نحن نرى تطبيقًا عمليًا لهذه الآية في أحداث سفر أستير؛ فعندما تسلَّط الشرير هامان الرَّديء الذي عظَّمه الملك أحشويرش ورقَّاه، وجعل كرسيه فوق جميع الرؤساء الذين معه، وكان عبيد الملك يجثون ويسجدون له، كان هذا بداية المُعاناة والضيق والاضطهاد على مردخاي التقي الذي لم يَجثُ ولم يسجد؛ مُعاناة من رفقاء العمل حيث كانوا يُكلِّمونه يومًا فيومًا ولم يكن يسمع لهم، فوَشوا به إلى هامان الذي امتلأ غضبًا، وطلب أن يُهلِك لا مردخاي وحده، بل جميع اليهود شعب مردخاي في كل مملكة أحشويرش، واستطاع أن يخدع الملك ويأخذ موافقته على إبادة شعب مردخاي كما يحسن في عينيه. وقام هامان بدوره ودعى كُتَّابُ الملك، وكتب حسب كل ما أمر به هامان لإبادة شعب اليهود، وختمَ بخاتم الملك، وأرسل مرسوم الموت هذا في كل بلدان المملكة. وجلس هامان مع الملك للشرب، وأما المدينة شوشن فارتبكت ( أس 3: 15 ). نعم «إذا تسلَّط الشرير يئن الشعب» ( أم 29: 2 ).