رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
القديسة مريم وصراخ فى بستان الزيتون تروي لنا الأناجيل أنّ يسوع خرج من علّيّة صهيون ليلة الخميس المقدس بعد العشاء الأخير ومضى إلى جبل الزيتون حيث كان يعتاد الذهاب إلى ضَيْعَة تدعى جَثْسَيْمَانِي (متى 26: 36; مرقس 14: 32). ولما بلغ هناك ترك تلاميذه في مغارة (متى 26: 38) وقال لهم: " أمكثوا ههنا ريثما أمضي وأصلّي هناك" (لو 22: 41 ) واصطحب معه بطرس ويعقوب ويوحنا وتنحى جانبا في البستان وقال لهم: " أمكثوا هنا واسهروا معي". ثمّ ابتعد عنهم مقدار رمية حجر أي حوالي 30 مترا وبقي هناك يصلّي وحيدا ويتأمل سرّ عذاباته. ولما حانت الساعة عاد إلى تلاميذه لأن يهوذا الاسخريوطي أوشك على الوصول. بالتأكيد ان مريم الأم أحست بالألم الذى عاناه ابنها الحبيب عند جبل الزيتون عندما توسل لأبيه السماوي ان يعبر عنه، إن شاء، كأس الآلام القادمة. وأحست بتوسلات إبنها وصلاته ثلاثة مرات فى البستان والتى فيها إكتئب وحزن حتى صار عرقه كقطرات دم نازلة على الأرض وحتى اللحظات الأخيرة من آلامه وموته. وانغرس فى نفسها الحزن والمرارة عندما سمعت ان وليدها صرخ بلسانه: "نفسي حزينة حتى الموت". وشعرت بكل الخوف ، والحزن والألم الذي عاناه ابنها قبل العذاب على الصليب، من خيانة يهوذا الأسخريوطي، ذاك التلميذ الذى خصّه بأمانة الصندوق. وعندما أُلقي القبض عليه من قبل أناس جاءوا بمصابيح ومشاعل وأسلحة وسقطوا أرضاً عندما أجابهم "أنا هو". وتـم القبض على يسوع فى بستان الزيتون ليلة الخميس وحوكم وأديـن ووقف شهود زور ضده وفى فجر الجمعة يأخذونـه الى بيلاطس ثم هيرودس ثم بيلاطس مرة أخرى ويُسلّم يسوع للـموت ويُطلق باراباس. وأقتيد يسوع الى الصلب وسار فى أروقة أورشليم، هذه الأروقـة التى شهدت تعاليمه وعجائبه وشهدت أيضاً هتاف الشعب "أنت ملك اسرائيل". |
|