رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
تفسير سفر المزامير - مزمور 18 هذا المزمور، الذي يطابق (2 صم 22) هو مزمور شكر ملوكي، ليس من أجل انتصار عسكري ناله المرتل مرة واحدة، وإنما من أجل كّمٍ هائل من تدخلات الله المملؤة رأفات، من أجل حياة كاملة غنية باختبارات محبة الله المترفقة. إنها قصيدة انتصار سجلها داود في أواخر حياته بعد أن استراح من جميع أعدائه، وعلى رأسهم شاول، وقد أنقذه الرب من بين يديه. فبالرغم من إخلاص داود له لم يكف عن أن يتعقبه بلا شفقة.نعمة الملوكية عند كتابة هذا المزمور كان قد مرّ على موت شاول زمن طويل، ربما ثلاثون عامًا، ومع هذا يتحدث داود عن هذه الواقعة كأنها أمر حديث. هكذا يليق بنا إلا ننسى خطايانا ولا مراحم الله علينا مع مرور الزمن[351]. هذا المزمور ليس فقط يمثل قطعة رئيسية في ليتورجية إلهيكل الخاصة بالأحتفالأت الملوكية وإنما أيضًا يقدم فرصة جيدة للتعرف على إحدى القصائد الأصيلة الشهيرة لداود الملك... مع أنها كُتبت كأغنية شكر شخصية، لكن سرعان ما صارت في ملكية الجماعة تستخدمها في الصلاة والعبادة[352]... يذكّرنا هذا المزمور بأن كل معركة روحية شخصية، حتى تلك التي تدور في ساحة ضميرنا الخفي، بلإضافة إلى كل معركة تدور في العالم لأجل العدالة، تمس تأسيس ملكوت الله الأبدي في حياتنا الداخلية. |
07 - 09 - 2020, 06:37 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: تفسير سفر المزامير - مزمور 18 نعمة الملوكية
مزمور مسياني ملوكي:
اقتبس القديس بولس هذا المزمور مرتين بكونه يخص السيد المسيح (رو 15: 9؛ عب 2: 13). ويطبق بعض المفسرين المزمور كله على السيد المسيح. وهو يُصنَّف كمزمور مسياني، إذ أوضح داود أن مُلكِه إنما كان صورة ورمزًا لمملكة المسيح. لقد اكتشف أن الخلاص الحقيقي لا يتحقق بهلاك شاول ورجاله بل بهلاك إبليس وجنوده الروحيين، خلال نصرة المسيح وموته وقيامته ومجده وملكوته. لقد أقامنا ملوكًا روحيين (رؤ 1: 6). يحتوي هذا المزمور على ذروة الشكر المسياني. يلقب وايزر Weiser هذا المزمور "نعمة الملوكية". في نظره أنه نشيد عسكري خاص بالسيد المسيح المحارب، ملك الملوك، الذي يحارب ليقيم طريقه - خلال عالم متمرد - بأسلحة الإيمان والحب، حتى يأتي في ملكوته ويضم الكل إليه كملوك روحيين. وكأنه في المسيح يسوع تنشد الكنيسة هذه التسبحة كمزمور نصرتها الملوكية الروحية. |
||||
07 - 09 - 2020, 06:37 PM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: تفسير سفر المزامير - مزمور 18 نعمة الملوكية
يرى البابا أثناسيوس الرسولي أن المزمور يتضمن سبعة أمور:
1. مقاومة الأعداء لنا. 2. الأستعانة بالله. 3. نزول السيد المسيح إلينا ليخلصنا. 4. صعود الرب إلى السماء. 5. الله ينقذ الإنسان من الأعداء. 6. رفض اليهود (فقدان كرامة البنوة لله وصيرورتهم غرباء). 7. قبول الأمم (قبولهم نعمة الملوكية بالإيمان خلال السماع). |
||||
07 - 09 - 2020, 06:37 PM | رقم المشاركة : ( 4 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: تفسير سفر المزامير - مزمور 18 نعمة الملوكية
عنوان المزمور:
