|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لماذا يقال عن مريم العذراء "سلطانة الشهداء" ؟! وهل تألّمت فقط عند الصليب أو كلّ مدّة حياتها ؟؟؟ (في مناسبة شهر أيلول؛ المخصّص لتكريم آلام مريم) كما أنّ يسوع المسيح سُمّي: سُلطان الأوجاع، ومَلك الشهداء لأنّه في مدّة حياته قد احتمل آلاماً أشد ممّا احتمله الشهداء أجمعون، فهكذا بكلّ عدلٍ تُدعى مريم البتول: سلطانة الشهداء، لأنّها استحقّت هذا اللّقب باحتمالها استشهاداً أعظم من كلّ ما سواه بعد ذاك المُحتمل من ابنها مخلّصنا. فإذاً بالصّواب يسمّيها العلامة ريكاردوس من سان لورانسوس: "شهيدة الشهداء"! ويمكن أن يقال عنها ما قاله أشعيا النّبي: "يُكللكِ الله بالضيق تكليلاً" (22: 18) أي أنّ الإكليل الذي تَتوجّت به هذه السيدة سلطانةً للشهداء كان أكليل الضيق والأوجاع عينها التي فاقت على عذابات الشّهداء كلّهم اذا انجمعت معاً!! "مريم وُجدت شهيدةً لا مُماتةً بواسطة الحديد، بل بشدّة أوجاع القلب" (القديس توما الأكويني) ويقول عنها القديس برنردوس، إن كان جسدها الطاهر لم يُجرح من الجلّادين، فقد طعن قلبها المُبارك بسهام أوجاع آلام أبنها، وهذه الأوجاع قد وجدت كافيةً لأن تسبّب لها لا موتاً واحداً فقط، بل ألف ميتةٍ أيضاً، ومن ثم أن مريم قد صارت ليس شهيدةً حقيقيةً فقط، بل أيضاً أنّ استشهادها الأليم قد فاق على استشهادات جميع الشهداء، لأجل استطالة زمنه... فكما أنّ آلام سيّدنا يسوع المسيح قد ابتدأت معه منذ ولادته على الأرض ، حسبما يقول القدّيس برنردوس: أنّ المسيح قد ولد ومعه ولدت آلام الصليب: فهكذا مريم التي هي شبيهة بابنها في كل شيءٍ، قد احتملت استشهادها مدّة حياتها كلّها. بين التفاسير التي يعنيها اسم مريم : بحر المرارة: كما يبرهن الطوباوي ألبارتوس الكبير! ولذلك يخصّص بهذه البتول ما قاله أرميا النبي من مراثيه: " يا بتول ابنة صهيون إنّ انكساركِ هو عظيمٌ كالبحر فمن يعالجكِ" ( مير 13: 2) لأنّه كما أنّ مياه البحر كلّها هي مُرّةَ ومالحةً، فهكذا هي حياة مريم البتول قد وجدت دائماً مملؤةً من المرائر ، لأجل أنّ آلام مخلصنا كانت على الدوام بإزاء عقلها مصورةً، فلا يمكن لأحدٍ أن يرتاب في أنّ هذه السيّدة قد استنارت من الروح القدس أكثر استنارةً من الأنبياء كلّهم، وكانت تعلم أفضل منهم حقيقة ما دوّنوه عن المسيح في أقوالهم النبويّة. فهكذا قال الملاك للقديسة بريجيتا، كما أنه قال لها في محلٍ آخر: إنّ البتول المجيدة اذ كانت تعرف كم هو مقدار الآلام التي كان مزمعاً الكلمة المتجّسد أن يتكبدّها من أجل خلاص الجنس البشري، فمن قبل أن تصير هي أمّه كانت تتصوّر آلامه وتتوجّع من أجل الميتة البربريّة المعدّة له، ليس من أجل خطاياه، إذ لا خطيئة فيه، وعلى هذه الصّورة منذ ذاك الوقت ابتدأ زمن استشهادها* |
31 - 03 - 2020, 10:35 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
..::| مشرفة |::..
|
رد: مريم العذراء "سلطانة الشهداء"
ربنا يفرح قلبك
|
||||
04 - 04 - 2020, 12:35 AM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
..::| الإدارة العامة |::..
|
رد: مريم العذراء "سلطانة الشهداء"
ميرسى على مرورك الغالى |
||||
|