رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
إنك لا تعلم ما هو صانعه يتحيّر بعض أولاد الله من نجاح الأشرار، وقد يتعجبون أيضًا عندما تحل بهم الشدائد، مع أنهم أولاد لله، ويتساءلون، قائلين: لماذا...؟ لقد أرسلت إيزابل الشريرة زوجة آخاب الملك لإيليا النبي العظيم تهدده بالقتل، لأنه قاوم بشدة ضلال عبادتها الوثنية الشريرة، لكنه بعد جهاد مرير ضعف وخاف وحزنت نفسه، كقوله: "... وَجَلَسَ تَحْتَ رَتَمَةٍ وَطَلَبَ الْمَوْتَ لِنَفْسِهِ، وَقَالَ: قَدْ كَفَى الآنَ يَا رَبُّ. خُذْ نَفْسِي لأَنَّنِي لَسْتُ خَيْرًا مِنْ آبَائِي" (1مل 19: 4). وقد لخّص إيليا أسباب حزنه، بقوله لله: "... لأَنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ قَدْ تَرَكُوا عَهْدَكَ، وَنَقَضُوا مَذَابِحَكَ، وَقَتَلُوا أَنْبِيَاءَكَ بِالسَّيْفِ، فَبَقِيتُ أَنَا وَحْدِي، وَهُمْ يَطْلُبُونَ نَفْسِي لِيَأْخُذُوهَا" (1مل 19: 10). هرب إيليا النبي من إيزابل الشريرة إلى جبل سيناء، لأنه اشتاق أن ينعم بحضور الله هناك فيتعزى بنعمة إلهية، كما حدث لموسى النبي من قبل. إن كلام النبي عن هدم إيزابل لمذابح الرب، وقتلها لأنبياء الرب وبقائه وحده هو عتاب خاطئ من إيليا لله، ولكن النبي كان يؤمن تمامًا بحكمة الله وقدرته العظيمة. إنه من الخطأ أن يتجرأ الإنسان ويلوم أو يخاصم الله بسبب أحكامه إن أصابه مكروه، كقول إرميا النبي: "أَبَرُّ أَنْتَ يَا رَبُّ مِنْ أَنْ أُخَاصِمَكَ. لكِنْ أُكَلِّمُكَ مِنْ جِهَةِ أَحْكَامِكَ: لِمَاذَا تَنْجَحُ طَرِيقُ الأَشْرَارِ؟..." (إر 12: 1). لكن التماس وطلب الفهم باتضاع أمر مقبول عند الله. لم يجاوب الله نبيه العظيم من خلال العاصفة أو الزلزلة أو النار التي عاينها فوق الجبل، والتي تدل على عظمة قدرته، لكن الله كلمه بحب من خلال صوت منخفض خفيف، قائلًا: "وَقَدْ أَبْقَيْتُ فِي إِسْرَائِيلَ سَبْعَةَ آلاَفٍ، كُلَّ الرُّكَبِ الَّتِي لَمْ تَجْثُ لِلْبَعْلِ وَكُلَّ فَمٍ لَمْ يُقَبِّلْهُ" (1مل 19: 18). بعد أن انهى الرب حديثه، أمر إيليا بالرجوع ليمسح لله (يخصص له) ثلاثة رجال ليتمموا مشيئته المقدسة، أحدهم أجنبي (آرامي). وهكذا أكد له الله قدرته على إقامة أناس كثيرين قادرين على العمل لحسابه. لقد كشف الله لإيليا من خلال ما رآه، وسمعه على الجبل، أنه ساهر على تدبير شعبه، وقادر على تتميم إرادته. القارئ العزيز... إياك أن تلوم الله، أو تتجرأ وتخاصمه، مهما حدث لك. لأنك لا تعلم ما يفعله ويدبره من أمور خلاصية. ولكن عليك بالأولى أن تنقاد له، وأن تسلم له أمرك في ثقة، وتنتظر، حتى يعلن لك تدابيره العجيبة، كقوله: "... لَسْتَ تَعْلَمُ أَنْتَ الآنَ مَا أَنَا أَصْنَعُ، وَلكِنَّكَ سَتَفْهَمُ فِيمَا بَعْدُ" (يو 13: 7). |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
من لا يتطلع إلى صانعه؟ |
بكل قلبه سبح واحب صانعه |
أخطاء ومفاهيم شائعه |
في ذلك اليوم يلتفت الانسان الى صانعه |
رد فعل الاخوان من شائعه ضبط ابن مالك في شقة دعارة |