منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 24 - 11 - 2013, 05:52 AM
الصورة الرمزية sama smsma
 
sama smsma Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  sama smsma غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 8
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : قلب طفلة ترفض أن تكبر
المشاركـــــــات : 91,915

معني : "لا أشفق ولا أترأف ولا أرحم من إهلاكهم". (إر 13: 14).
هل الله قاسي ؟
- تفسير العلامة أوريجانوس
+++++++++++++++
يعتمد الهراطقة على تلك الكلمات ويستندون عليها ليقولوا: انظروا ما يقوله خالق العالم ورب الأنبياء عن نفسه، فكيف يمكن إذًا أن يكون إلهًا صالحًا؟
فأنني آخذ هنا مثًلا للقاضى الذي لا يشغل فكرة ألا الصالح العام، وبالتالي فهو يطبق القانون دون إشفاق على المخطئ، فهو يعاقبه حتى يحمى باقي المجتمع. فيمكنني بهذا المثال أن أوضح بطريقة مقنعة، أن الله في إشفاقة على البشرية كلها يرفض أن يشفق على إنسان واحد؛ ثم آتى أيضًا بمثال آخر لطبيب يرفض أن يشفق على عضو واحد من أعضاء الجسد في سبيل أشفاقة على الجسد كله.
فلنفترض مثًلا أن قاضيًا حدد لنفسه مهمة إقرار السلام للشعب الخاضع لقضائه وأن يحافظ على مصالحهم؛ ولنفترض أنه حضر أمامه في المحكمة قاتًلا حسن المظهر وملامحه جذابه، وأن والدة هذا القاتل جاءت إلى القاضي لتستعطفه وتسأله أن يشفق على ابنها ويرحم شيخوختها، وأن زوجة القاتل طلبت له أيضًا الرحمة، وكذلك أيضًا أبنائه التفوا كلهم حول القاضي ليترجوه من أجل أبيهم: أمام كل ذلك، ما هو النافع للصالح العام؟ أن يرحم القاضي أو أن لا يرحم؟ أنى أجيب بأنه، إذا رحمة القاضي فأنه سوف يعود إلى خطأه؛ أما إذا لم يرحمة فأن القاتل سوف يموت وإنما سيصبح المجتمع في حالة أفضل.
نفس الشيء يقال بالنسبة لله: فإنه إذا أشفق على القاتل ورحمة وذهب في أشفاقة هذا إلى درجة عدم معاقبته على خطأه، فمن من الناس لن يندفع في طريق الشر؟ ومَن مِن الخطاة لن يزيد في شره ويتحول إلى الأسوأ؟ ويمكننا أن نرى أشياءً مماثلة تحدث في الكنائس: فمثًلا إنسان يخطئ ثم يطلب أن يتناول من الأسرار المقدسة بعد خطأه، فإذا أشفقنا عليه سريعًا، فإن الشعب كله سوف يُحَرَّض على فعل الشر وسوف تزيد أخطاء الأخرين؛ ولكن إذا عرف القاضي (الكاهن) مبلغ الخسارة التي سوف تلحق بالشعب في حالة السماح لهذا الشخص بالتناول والتساهل معه في خطأه، فإنه يجب عليه في هذه الحالة طرد هذا الخاطى، ليس على سبيل الوحشية أو عدم الإحساس، وإنما لأنه يهتم به ويهتم أيضًا بكل الشعب قبل أن يهتم به كفرد واحد، إذًا فهو يطرد الفرد ليخلص الجماعة.
أنظر أيضًا إلى الطبيب ولاحظ كيف لو أشفق على المريض ولم يستخدم معه المشرط في الوقت المناسب، ولو أشفق عليه ولم يعالجه بأنواع الأدوية الكاوية حتى يُجّنِبَه الآلام المصاحبة لهذا الأنواع من العلاج، انظر كيف سيتفاقم المرض وتزيد خطورته عن ذي قبل. أما إذا تقدم الطبيب في جرأة ولجأ إلى الاستئصال أو إلى الكي، فإنه في هذه الحالة يمنح المريض الشفاء، رغم أن المظهر الخارجي يوحي بأنه يرفض أن يشفق وأن يرحم المريض بتعريضه لكل الألم.
كذلك أيضا الله، فإنه لا يمارس سلطة لمصلحة إنسان واحد وإنما لمصلحة العالم أجمع. يدير ما في السموات وما على الأرض وما في كل مكان. وهو يعمل إذًا لمصلحة كل العالم وجميع الكائنات؛ وهو يعتني أيضًا، بقدر المستطاع، بمصلحة الفرد بشرط آلا تتعارض وألا تكون على حساب مصلحة الجماعة. ومن أجل ذلك أعدت النار الأبدية وأعدت أيضا جهنم وكذلك الظلمات الخارجية، ليس لأجل الإنسان المُعَاقَب وحده، بل أيضًا لأن فيها مصلحة الجميع.
رد مع اقتباس
قديم 24 - 11 - 2013, 06:21 AM   رقم المشاركة : ( 2 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,915

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: معني : "لا أشفق ولا أترأف ولا أرحم من إهلاكهم"(إر 13: 14). هل الله قاسي ؟ - تفسير العلامة أوريجا

مشاركة رائعة ومميزة
ربنا يبارك حياتك
  رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
يتساءل العلامة أوريجانوس عن سبب دعوة كل من نبوخذنصَّر وفرعون "نسرًا"
كلمة "أم" هي تعبير عن "الله محبة"!! قداسة البابا تواضروس الثاني وتأمل رائع في معنى كلمة "أم"
من تفسير العلامة أوريجانوس لسفر يشوع - هيئوا لكم زاد للطريق
أزهريون"تنقد تفسير مرسى لقوله تعالى"إنما يخشى الله من عباده العلماء" وتؤكد:"الرئيس يفسر بمزاجه"
ما معنى الآية التى تقول " الله لم يره أحد " " يو18:1 "


الساعة الآن 12:32 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024