رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
«وَقَعَ بَيْنَ لُصُوصٍ، فَعَرَّوْهُ وَجَرَّحُوهُ، وَمَضَوْا وَتَرَكُوهُ بَيْنَ حَيٍّ وَمَيْتٍ» ( لوقا 10: 30 ) إذًا فالإنسان الآن خليقة ساقطة، كما أنه “بلا قوة”؛ لقد تاه وضل عن الله، وملكت الخطية فيه إلى الموت. كل الجنس البشري متماثل من هذه الوجهة، الجميع خطاة عُراة، ومجروحين، عاجزين ومحتاجين. من المهم جدًا أن نُدرك هذه الحقيقة لأنها تهدم كل الظنون من جهة قدرة المخلوق، وتجعلنا ندرك أننا خارج بركات جنة عدن، مطروحين على قارعة الطريق، عاجزين وغارقين تحت تأثيرات الجراحات الأدبية التي طُعنَّا بها. إن حالة مولدنا، كساقطين، تُعلّمنا الحاجة الماسة “للولادة الجديدة”، وتُرينا صحة الحكم الإلهي: «كُلُّ الرَّأْسِ مَرِيضٌ، وَكُلُّ الْقَلْبِ سَقِيمٌ»، وأنه «مِنْ أَسْفَلِ الْقَدَمِ إِلَى الرَّأْسِ لَيْسَ فِيهِ صِحَّةٌ، بَلْ جُرْحٌ وَأَحْبَاطٌ وَضَرْبَةٌ طَرِيَّةٌ لَمْ تُعْصَرْ وَلَمْ تُعْصَبْ وَلَمْ تُلَيَّنْ بِالزَّيْتِ» ( إش 1: 5 ، 6). وهكذا كانت هذه الصورة التي للمسافر المطروح على الطريق، عريانًا، واهنًا، لاهثًا عاجزًا وبائسًا، دون أي مصادر للشفاء أو العزاء، وبلا صديق للعون أو الرثاء، إلى أن جاءه مُخلِّص الخطاة إلى حيث هو. |
|