1. حسب النص العبري: "لإمام المغنين، لعبد الرب، داود الذي كلم الرب بكلام هذا النشيد في اليوم الذي أنقذه فيه الرب من أيدي كل أعدائه ومن يد شاول". أ. يدعو داود نفسه "عبد الرب"؛ فإنه إذ يتحدث عن "نعمة الملوكية"، فإن هذه النعمة ترفعه إلى حضن ملك الملوك، لا ليتشامخ ولا ليمارس سلطانًا وسطوة، وإنما بالحري ليحمل روحه الوديع المتضع، فيرى في نفسه عبدًا للرب، منسحقًا، ومحتاجًا إلى العون الإلهي. لقد أقامه الرب ملكًا على شعبه ليعيش عبدًا للرب يخدم أفراد شعبه بروح الحب والرعاية! ب. يقول "كلم الرب"، إذ وضع هذه التسبحة لا لإرضاء الناس، ولا للافتخار بنصراته، وإنما كذبيحة شكر لله واهب النصرات المستمرة... إنه مدين للرب بكل نجاح! ج. وُضع المزمور بعد نواله نصرات كثيرة... وكان يردده في مناسبات مختلفة كلما تذكر لمسات يدّ الله الحانية، فلا نعجب إن تكرر أيضًا في (2 صم 22). 2. جاء العنوان في الترجمة السبعينية: "على النجاز (التمام) لداود، إذ يتحدث عن تمام الخلاص الذي تحقق بنزول كلمة الله وصعوده وتقديم نعمة الملوكية للأمم. |
||||
07 - 09 - 2020, 06:37 PM | رقم المشاركة : ( 5 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: تفسير سفر المزامير - مزمور 18 نعمة الملوكية
الإطار العام:
يُقسّم بعض الدارسين مثل Hans Schmidt المزمور إلى صلاتين مستقلتين، فيروا أن الجزء الأول [1-30] يتناول نجاة الملك من خطر هائل في يوم بليته [14]؛ بينما يبدو أن الجزء الثاني [31-50] يغطي فترة زمنية أطول ويذكرنا بعدة أحداث وليس بحدث واحد (عدد 43 غالبًا ما يشير إلى نزعات قامت بين جماعات شعب داود الملك فيما بينهم). وقد رفض آخرون هذا التقسيم، فيقول Weiser: [على أي الأحوال، لم نتبع نحن تقسيم المزمور إلى صلاتين مستقلتين؛ حيث يمثل المنهجان الرئيسيان (للقسمين) وحدة واحدة كما يظهر في العددين 43، 48؛ وقد أُستخدم ذات القياس في القسمين... إنهما يشبهان منارتي كاتدرائية مرتفعتان، فيحلّق الجزءان من هذه التسبحة الرائعة في السماء، بكونهما تسبحة حمد لمجد الله، الذي يظهر كمعين للمتعبد (المرتل) وسط بليّته [1-30]، يرفعه [عدد 46] ليُعظّم بركات مَلِكه [5]... مع أن كل جزء من جزئي المزمور له سمته الخاصة به، والتي تناسب الموضوع الذي يتناوله، ولكنهما لا يقدمان أثرهما الكامل للشهادة التامة لقوة الله الحيّ الملوكية ولثقة المرتل الملك الثابتة حيث هو متأكد من بركات الله ومتهلل بها، ما لم يُنظر إلى الجزئين كوحدة واحدة[353]]. |
||||
07 - 09 - 2020, 06:37 PM | رقم المشاركة : ( 6 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: تفسير سفر المزامير - مزمور 18 نعمة الملوكية
الجزء الأول: الخلاص
1. خلاص من براثن الموت [1-5]. 2. قوة القيامة [6-18]. 3. عطية المجد [19-30]. الجزء الثاني: نعمة الملوكية 1. الإعداد لها [31-36]. 2. استسلام الأعداء [37-42]. 3. رئاسة على الأمم [43-45]. 4. حمد وشكر [46-50]. الكلمة الأسترشادية (مفتاح المزمور): مفتاح المزمور هو كلمة "برّ"، التي تأتي كمحور المزمور [20]. إنها تنشد تبرئة داود؛ لكن داود لم يكن يدافع عن بره الذاتي، إنما هي نعمة الله العاملة في حياته. أما ربنا يسوع المسيح فقد صارع ضد الشر حتى سفك دمه على الصليب لكي يهبنا بره، مصارعًا ضد الأعداء الشرسين كاموت والشياطين والعالم الشرير والخطية (رو 7: 24-25؛ 1 كو 15: 20-28). معركتنا من أجل البر ليست ضد البشر، وإنما ضد أجناد الشر الروحيين في السماويات (أف 6: 12). |
