الوحي الإلهي يأتي عن طريق الروح القدس
هناك "إنجيل" واحد ومسيح واحد. وقد ألهم الله رسل المسيح، عن طريق هداية الروح القدس وإرشاده، لكي يكتبوا لنا عن شخص يسوع المسيح الفريد وعن حياته وتعاليمه السامية. فالكتاب المقدس يعلن أن "كل الكتاب هو موحى به من الله ونافع للتعليم والتوبيخ للتقويم والتأديب الذي في البر لكي يكون إنسان الله كاملاً متأهباً لكل عمل صالح" (2تيموثاوس 3: 16-17). ومعنى هذه الآية أن الله "نفخ" بكلماته وأفكاره من خلال رسله المختارين. فالله هو الكاتب والمؤلف لرسالة الإنجيل بكل ما فيها من عقائد وتعاليم. "وعندنا الكلمة النبوية وهي أثبت التي تفعلون حسنا إن انتبهتم إليها كما إلى سراج منير في موضع مظلم إلى أن ينفجر النهار ويطلع كوكب الصبح في قلوبكم. عالمين هذا أولاً أن كل نبوة ليست من تفسير خاص. لأنه لم تأتِ نبوة قط بمشيئة إنسان بل تكلم أناس الله القديسون مسوقين من الروح القدس" (2بطرس 1: 19-21).
يشرح لنا المفسر المسيحي دافيد شنك David W. Shenk معنى "الوحي الإلهي" فيقول:
"إن الوحي الإلهي لا يعني الإملاء الإلهي. ولا يعتقد المسيحيون أن الأنبياء الذين نطقوا بكلمات الله أو كتبوها كانوا في حالة غيبوبة. فلم تكن عقولهم غائبة عن الوعي بينما كانت كلمات الوحي تتدفق من خلالهم. ففي جميع نبوات الكتاب المقدس نجد التباين الواضح بين مختلف الأنبياء من حيث الشخصية؛ فالوحي الإلهي لا يلغي الجانب البشري المتمثل في شخصية النبي المستخدم أثناء عملية الوحي. فهناك بصمات واضحة لكل نبي من الأنبياء بشخصيته الإنسانية المتميزة وطابعه البشري الواضح في ثنايا نبوات الكتاب المقدس. فالكتاب المقدس هو وحي إلهي رائع في قالب لغوي وبشري وطابع فكري إنساني؛ فهو ملحمة درامية فريدة يعلن فيها الله عن ذاته لأشخاص الأنبياء الموحى لهم، معبراً عن ذاته في أسلوب بشري وبلغة إنسانية".*