رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
حلول المسيح في قلوب المؤمنين والمؤمنات وبواسطة الروح القدس له غاية معيّنة ألا وهي أن يعرفوا محبة المسيح التي تفوق المعرفة! المحبة هي أساس ودافع الحياة, أي تلك المحبة النابعة من معرفة واختبار محبة المسيح لنا نحن البشر تلك المحبة التي تفوق المعرفة. فمهما حاولنا وجاهدنا لن نستطيع سبر غور المحبة اللانهائية التي بها أحبنا يسوع المسيح. لقد أحبنا المخلّص نحن بني البشر الذين أخطأنا ضد الله وكسرنا وصاياه وتعدّينا على شرائعه وأحكامه. فمع أننا كنا نستحق غضب الله وعقابه الأبدي, عاملنا الله معاملة تفوق تصوّراتنا عندما أرسل ابنه الوحيد إلى عالمنا ليموت عنّا مكفّراً عن جميع خطايانا وآثامنا ومعاصينا. يناشدنا الرسول بولس بأن نتأمل ملياً في محبة المسيح لنا لكي نمتلئ إلى ملء الله. وهذه العبارة تشبه ما ورد سابقاً عن حلول المسيح في قلوب وأفئدة المؤمنين والمؤمنات. لا يعني هذا الامتلاء إلى ملء الله ما علّمه بعض الفلاسفة والمجتهدين أي ذوبان الشخصية البشرية في الذات الإلهية. هكذا آراء بعيدة كل البعد عن تعاليم الكتاب المقدس التي تشدّد على وجود فارق جوهري وحدّ لا يخترق بين الذات الإلهية والذات البشرية المخلوقة. فما يعنيه الرسول هو أن تتحقق في حياة المؤمن تلك العلاقة الحيوية الإيمانية بين الله والذين اختبروا خلاصه الجبّار الذي تمّ في المسيح يسوع والذي ينادي به في خبر الإنجيل. |
|