||||
07 - 09 - 2020, 06:38 PM | رقم المشاركة : ( 7 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: تفسير سفر المزامير - مزمور 18 نعمة الملوكية
الجزء الأول: الخلاص
1. خلاص من براثن الموت: هذه هي تسبحتنا، إذ نعرف أننا في المسيح نستطيع أن نعبر من براثن الموت إلى شركة الأمجاد السماوية. هنا نجد قائمة تكاد تكون كاملة للإستعارات المختلفة الخاصة التي تعبّر عن قوة الله وخلاصه الواردة في المزامير مثل الصخرة (لا يمكن تسلقها ولا مهاجمتها)، والسرعة (لا يمكن تعقبها)، والدرع (كجندي)، وقرن الخلاص (كالحيوان القوي)، وملجأ (يتعذر بلوغه). "أحبك يارب قوتي. الرب هو ثباتي (صخرتي) وملجأي ومخلصي، إلهي عوني وعليه أتكل. عاضدي وقرن خلاصي وناصري" [1-2]. علاقتي بالله شخصية هذا الذي أُحبه بكونه "قوتي" بكل ما لهذه الكلمة من معنى؛ إنه يسندني، ويمنحني الشجاعة والنجاح والاستقرار. أنا بذاتي لا أستطيع أن أعمل شيئًا، لكن الله يهبني الحماية الكافية والسند والخلاص. هو صخرتي، صخرة الخلاص (نت 32: 4، 15)، صخرة شعبه (تك 49: 24)؛ يشير هذا اللقب "صخرة" إلى الصلابة والقوة وعدم التغيُّر. إنه ملجأي (في العبرية: حصني)، وهو منقذي. كلمة "منقذ" تعني من يحملني بعيدًا سالمًا أو يقدم لي مجإلا للهروب[354]. * لم يتضرع داود إلى أحد سوى الله نفسه من أجل خلاصه[355]. البابا أثناسيوس الرسولي |
||||
07 - 09 - 2020, 06:38 PM | رقم المشاركة : ( 8 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: تفسير سفر المزامير - مزمور 18 نعمة الملوكية
* "أحبك يارب قوتي؛ الرب صخرتي وحصني ومنقذي".
نعم، أعنِّي كي أحبك؛ فأنت هو إلهي، حاميَّ؛ أنت حصني المنيع؛ أنت رجائي العذب وسط ضيقاتي... لألتصق بك، فأنت هو الخير وحدك، وبدونك ليس للخير وجود! لتكن أنت كل سعادتي، يا كُلَّي الصلاح... أيها الحياة، لمجدك يحيا كل مخلوق. لقد وهبتني الحياة، وفيك حياتي. بك أحيا، وبدونك أموت... أتوسل إليك: أخبرني أين أنت؟! أين ألقاك، فأختفي فيك بالكلية، ولا أوجد إلا فيك! القديس أغسطينوس * "أدعو الرب بتسابيح الحمد، فأنجو من أعدائي" [3]. أدعوه ليس طلبًا لمجدي بل لمجد الرب عندئذ لا يوجد ما يدعوني للخوف من حماقة الأشرار. القديس أغسطينوس يقول Weiser: [بإنه في العدد 3 يتغير طابع التسبحة إلى شكل قصصي ويستمر هكذا حتى عدد 19. غاية القصة تُقديم الأحداث السابقة في شكل ليتورجي كأحداث حاضرة. هكذا تدخل بنا الأحداث إلى خبرة الحضرة الإلهية الحالية وعمل خلاصي في ثوب تعبدي. هذا الهدف يوضح علّة إستخدام صيغ أفعال مختلفة بطريقة مذهلة، فيستخدم المرتل الماضي التام ثم الماضي الناقص على التوالي... ويستمر تغير الأفعال خلال المزمور بغية التعبير عن أن ما حدث في الماضي هو واقع تحقق في الماضي لكنه فعّال في الحاضر[356]]. |
||||
07 - 09 - 2020, 06:38 PM | رقم المشاركة : ( 9 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: تفسير سفر المزامير - مزمور 18 نعمة الملوكية
يتصور المرتل نفسه وقد إرتحل بالفعل إلى العالم السفلي، تحيط به حبال الموت، فيقول: "اكتنفتني أمخاض الموت... أدركتني فخاخ (حبال) الموت: [4، 5]. هكذا يصور الموت كمارد يقيد ضحيته أو كصياد يمسك بفريسته.
