منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 12 - 05 - 2012, 08:29 AM
الصورة الرمزية tito227
 
tito227 Male
..::| VIP |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  tito227 غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 17
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 2,845

تجلي الطبيعة البشرية بالقيامة بقلم: البابا شنودة الثالث 04/04/2010


تجلي الطبيعة البشرية بالقيامة
بقلم: البابا شنودة الثالث 04/04/2010

أهنئكم يا أبنائي وأخوتي الأحباء بعيد القيامة المجيد‏,‏ راجيا لكم جميعا ولمصرنا العزيزة كل خير وبركة من الهنا الصالح‏,‏ ومصليا من أجل كل المشكلات في إفريقيا‏,‏ وفي كل الشرق الأوسط‏,‏ وفي الأراضي المقدسة وفلسطين‏,‏ واله السلام قادر أن يفيض بسلامه علي الكل‏,‏ وما لا يستطيعه البشر‏,‏ يستطيعه الله القادر علي كل شيء‏.‏

وبعد‏...‏ أريد أن أكلمكم اليوم عن عنصر مهم جدا من عناصر القيامة‏:‏ وهو أنه في القيامة يتم تجديد وتجلي الطبيعة البشرية‏,‏ وتجلي هذه الطبيعة يشملها جسدا وروحا وعقلا وفكرا‏,‏ فتصبح بتجليها في حياة جديدة‏,‏ مقدسة تماما‏,‏ مختلفة عما كانت قبلا‏.‏
فمن جهة الجسد‏,‏ نحن نقوم بأجساد نورانية روحانية‏,‏ قد تخلصت تماما من المادة التي كانت متحدة بها في الحياة الأرضية‏,‏ وبالتالي تتخلص من كل حروب المادة‏,‏ وما يتعلق باللحم والدم‏.‏
وفي تجلي الجسد‏,‏ لا يشعر الإنسان في الأبدية بأي جوع‏,‏ أو عطش‏,‏ أو تعب‏,‏ أو مرض‏,‏ ولا يقاسي من شهوات جسدية أو مادية‏,‏ ولا من طياشة الحواس وشغبها وانحرافاتها‏...‏ هذا من الناحية السلبية‏.‏
أما من الناحية الإيجابية‏,‏ فإن الحواس في تجليها تري ما لا يري‏,‏ أو ما لم تكن تراه من قبل‏,‏ فتري أرواح القديسين الذين سبقوها إلي عالم المجد‏,‏ وتري الملائكة الذين لم ترهم من قبل‏,‏ وكلهم أرواح لا يرون إلا بتجلي البصر البشري‏,‏ وفي تجلي الحواس تسمع الطبيعة البشرية ما لم تكن تسمعه من قبل‏:‏ من التسابيح السمائية‏,‏ وأناشيد الملائكة‏,‏ وأصوات الأبرار من كل البلاد‏,‏ وعلي مر كل العصور‏,‏ تسمعهم وتتكلم معهم‏,‏ وهذا لا تحدث إلا بتجلي الطبيعة البشرية‏.‏
الروح أيضا تتجلي‏,‏ ولا تخطيء أبدا إلي الأبد‏,‏ لقد كانت تخطيء عندما كانت متحدة بالجسد‏,‏ يجرها أحيانا معه في شهواته‏,‏ وفي اتجاهاته المادية‏,‏ كما تحيطها المادة بإغراءات كثيرة وحروب‏.‏
أما في القيامة فقد تخلصت من هذا كله وتحررت ومنحها الله إكليل البر فصارت بارة علي الدوام‏,‏ وأصبحت تتغذي بالحب الإلهي‏,‏ وتنمو به يوما بعد يوم‏,‏ وصارت متعتها الحقيقية هي عشرة الله وملائكته وقديسيه‏.‏
