رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
-أى أبَ أنت؟ كل العجب فى أبوتك.أعددت كل شيء لبنيك. لم يعتاز واحد منهم شيء.الخدم هنا كالملائكة مطيعون.الفرح يملأ دارك.الشبع بلا إنقطاع.لا تنتهى من العمل لإسعاد ولديك.الأمم و اليهود .لا تنس أحد.خدامك يفضل عنهم الخبز.تأكل مع عبيدك كما مع أولادك.مع العشارين و الخطاة تأكل. - ماذا فى قلبك ما الطول و العرض و العمق و العلو فيه. حين جاءك فتاك إسرائيل الذى عضدته .يطلب القسم الذى له كى ينفصل عنك .كيف إحتملت طلبه الشرير و أجبته بالموافقة .أبناء يستغنون عن أبيهم و هو يحبهم حتى الموت .لماذا قبلت أن يعتبرك إسرائيل ميت و أنت حي .أن يعتقدك إنسان و أنت إبن الله الحى .أراد أن يرثك دون أن يعترف بأبوتك.فإن كنت سيداً فأين مهابتك و إن كنت أباً فأين كرامتك؟ جاءك الولد بجرأة من أصدقاءه.شجعه رؤساء الكهنة على إنكارك. و أنت بقلبك المحب لم تزل. - طردوك من حياتهم و هم يطلبون القسم الذى لهم مع أن أهم ما لهم هو أبوهم السماوى .و فيما ينفصلون عنك يذهب قلبك وراءهم أينما ذهبوا. يتوسل إليهم كالمحتاج و نحن المحتاجون لأبوتك .كيف سمعت إبنك يطلب منك ألا تكون طرفاً في حياته .أن يذهب بعيداً و يجحدك.كيف كان قلبك .هل بكيت قدامه أم في الخفاء حتى نزلت دموعك سيولاً على الأرض. لعلك غادرت البيت صوب جبال أورشليم تبكي هناك على الخراف الضالة. لماذا لم ترد عليه قائلاً أنا حى و أنت الميت بدونى .فهل يرث الميت حياً؟ لماذا لم تقل له أن موعد الميراث لم يحن بعد.و أنه أبدى لا يضمحل. لماذا لم تشهد عليه موسى و الأنبياء و الرسل قائلاً ربيت بنيناً و نشأتهم أما هم فعصوا علىَ. - ما صبرك؟كيف تحملت هذا النكران.كيف سمعت إبنك الذى إقتنيته بجهالته يطلب منك ما ليس له و يقول عنه إعطني الذى لي. و هل قبلت إسرائيل المسيح حتى تقتني ميراثه لأنه وحده الذى مات عن الجميع؟كيف واجهت عبيدك الخاضعين لك كالملائكة و هم يشهدون التراب الذى هو الإنسان يتمرد عليك؟ ألم يقل لك أحدهم دعنا نقتله فهو لا يستحق أبوتك؟ ألم يوجد إبن للرعد حينها؟ - كيف قضي إبنك أياماً قصيرة معك قبل أن يذهب بعيداً .لماذا لم يطيل بقاؤه؟ كيف كنت تخاطبه حينها؟ هل أنبته؟ هل وبخته؟هل توددت إليه؟هل توسلت إليه؟ كم مرة أردت أن تجمعه و هو لم يريد؟ كنت تنتظر إستفاقته و كان ينتظر أن يجمع ما ليس له و يمضى. كان إبنك يسرقك و أنت تريده أن يبقي.أخذ عمرك و أخذ قلبك و أخذ عطفك و تنكر لهذا كله.يا درس الأبوة للآباء و معلم الحب فى أبوته. - هل سألته من ينتظره هناك؟ و إلي أين سيمض؟ هل عرضت عليه أن تمض أنت و يبق هو لكن ما جدوي البيت بغير الأب؟ هل حاولت أن توسط أخيه؟ هل قبل الوساطة أم إعتبر الأمم كلاباً يحسن زجرهم؟ أم أنه ليس ملاكا و لا رئيس ملائكة و لا نبيا إستطاع أن يتوسط بينكما؟ -كيف كان يحاسبك إبنك لكي يعرف تفاصيل ميراثه؟ كيف حسبها .هل جلست معه و هو يعد ما سيأخذه منك رغماً عنك؟ أخذ البنوة و بددها فذهب إلى السبى و لما أرجعته أعدت له ما بدده. فكيف ظن أن له ميراثاُ و هو منذ البدء خرج من أرض مصر عبداً لا يملك سوى ثوبه الذى حفظته له.كيف بعد أن ذاق المن أراد أن يغادرك عائداً إلى مصر حيث القسم الذى بدونك كان الثوم و البصل و الكرات.ماذا أخذ معه ؟هل أخذ فراشك و ترك لك الأرض خاوية؟هل أخذ ما لم تعطه لأنه بتجبر يخاطبك؟ماذا أخذ ؟ -بل كيف كنت منتظراً عودته؟ أجلت الفرح حتي يعود ..هل إستفزك كلام العبيد عن طيبتك مع أولادك؟ هل لاموك لأنك تساهلت معه إلى النهاية؟ هل عرض أحدهم أن يذهب و يسترجعه؟ بماذا كنت تجيبهم؟أنك سترسل إبنك و تعيده.ليس إبنك الذى في هيكل أورشليم فهو أيضاً غاضب لكنه إبنك السماوي الذى مات بفرح كي يعيدنا.هل كنت مشغولاً وقتها فى تدبير أمر خلاص الإبنين.أمر خلاص الجميع. -بأى قلب جريت حين نظرت إبنك عائداً من بعيد؟ كيف نسيت فعلته الشنعاء كأنها لم تكن؟ألم تعوقك كرامتك التى أهدرها؟هل نسيت كل شيء هكذا في نظرة.في لحظة.في هرولتك نحوه نسينا من المخطئ في حق من؟كأنك أنت العائد و ليس هو؟حين عانقته تمازجت القلوب.أخذت قلبه التائب و منحته قلبك الغافر.كيف في لحظة تحول ألمك منه إلى فرح به؟كم إتسع حضنك له حتى شمل الأرض بمن فيها. -لمن الوليمة؟لمن الخاتم؟لمن الحذاء الذى يرتديه السائرون في الطريق السماوى؟ أما خشيت أن يكرر إبنك فعلته؟أما أخذت حذرك منه؟كم مرة سيستغل أبوتك و كم مرة ستعد له الوليمة؟كيف دافعت عنه و هو رث الثياب مطأطئ الرأس خافض الصوت كالعبيد قدام سيدهم؟ هل صدقته؟كيف تصدقنا و نحن نخون أبوتك كل يوم؟ كيف تجرى نحونا و تعانقنا إن نطقنا قدامك أننا مخطئين؟ إلى متي مراحمك؟ -يا أبى أى أب أنت.كيف أكون بعضاً من أبوتك. كيف يكون الجميع؟علمنا أسرارك فلقد شغلنا الإبن الضال عنك لكنه فى ذات الوقت كان كاشفاً لأعجب قلب لأعجب أب. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
قلب الإبن الضال |
الإبن الضال |
الإبن الضال |
مثل الإبن الضال |
الإبن الضال |