أحباء الله المدعوين للحياة الأبدية حسب الوعد الذي وعدنا به
اعلموا يقيناً أن الفلس الروحي وضعف علاقتنا مع الروح القدس هو الذي يقودنا لطريق الإدانة والانشغال بالرد على الناس وجلوسنا على كراسي القضاء لنحكم في الضمائر والقلوب، ومن ثم نتسبب في عثرة كبرى لصغاري النفوس والمبتدئين في الطريق الروحي، وهذا العمل لا يعمل للبنيان ابداً ولا لإصلاح التعليم، بل يُصيبنا جميعاً في مقتل، ويشق الكنيسة لصفين بين مؤيد ومعارض.
فيا أحباء الله العلي لو قضينا ربع الوقت
الذي نقضيه في الحديث عن الآخرين ونقدهم وإظهار الخلافات الطائفية، في الحديث عن النعمة المُخلِّصة وخبرات الآباء القديسين في البنيان وشركة المحبة الإلهية وصار ندائنا نداء توبوا وآمنوا بالإنجيل وعيشوا الحياة الجديدة التي لنا في المسيح في شركة القديسين في النور، لكان حال إخوتنا وابناءنا حال آخر مختلف تمام الاختلاف، وصاروا شهود لعمل الله في المسيح يسوع ربنا، لأن حياتهم ستصير نور في الرب تفوح منها رائحة القداسة، فليتنا نسعى للبنيان، ونبحث عن خلاص النفوس ونسعى لثباتها في الحق لكي لا تتزعزع أو تهتز امام تيارات العالم الحاضر الشرير، فانتبهوا لخلاص النفوس واطلبوا الحكمة النازلة من فوق من عند أبي الأنوار.
يا إخوتي لا تضعوا حجر عثرة أمام النفوس،
بل اسعوا للبنيان، لأن الحرب على الطوائف أو أشخاص بعينهم فيها خسارة كبرى، لأنكم ستنشغلوا بهذا الصراع القاتل للنفس، لأنه طريق شرك مملوء أشواك جارحة ملوثة تُمرض النفس وتثبط عزيمتها، لأن ماذا ينفع أن يعرف الكل الألفاظ اللاهوتية والدقة في الرد على الناس وحياتهم ممزقة ولم يبدأوا الطريق الروحي من الأساس، فإظهروا قوة التعليم في الحق لأجل البنيان، اكرزوا بإنجيل الخلاص وفرح الحياة الجديدة في المسيح يسوع، فشباب اليوم يحتاج دواء فعال يعمل في أعماق قلبه من الداخل شافياً نفسه من الأهواء الملوثة لضميره ليخرج من دائرة سلطان الخطية وتيه النفس، لأنه يُريد أن يفرح برؤية المجد الذي له في السماوات، وحضور الرب هو الفرح الحقيقي للنفس، فانطقوا بحق المسيح بقوة روح الحياة لكي يقوم الميت من قبر شهوته ويتلامس مع قوة الله ويتمتع بخبرة حضوره معه فتُشفى نفسه ويدخل في سر ملكوت الله.
فكونوا شهود لعمل الله واظهورا المسيح الرب الذي فيكم
وليكن كلامكم معطر برائحة المسيح الزكية التي تُريح النفس وتطرد عنها روائح شهوات العالم الكريهة، ولتكن عِظاتكم مملحة بالملح السماوي لتحفظ من يسمعها من الفساد بقوة عمل الروح القدس الذي ينقلها للسامع، صلوا كثيراً جداً طالبين معونة الروح القدس لتصير الكلمة حية في أفواهكم مصحوبة بالقوة الإلهية لتُعطي شفاء للنفوس المتعبة وقيامة للساقطين، وليحفظكم الله في طريق البر ويهبكم نعمة خاصة لتخدموا اسمه العظيم القدوس بكل تقوى كارزين ومبشرين بموته وبقيامته المقدسة وصعوده للسماوات معترفين مقدمين الغذاء الحي الذي يبني النفوس ويثبتها في ملكوت الله الذي نطلبه في صلواتنا متوقعين التبني فداء أجسادنا بالظهور المُحيي في يوم مجيئ الرب الذي وعدنا أنه سيأتي سريعاً، الرب قريب.