وما أجمل قول السيد المسيح عن الحياة في الأبدية‏,‏ إذ يقول عنها‏:‏ تكونون كملائكة الله في السماء‏,‏ أي في طهارة الملائكة البعيدة عن كل الشهوات الجسدية‏,‏ وكذلك خفة الملائكة الذين يتحركون في لمح البصر إلي أبعد مكان‏,‏ دون أن يقطعوا وسطا في الطريق‏.‏ في تجلي الطبيعة البشرية‏,‏ يتجلي العقل أيضا والفكر والمعرفة‏,‏ فلا تجول أية فكرة خاطئة في العقل‏,‏ إذ تكون الطبيعة البشرية قد وصلت في تجليها إلي نقاوة العقل نقاوة كاملة‏,‏ ويصبح في بساطة أبوينا الأولين قبل السقوط في الخطيئة‏.‏
أما عن المعرفة‏,‏ ففي التجلي لا يعرف الإنسان سوي الخير فقط‏,‏ لقد كان في القديم في ازدواجية متعبة‏,‏ من الخير والشر‏,‏ والحلال والحرام‏,‏ وما لايليق‏,‏ يتأرجح ما بين وضع وعكسه‏,‏ أما في تجلي الطبيعة البشرية‏,‏ فأصبحت معرفتها قاصرة علي الخير فقط‏,‏ وزالت منها كل معرفة لكل أسماء الشر ومرادفاته‏,‏ ومحيت من ألفاظ القاموس البشري الجديد كلمة الخطيئة‏,‏ وما يتبعها من كلمات الفساد‏,‏ والظلم‏,‏ والزنا‏,‏ والدعارة‏,‏ والقتل‏,‏ والخداع والكذب والسرقة‏...‏ وما إلي ذلك‏.‏ مع محو الماضي الأثيم كله من ذاكرته مع كل أخباره وقصصه وذكرياته‏,‏ كما تمحي صور الناس الأشرار‏,‏ أعداء أو أصدقاء‏,‏ وبعبارة مختصرة‏:‏ ينسي كل ما تركز في العقل الباطن‏,‏ وفي الذاكرة‏,‏ ويصبح للطبيعة البشرية في التجلي عقل باطن جديد طاهر لا يحوي إلا البر‏,‏ كما يكون لها قاموس جديد للألفاظ‏,‏ ليست فيه كلمات الخطيئة علي الإطلاق‏,‏ بل كل ألفاظ جديدة بارة‏.‏
وفي تجلي المعرفة‏,‏ يبدأ أن يكون للإنسان معرفة بالله‏,‏ أقصد المعرفة الحقيقية العميقة‏,‏ فنحن الآن لا نعرف عن الله إلا اسمه‏,‏ دون أن نعرف الجوهر‏:‏ نعرف مثلا أن الله كامل‏,‏ ولكن ما كنه هذا الكمال؟ هذا لا نعرفه‏,‏ نعرف أن الله عظيم‏,‏ ومع ذلك لا نعرف ما كنه هذه العظمة نعرف أن الله أبرع جمالا من بني البشر‏,‏ ولكننا لا نعرف ما كنه هذا الجمال‏,‏ كل ما نعرفه عن الله هو مجرد أسماء كثيرة‏,‏ دون أن ندرك كنهها‏!!‏
ولكن في الأبدية‏,‏ حين تتجلي طبيعتنا البشرية‏,‏ فإن معرفتنا سوف تتجلي‏,‏ حينما يكشف لنا ذاته أو بعضا من ذاته‏,‏ فنصبح في ذهول من عجب وروعة مما لا نستطيع أن ندركه‏,‏ حينئذ يوسع الله مجال إدراكنا حتي نستوعب عنه ما هو أكثر‏...‏ ومع ذلك كل ما ينكشف لنا من مجد الله وجلاله وجماله وكماله‏,‏ يجعلنا في غاية الذهول والعجب‏,‏ والعجز عن الإدراك‏,‏ فيوسع الله ادراكنا أكثر وأكثر حتي يمكننا أن نقترب من فهم ذاته الإلهية‏,‏ ونحن لا نفهم‏!‏ أما متي سنعرف الله كما هو‏,‏ فهذه هي الحياة الأبدية بطولها غير المحدود التي لا تكفي لمعرفته مهما تجلت معرفتنا‏!‏ علي أننا كلما نعرف عن الله أكثر‏,‏ نزداد في محبته وإجلاله‏.‏
