيعياً لأن اسمه ملك المجد. وقد قالت الكتابة المقدسة إنه رئيس ملوك الأرض. ولو أنه ولد في قصر رئيس الكهنة لكان الأمر طبيعياً لأن الرب أقسم له، ولن يندم أنت رئيس كهنة إلى الأبد. أما أن يأتي الكائن والذي كان والذي يأتي طفلاً في مذود فذاك هو العجب العجاب. إنه لأمر عجيب حقاً وإنما جاء بأعجب بشرى للعالم. وهل من بشرى أطيب من هذه أن يهبط إلى دنيانا ناشر السماء وباسط الأرض، لكي يبشرنا بسلام نحن البعيدين أننا صرنا قديسين بدم يسوع. ويقيناً أنه لعزاء ورجاء للإنسانية أن تكون الأرض هكذا من قبل الله، بل أنه لشرف عظيم لنا أن يأخذ السيد رب الجنود جسد بشريتنا. وأن يحل بيننا فنرى مجده مجداً كما لوحيد من الآب مملوءاً نعمة وحقاً. وأنه لامتياز لنا كبير أن يعطينا من ملئه، ونعمة فوق نعمة. وكفى الجنس البشري شرفاً وفخراً أن عمانوئيل إذ كان في السماء لم يتحد بطبيعة الملائكة ولكنه على الأرض، اتحد بطبيعة الناس إذ شاركنا في اللحم والدم. لكي يبيد بالموت ذاك الذي له سلطان الموت، ويعتق أولئك الذين خوفاً من الموت كانوا جميعاً كل حياتهم تحت العبودية. أجل من كان يظن أن أعجوبة الدهر تجري في بيِّنة على هذه الدرجة من الاتضاع؟! فمن جانب الأرض زريبة ومواشي في مرابضها حول المذود، وعذراء فقيرة تلق وليدها في أقمطة وتضعه في المذود، بينما أهل الأرض مستغرقين في النوم، إلا من رعاة متبدين يحرسون حراسات الليل على رعيتهم. ولكن إن كانت الأرض في هجوعها تعلم بمجئ رئيس ملوكها، فالسماء كانت في حركة، كانت ترسل ملائكتها أفواجاً لتحيي الأرض في شخص أولئك الرعاة المستيقظين. قد يعجب الناس، لماذا تقترب السماء أولاً من رعاة يحسبهم الناس أدنياء! ولكن متى عرف السبب بطل العجب، فالسماء من دأبها أن تقترب من المساكين بالروح وتطوبهم وفقاً لقول المسيح «طُوبَى لِلْمَسَاكِينِ بِالرُّوحِ، لأَنَّ لَهُمْ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ» (متّى 5: 3). وقد جاء في القول الرسولي: «اخْتَارَ اللهُ ضُعَفَاءَ الْعَالَمِ لِيُخْزِيَ الأَقْوِيَاءَ. وَاخْتَارَ اللهُ أَدْنِيَاءَ الْعَالَمِ وَالْمُزْدَرَى وَغَيْرَ الْمَوْجُودِ لِيُبْطِلَ الْمَوْجُودَ» (1كورنثوس 1: 27 و28). يقول البشير: «وَإِذَا مَلاَكُ ٱلرَّبِّ وَقَفَ بِهِمْ، وَمَجْدُ ٱلرَّبِّ أَضَاءَ حَوْلَهُمْ، فَخَافُوا خَوْفاً عَظِيماً». وفيما هم خائفون اقترب منهم ملاك الله وطمأنهم قائلاً : «لاَ تَخَافُوا. فَهَا أَنَا أُبَشِّرُكُمْ بِفَرَحٍ عَظِيمٍ يَكُونُ لِجَمِيعِ ٱلشَّعْبِ: أَنَّهُ وُلِدَ لَكُمُ ٱلْيَوْمَ فِي مَدِينَةِ دَاوُدَ مُخَلِّصٌ هُوَ ٱلْمَسِيحُ ٱلرَّبُّ» (لوقا 2: 