|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
حَتَّى دَخَلْتُ مَقَادِسَ اللهِ، وَانْتَبَهْتُ إِلَى آخِرَتِهِمْ [17]. ماذا يعني بقوله: دخلت إلى مقادس الله"؟ في السماء نرى مركبة الكاروبيم (الشاروبيم) الحاملة لله، وفي قدس الأقداس في الهيكل نرى كاروبين على تابوت العهد، حيث يمثلان عرش الله. يرى فيلون اليهودي أن كلمة "كاروب" معناها "معرفة". وقد تبعه في ذلك القديس إكليمنضس السكندري، ويرى القديس جيروم في الكاروب رمزًا لمخزن المعرفة التي تعمل في طبيعتنا لترفعها وتنطلق بها بين القوات السماوية. انطلاق المرتل إلى مقادس الله إنما يكشف عن اشتياق الله، لا أن نكون بلا معرفة، وإنما أن تتقدس عقولنا وقلوبنا وننعم بالمعرفة الصادقة، فتتكشف لنا أسرار عناية الله، وتدبيره للخلاص وحبه لكل البشرية، إذ يريد أن الكل يخلصون، وإلى معرفة الحق يقبلون (1 تي 2: 4) إذ يحق لنا بالمسيح يسوع أن ترتفع أعماقنا إلى قدس الأقداس السماوية، ونصير بالمعرفة الحقيقية أشبه بالكاروبيم الحاملين الله، ندرك مصير الأشرار الناجحين والمصرين على شرهم ومقاومتهم للسماوي، وظلمهم لإخوتهم بني البشر! * من ثم، فلأنني اعتقدت أنني اعتنقت المعتقد الصحيح، وأدركت المؤنة بتلك الأمور، قلت لنفسي: "إذا هو تعب في عينيّ، حتى دخلت مقادس الله، وانتبهت إلى آخرتهم" (مز 73: 16-17) وهذا يعني: التعب الوحيد الباقي لي، هو أنني ينبغي أن أذهب إلى مقدس الله حيث الشاروبيم" (قابل خر25: 17-22) أي - إلى عمق المعرفة - وألا أنشغل بالآراء الخاملة غير الأكيدة، لأن "حديث الأحمق مثل حملٍ في الطريق" (سيراخ 21: 16). فلندخل إذن إلى مقدس المعرفة المقدسة، وحجال الحق (الغرف الداخلية). فلا يكون لنا عمل آخر (سواه)؛ لأن الحكمة تجتذبنا بعيدًا عن فكر المشقة، فإن يعقوب لم يكدّ حقًا (قابل تك 27: 20)، حيث سبب المشقة جهله، لأن من لا يعرف أن الجعالة قد أُعدت للأبرار فوق، لا ينتعش ولا يبتهج بكدِّه، بل بالحري ينحني وينكسر بالعمل الذي ينشأ عن افتقاده للمعرفة، لهذا، فلندخل إلى مقدس الله، حيث الشاروبيم، الذين فيهم تذكر المعرفة المقدسة، والنور الأبدي والحقيقي . القديس أمبروسيوس * إن لم أعبر بكل هذه عبور نهر الأردن، وأحطم الأمم الذين يعيشون في داخلي، لن أستطيع أن أدخل إلى قدس الأقداس وأستريح (مز 73: 17)، ولا أن أصير شريكًا في مجد الملك . القديس مقاريوس الكبير * لا يموت القديس بطريقة، والخاطي بطريقة أخرى. الذين يبحرون على نفس البحر يتمتعون بذات الهدوء ويعانون نفس العاصفة. الموت العنيف بالنسبة للص لا يختلف في شيءٍ عنه بالنسبة للشهيد. الأطفال لا يولدون بطريقة بالنسبة للزنا والدعارة، وبطريقة أخرى بالنسبة للزواج الطاهر. بالتأكيد تعرَّض ربَّنا واللصان لذات عقوبة الصلب . القديس جيروم |
|