رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
بعكس الأبرار يفتقر الأشرار إلى المجد الداخلي إذ يسعون نحو المجد الباطل: "رأيت المنافق يرتفع ويتعالى مثل أرز لبنان، وجزت فإذ ليس هو. التمسته فلم أجد مكانه" [35-36]. عبثًا يسعى الأشرار إلى مجد هذا العالم، لأنهم سيهلكون مع مجدهم. حقًا يبدو أنهم ناضرون في هذا العالم وإلى حين، ومتشامخون كأرز لبنان، لكن هوذا الفأس قد وُضعت على أصل الشجرة، "فكل شجرة لا تصنع ثمرًا جيدًا تقطع وتلقى في النار" (مت 3: 10؛ 7: 19). لقد رأى نبوخذنصَّر المتكبر نفسه شجرة في وسط الأرض كبرت وقويت وبلغ علوها إلى السماء ومنظرها إلى أقصى كل الأرض، أوراقها جميلة وثمرها كثير وفيها طعام للجميع وتحتها استظل حيوان البر وفي أغصانها سكنت طيور السماء وطعم منها كل بشر، وقد أصدر القدوس أمره: "اقطعوا الشجرة واقضبوا أغصانها وانثروا أوراقها وابذروا ثمرها ليهرب الحيوان من تحتها والطيور من أغصانها، ولكن اتركوا ساق أصلها في الأرض وبقيد من حديد ونحاس في عشب الحقل... (دا 4). صار نبوخذنصَّر الملك العظيم كالحيوان مرذولًا ومطرودًا حتى تأدّب. ويرى المرتل في الأشرار أنهم يعبرون فلا يوجدون، وكأنهم أشبه بممثلين قاموا بدورهم على خشبة المسرح ثم نزلوا عنها فاختفى اسمهم وغناهم ومجدهم وسلطانهم. يتحدث أليفاز التيماني عن الغبي الشرير، فيقول "إني رأيت الغبي يتأصل وبغتة لَعَنتَ مربضه" (أي 5: 3). قيل أيضًا: "صوت رُعوب في أذنيه في ساعة سلام يأتيه المخرب..." (أي 51: 21). * التكبر والغرور والغطرسة والافتخار بعجرفة هذه كلها لا تنبع عن تعاليم المسيح الذي علمنا الاتضاع بل عن روح ضد المسيح الذي يوبخه الرب بالنبي القائل: "وأنت قلت في قلبك: أصعد إلى السموات، أرفع كرسيَّ فوق كواكب الله" (إش 14: 13-14). الشهيد كبريانوس * لنهرب من هنا، حيث ما يوجد هو كلا شيء، فإن كل ما نظنه مكرمًا إذا به فارغ، ومن يظن نفسه شيئًا إذا به غير موجود، نعم هو كلا شيء تمامًا. "رأيت الشرير يرتفع ويتعالى مثل أُرز لبنان، وجزت فإذ ليس هو" [35، 36]. اجتز مثل داود، كعبد صالح فيُقال لك: "اجتز ومِل إلى المائدة". اجتز مثل موسى لكي ترى إله إبراهيم وإسحق ويعقوب فترى رؤيا عظيمة. هذه رؤيا عظيمة، لكن إن أردت أن تنظرها فاخلع حذاءك من قدميك، انزع كل رباطات الشر، وأنتزع رباطات العالم، اترك خلفك النعلين اللذين هما أرضيين. نفس الأمر أرسل يسوع الرسل بدون نعال، وبدون مال أو ذهب أو فضة، حتى لا يحملوا الأمور الزمنية معهم. القديس أمبروسيوس * كل من يتعاظم ينحدر. تعاظم قايين على أخيه هابيل فقتله، فلُعن وصار هاربًا متشردًا في الأرض. أيضًا تعاظم أهل سدوم على لوط فأنزل الله عليهم نارًا من السماء وأحرقهم وانقلبت المدينة عليهم. تعاظم أيضًا عيسو على يعقوب واضطهده، ونال يعقوب بكوريته وبركته. تعاظم أولاد يعقوب على يوسف، ثم عادوا فسجدوا أمامه في مصر. تعاظم فرعون على موسى وشعبه، فغرق فرعون وجنوده في البحر الخ... الأب أفراهات يختتم المزمور بتأكيد التزام الأبرار بالوداعة والسلوك باستقامة لينالوا الخلاص والنصرة من قبل الرب الذي يتكلون عليه، مؤكدًا أن نهاية المنافقين مخالفي الناموس هي الهلاك. |
|