9-11). إنه لفرح عظيم حقاً! بقدر عظمة المسيح الذي جاء ليخلص شعبه من خطاياهم. إلا أن بشارة الملاك لم تخرجهم من الخوف إى لتدخلهم في الدهشة. صحيح أنهم كانوا مؤمنين بكل ما جاء في النبوات عن مجئ المسيا، وقد ملأ طيفه أحلامهم وانتظاراتهم، ولطالما تحدثوا عنه في سهراتهم الطويلة وهم يحرسون قطعانهم. ولكنهم كانوا يظنون أنهم آخر من يحق له سماع الأخبار السارة، لاعتقادهم أن سكان القصور أولى ومن بعدهم الكهنة الكتبة والفريسيون، فأغنياء الشعب، وأخيراً هو الرعاة المساكين. ولكن رب المجد كان قد أخلى نفسه وصار إنساناً لكي يُنزل الأعزاء عن الكراسي ويرفع المتضعين. «لأَنَّهُ هكَذَا قَالَ الْعَلِيُّ الْمُرْتَفِعُ، سَاكِنُ الأَبَدِ، الْقُدُّوسُ اسْمُهُ: فِي الْمَوْضِعِ الْمُرْتَفِعِ الْمُقَدَّسِ أَسْكُنُ، وَمَعَ الْمُنْسَحِقِ وَالْمُتَوَاضِعِ الرُّوحِ، لأُحْيِيَ رُوحَ الْمُتَوَاضِعِينَ، وَلأُحْيِيَ قَلْبَ الْمُنْسَحِقِين» (إشعياء 57: 15). وبينما الرعاة في دهشتهم إزداد النور المحيط بهم لمعاناً وإذا بفرق من الجند السماوي تتجمع في المكان وتشدو بأحلى نشيد سمعته الآذان: المجد لله في الأعالي وعلى الأرض السلام وبالناس المسرة. ورددت الأودية والآكام صدى نشيد العالم العلوي فخشعت الطبيعة وخشع الرعاة ولامست جباههم الأرض. وبعد لحظات عاد السكون فرفع الرعاة رؤوسهم وقالوا: لنذهب الآن إلى بيت لحم وننظر هذا الأمر الواقع الذي أعلمنا به الرب. زار الرعاة الموضعا حيث المسيح الرب أضحى مضجعا من ثم خّروا خشعاً طوبى لمن قد نال حظ المشهد ولعلهم قالوا شكراً له لأنه ولد في المذود وليس في قصر الملوك أو الأغنياء وإلا لما تسنى لنا نحن المساكين أن نراه ونسجد له ونحن أيها الأحباء لنقل شكراً ليسوع لأنه تجسد وصار إنساناً وبصيرورته إنساناً أخذ على عاتقه مسألة الشفاعة بضعفاتنا، أليس في هذا عزاء ورجاء؟ وأي عزاء أعظم من هذا أن القدوس الحق شاركنا في اللحم والدم، ولم يستح أن يدعونا أخوة؟! وأي رجاء أعظم من هذا أن يكون الله في المسيح مصالحاً العالم لنفسه غير حاسب لهم خطاياهم. لنقل شكراً لأن صانعنا وبارئنا في حبه لنا تنازل إلى المزود ليعلن لنا أن «الله محبة». ولأنه بالمحبة انطلق من المذود إلى الجلجثة لكي يقتل العداوة بيننا وبين السماء عاملاً الصلح بدم صليبه. وبذلك أعطانا امتياز القدوم بروح واحد إلى الله الآب. قال البشير: «وَلَمَّا وُلِدَ يَسُوعُ فِي بَيْتِ لَحْمِ ٱلْيَهُودِيَّةِ... إِذَا مَجُوسٌ مِنَ ٱلْمَشْرِقِ... وَأَتَيْنَا لِنَسْجُدَ لَهُ. وَرَأَوُا ٱلصَّبِيَّ مَعَ مَرْيَمَ أُمِّهِ، فَخَرُّوا وَسَجَدُوا لَهُ، ثُمَّ فَتَحُوا كُنُوزَهُمْ وَقَدَّمُوا لَهُ هَدَايَا: ذَهَباً وَلُبَاناً وَمُرّاً» (متّى 2: 1-11). الذهب رمز الجزية للملك. واللبان رمز التعبد للإله، والمر رمز للآلام الشديدة التي جاء يسوع لكي يتجرعها على الصليب لأجل خلاص العالم. فماذا نحن نقدم له بمناسبة الذكرى السعيدة لتجسده؟ ماذا تقدمين له يا نفسي؟ أنت منحنية أيتها النفس إنك تئنين فيَّ تحت ثقل خطاياك. وليس لديك شيء صالح لتقدميه لملك المذود. قدمي ذاتك الخاطئة ولا تخافي، فالرب الذي صار إنساناً هو مخلص، وقد جاء خصيصاً لكي يخلصك من خطاياك. اسمه يسوع «الله المخلص» لأنه يخلص شعبه من خطاياهم هكذا قالت السماء. «لِمَاذَا أَنْتِ مُنْحَنِيَةٌ يَا نَفْسِي؟ وَلِمَاذَا تَئِنِّينَ فِيَّ؟ تَرَجَّيِ اللهَ، لأَنِّي بَعْدُ أَحْمَدُهُ، خَلاَصَ وَجْهِي وَإِلهِي» (مزمور 42: 11). اطمئني يا نفسي لأن يسوع الرب فاديك، قد جاء من السماء، ليبشر المساكين ليشفي المنكسري القلوب، لينادي للمأسورين بالاطلاق وللعمي بالبصر، ويرسل المنسحقين في الحرية. وأنت يا طفل المذود أيها الوديع المتواضع القلب حل بوداعتك، وتواضعك في قلوبنا وانزع كل عاطفة مستكبرة منا. أيها الوليد الإلهي تسلط على حياتنا لكي نولد جديداً بكلمة الله وروح إلهنا. أعطنا اليوم أن ننمو في النعمة لحياة أفضل، في البر وقداسة الحق. أيها المشرق من العلا أضئ بوجهك علينا حتى نرى ذواتنا وحاجتنا إلى التجاوب مع وداعة المذود، لتكون حياتنا سلسلة من أفراح الميلاد الروحي السعيد. قّوي فينا روح الرفق لنبلغ الناس حولنا رسالة الرفق. ميلادك أيها المسيح الرب قد أشرق بنور السلام فأعطنا أن نكون من صانعي السلام. يا رئيس السلام، بارك العالم أجمع جاعلاً من ذكرى ميلادك في المذود واتضاعك في لبس جسد الطفل درساً لعظماء هذا الدهر حتى يتواضعوا ويتركوا الاحتكام إلى السيف لحل مشاكل العالم. اعمل يا رئيس السلام لاحقاق السلام بين شعوب الأرض. فيطبعوا سيوفهم سككاً ورماحهم مناجل، لا ترفع أمة على أمة ولا يتعلمون الحرب فيما بعد. أشكرك أحبك كثيراً الرب يسوع المسيح يحبكم جميعاً فتعال...هو ينتظرك * * * * والمجد لربنا القدوس يسوع المسيح دائماً.. وأبداً.. آمين |
02 - 12 - 2014, 07:05 AM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
..::| مشرفة |::..
|
رد: وَأَمَّا أَنَا فَقَدْ أَتَيْتُ لِتَكُونَ لَهُمْ حَيَاةٌ وَلِيَكُونَ لَهُمْ أَفْضَلُ
ربنا يبارك خدمتك
|
||||
02 - 12 - 2014, 09:59 AM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وَأَمَّا أَنَا فَقَدْ أَتَيْتُ لِتَكُونَ لَهُمْ حَيَاةٌ وَلِيَكُونَ لَهُمْ أَفْضَلُ
شكرا على المرور
|
||||
|