رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
مفيبوشث ولقاء الملك «ونزلَ مفيبوشث .. للقاء الملك، ولم يَعتنِ برجليهِ، ولا اعتنى بلحيتِه، ولا غسَل ثيابَهُ» ( 2صموئيل 19: 24 ) لقد أظهر مفيبوشث ولاء للملك الحقيقي، بحزنه الواضح أثناء غياب الملك؛ سَيِّده وولي نعمته «لم يَعتنِ برجليه، ولا اعتنى بلحيَتهِ، ولا غسل ثيابَهُ، من اليوم الذي ذهب فيه الملك إلى اليوم الذي أتى فيه بسلام». لقد كان منفصلاً تمامًا عن أفراح وملذات العالم، طوال غياب سَيِّده، مترقبًا رجوعه. وهذا يجعلنا نفكِّر فيما قاله الرب يسوع لتلاميذه حينما كان مزمعًا أن يتركهم: «بعد قليل لا تُبصرونَني .. أنتم ستحزنون، ولكن حُزنكم يتحوَّل إلى فرح». وكم كان فرح مفيبوشث برجوع الملك عظيمًا! ويتبرهـن أن إيمان مفيبوشث له ثلاث خصائص: أولاً: يقبل مفيبوشث إرادة داود وكأنها إرادة الله «سيدي الملك كملاك الله. فافعل ما يَحسُن في عينيك» (ع27). هذه الإرادة كيفما كانت، هي صالحة في عيني مفيبوشث لأنها صالحة في عيني داود ( رو 12: 2 ). ثانيًا: يعترف مفيبوشث بأنه لا حق له في إحسان الملك غير المبني على استحقاق الأسلاف أو على استحقاقه الشخصي «لأن كل بيت أبي لم يكن إلا أُناسًا موتى لسيدي الملك ... فأيُّ حق لي بعد حتى أصرُخ أيضًا إلى الملك؟» (ع28). وأخيرًا: عندما يُجيب داود قائلاً: «لماذا تتكلَّم بعدُ بأمورك؟ قد قُلتُ إنك أنتَ وصيبا تقسمان الحقل»، وكان هذا يختلف عمَّا قاله داود قبلاً ( 2صم 16: 4 ) ـ إذ يبدو أنه تبيَّن خطأه بقدرٍ ما – فإن مفيبوشث قال للملك: «فليأخذ (صيبا) الكل أيضًا بعد أن جاء سيدي الملك بسلام إلى بيتهِ» (ع30؛ قارن من فضلك 1مل3: 16- 28). إنه يتخلى عن كل امتيازاته الزمنية، ويتغاضى عن كل الظلم الذي وقع عليه، ويقبل التنازل عن كل ممتلكاته دون أسف، فيكفي لمفيبوشث أن سَيِّده رجع إلى مكانه الذي له، فحضور الملك كافٍ بالنسبة له. وماذا كان يحتاج أكثر من أن يأكل على مائدة الملك؟ ليت لغة قلوبنا تكون مع الرسول المغبوط الذي أحب مُخلِّصه وفاديه، فقال: «ما كان لي ربحًا، فهذا قد حَسبتُهُ من أجل المسيح خسارَةً. بل إني أحسبُ كل شيء أيضًا خسارة من أجل فضل معرفة المسيح يسوع ربي، الذي من أجلهِ خسرتُ كل الأشياء، وأنا أحسبها نفاية، لكي أربح المسيح» ( في 3: 7 ، 8). |
|