الكلمة العبرية Chabel المترجمة "محاض" تعني "من يتلوى ألمًا" كإمرأة في حالة مخاض. هكذا يقول المرتل إن المتاعب قد أحاطت به كإمرأة تلد، لا حول لها ولا قوةً، تتعرض لخطر الموت. ويرى البعض في قوله "أمخاض الموت" إشارة إلى أن الموت يحيط بالإنسان حتى قبل تمام ولادته، وهو في بطن أمه تتمخض به، يتابعه ليلحق به في طفولته وصبوته وشبابه وشيخوخته حتى يدخل به إلى الجحيم. الفعل "اكتنفتني" أُستخدم أولاً في (هو 6: 3، 6) في وصف عملية إحاطة مدينة لتدميرها. إن كانت نفس المؤمن أشبه بامرأة حبلِى فإن كل ما تفعله الضيقة إنها تدخل بها إلى آلام الولادة لتنجب حياة جديدة وثمرًا مقدسًا. إنها كالمدينة العامرة، يود العدو أن يحولها إلى خراب وقفر. عمل العدو أن يهلك ويدمر، أن يقتل ويميت، أما عمل الله الحيّ فهو أن يهب القيامة ويرد الحياة من جديد! |
||||
07 - 09 - 2020, 06:38 PM | رقم المشاركة : ( 10 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: تفسير سفر المزامير - مزمور 18 نعمة الملوكية
. قوة القيامة:
"وفي شدتي دعوت الرب، وإلى إلهي صرخت. فسمع صوتي من هيكل قدسه. وصراخي قدامه يدخل في أذنيه. تزلزلت الأرض وصارت مرتعدة. اضطربت أساسات الجبال وتزعزعت، لأن الرب سخط عليها [6-7]. سماع الله للصلاة ليس أمرًا جديدًا، إذ يُسر الله أن يسمع صرخات مؤمنيه الصادرة من الأعماق. سمع الله لداود من الهيكل، أي من الخيمة حيث يوجد التابوت، أو من السماء عينها، لأن الهيكل الأرضي رمز للسماوي. إن كان العدو قد ألقى بحبال الموت كشبكة تصطاد المرتل وتسحبه إلى القبر، يُدفن ولا يقوم، إذا بالسيد المسيح القائم من بين الأموات يستجيب لصرخاته كما من السماء، ينزل إليه إلى القبر ويحمله كغنيمة ويصعد به إلى مقدسه. لعل المرتل - في ضيقته - عاين بروح النبوة السيد المسيح، ابن داود، في صلبه... لقد صرخ إلى الآب أبيه وسُمع له من أجل تقواه، عندئذ تزلزلت الأرض وارتعدت وتشققت الصخور، كما روى لنا الإنجيليون، وقام أجساد كثير من القديسين ودخلوا المدينة. يروي لنا المرتل عن حدوث معجزة عظيمة، حيث ظهر الله كما في هيكل قدسه - على تابوت العهد - لينقذه في محنته، في هذا يرمز للمخلص الذي دخل إلى تجربة الصليب لتُعلن قوة قيامته. وما قدمه المخلص في شخصه إنما لحسابن ا كي ننعم نحن أيضًا بقوة قيامته أو شركة الحياة المُقامة. فلنرتل نحن أيضًا ذات التسبحة، مفتكرين أننا نسبح بها ونحن ملتصقون بمخلصنا القائم من الأموات. إننا لا نيأس قط، إذ ننعم بقوة قيامته، فليس من ضيق كهذا إلا ويخلصنا منه. * "في شدتي دعوت الرب، وإلى إلهي صرخت". يعلن القديس بولس عن هذه الصرخة الموجهة إلى الآب، قائلاً: "الذي في أيام جسده، إذ قدم بصراخ شديد ودموع طلبات وتضرعات للقادر أن يخلص من الموت، وسُمع له من أجل تقواه" (عب 5: 7). سُمعت صرخته بإقامته من الأموات ونواله المجد والملكوت. * "فسمع صوتي من هيكله المقدس". سمع صوتي من مسكنه داخل قلبي! "وصراخي قدامه يدخل في أذنيه"، هذا الصراخ الخاص بي لا تسمعه أذن إنسان، فإنني إذ أنطق به في داخلي في حضرته، يبلغ إلى أذنيه! القديس أغسطينوس |
||||
|