رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
اهدأ... وانصت باتضاع صعد جيش أرَام ومعه جيش أفرايم لمحاربة مملكة يهوذا، فارتجف قلب آحاز بن يوثام ملك يهوذا، ومعه شعبه، ولكن الله أرسل إشعياء النبي، ليطمئنه، ويحذره من الاضطراب، قائلًا: "... اِحْتَرِزْ وَاهْدَأْ. لاَ تَخَفْ وَلاَ يَضْعُفْ قَلْبُكَ... هكَذَا يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ: لاَ تَقُومُ! لاَ تَكُونُ!... إِنْ لَمْ تُؤْمِنُوا فَلاَ تَأْمَنُوا" (إش 7: 4-9). ثم أرسل الله النبي مرة ثانية، ليعطي الملك علامة على صدق وعده له، قائلًا له: "اُطْلُبْ لِنَفْسِكَ آيَةً مِنَ الرَّبِّ إِلهِكَ. عَمِّقْ طَلَبَكَ أَوْ رَفِّعْهُ إِلَى فَوْق" (إش 7: 11). ولكن آحاز رفض العرض المقدم من الله القدير، لأنه كان يبحث (بكبرياء قلب) عن حلولٍ أخرى للورطة حسب استحسانه وهواه الشخصي، وبالطبع ظلّ المسكين قلقًا مضطربًا. إن الله الرحوم الصالح يرسل مع كل ضيقة التعزية والمخرج لهذه الضيقة، كوعده: "... وَلكِنَّ اللهَ أَمِينٌ، الَّذِي لاَ يَدَعُكُمْ تُجَرَّبُونَ فَوْقَ مَا تَسْتَطِيعُونَ، بَلْ سَيَجْعَلُ مَعَ التَّجْرِبَةِ أَيْضًا الْمَنْفَذَ، لِتَسْتَطِيعُوا أَنْ تَحْتَمِلُوا" (1كو 10: 13). ولكن المتضعون فقط لهم الآذان المُصغية والعيون المبصرة، التي تضمن نجاتهم من الشدة بأمان. لقد تخبط ركاب السفينة في اتخاذ قرار بالإقلاع، لمواصلة السفر أو الانتظار في ميناء كريت، وأرسل الله صوته على فم الأسير بولس، بعدم إقلاع السفينة من الميناء، ولكن البحارة أقلعوا، واشتدت العاصفة وكادوا يهلكون، فوقف بولس الرسول يُسمِعَّهم صوت الله مرة أخرى، قائلًا لهم: "... كَانَ يَنْبَغِي أَيُّهَا الرِّجَالُ أَنْ تُذْعِنُوا لِي، وَلاَ تُقْلِعُوا مِنْ كِرِيتَ، فَتَسْلَمُوا مِنْ هذَا الضَّرَرِ وَالْخَسَارَةِ" (أع 27: 21). ثم نصح الرسول القائد الروماني، ألاَّ يسمح للنوتية بالهرب من السفينة، قائلًا: "... إِنْ لَمْ يَبْقَ هؤُلاَءِ فِي السَّفِينَةِ فَأَنْتُمْ لاَ تَقْدِرُونَ أَنْ تَنْجُوا" (أع 27: 31). واستجاب قائد المئة هذه المرة، وبالفعل نجوا جميعهم بنعمة الله. القارئ العزيز... صوت الله يلاحقك وأنت في الشدة ولن يتركك، لأنه يريد نجاتك. عليك أن تهدأ لتسمع صوته، كقوله: "... بِالْهُدُوءِ وَالطُّمَأْنِينَةِ تَكُونُ قُوَّتُكُمْ..." (إش 30: 15). إن اضطرابك وسط أفكارك الكثيرة يربكك، فلا ترى المنفذ، الذي قد أعده الله لنجاتك. اهدأ، والتجأ لله بالصلاة، متكلًا على وعده الصادق: "فِي كُلِّ ضِيقِهِمْ تَضَايَقَ، وَمَلاَكُ حَضْرَتِهِ خَلَّصَهُمْ..." (إش 63: 9). عليك أيضًا أن تنصت جيدًا لمن حولك من المحبين والأتقياء والحكماء لتُميز صوت الله، الذي يضعه على أفواههم. لا تعتز برأيك وفكرك ولا تعاند، كقول الكتاب: "يَا ابْنِي، أَصْغِ إِلَى حِكْمَتِي. أَمِلْ أُذُنَكَ إِلَى فَهْمِي" (أم 5: 1). |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
اهدأ قدام الله |
اهدأ واطمئن |
الهي .. قوّي عزيمتي وانصت الى تنهدات قلبي |
اهيء اهيء |
صورة وانسب عنوان ليها الجيش قال اتصرف |