ومع تجلي معرفتنا‏,‏ نبدأ في أن نعرف أشياء أخري عن الملائكة بكل طغماتهم وصفوفهم وعملهم‏,‏ ويحتاج هذا بلا شك إلي مدي طويل‏,‏ ثم تتوسع معرفتنا بجميع الأنبياء والرسل والشهداء والعباد والنساك وسائر الذين أرضوا الرب منذ البدء‏,‏ فنفرح بهذا‏,‏ ونبتهج بعشرتهم‏,‏ وتزداد معرفتنا سعيا وراء فهم كل أسرار الملكوت‏.‏
وكل هذا يعمر عقلنا الواعي وعقلنا الباطن بأخبار البر التي تتعلق بكل هؤلاء‏,‏ وكل ما عملوه في محبة الله وإرضائه‏,‏ وبكل هذا نتعلق بالبر وبالخير‏,‏ ويصبح طبيعة فينا‏,‏ لسنا نجاهد لإدراكها كما كان يحدث في الحياة الأرضية‏.‏
وأخيرا وأنا أتكلم عن تجلي الطبيعة البشرية‏,‏ أريد أن أذكر بعض أمثلة لتبسيط هذا الموضوع‏:‏
يحدث أحيانا في أيامنا هذه أن يكون فكر شخص صافيا تخرج منه أفكار في منتهي الروعة‏,‏ كأن يؤلف قصة أو رواية في منتهي الإبداع‏,‏ تترك تأثيرا عميقا في الكل‏,‏ أو شخص ينظم قصيدة تعتبر من أمهات الشعر في خيالها وموسيقاها وعميق معانيها‏..‏ فتقول عن هذا الشاعر أو ذلك القصصي إنه كان في حالة تجل‏.‏
وقد نقول عن إنسان إنه في حالة تجل‏,‏ إذا كان الله قد وهبه موهبة معينة بقدرة غير طبيعية في لون من الفن أو الموسيقي أو الرسم أو النحت أو في صناعة ما‏,‏ فينتج انتاجا نادرا نقول عنه إنه نوع من التجلي‏,‏ ولكن كل هذه الأمثلة تدل علي تجل مؤقت أما التجلي الذي يكون للطبيعة البشرية بعد القيامة‏,‏ فهو دائم وثابت‏.‏
ما أعظم التجلي الذي يكون لطبيعتنا في الأبدية‏,‏ ولكن ما قلناه ينطبق علي الأبرار الذين يصلون إلي السماء‏,‏ وهم في حالة من النقاوة تؤهلهم لمجد هذا التجلي‏.‏
ليتنا إذن نستعد لكل ذلك بحياة مقبولة أمام الله‏.‏



رد مع اقتباس
قديم 24 - 08 - 2016, 11:18 AM   رقم المشاركة : ( 2 )
MenA M.G Male
..::| VIP |::..

الصورة الرمزية MenA M.G

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 123114
تـاريخ التسجيـل : Aug 2016
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 109,860

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

MenA M.G غير متواجد حالياً

افتراضي رد: تجلي الطبيعة البشرية بالقيامة بقلم: البابا شنودة الثالث 04/04/2010

العظة مفيدة جداً
ربنا يبارك خدمتك
  رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
عظات البابا شنودة الثالث Pope Shenouda III Sermons : ضعف الطبيعة البشرية
ثمار التوبة وعلاماتها بقلم: البابا شنودة الثالث 11\4\2010
دون أن تطلب بقلم قداسة البابا شنودة 26\9\2010
المحبة الضارة بقلم: البابا شنودة الثالث 14\3\2010
حساب ردود الفعل بقلم: البابا شنودة الثالث 19/09/2010


الساعة الآن 06:06 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024