|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||
|
|||||||||
"كلنا كغنم ضللنا، مِلنا كل واحد إلى طريقه والرب وضع عليه إثم جميعنا" (إش 53: 6 ) هذه الآية تبتدئ بكلمة "كلنا" وتنتهي بكلمة "جميعنا"، أو بالحري تبتدئ وتنتهي بكلمة واحدة. وفى هذه الآية القصيرة نجد حقيقتين عظيمتين؛ حقيقة خاصة بما صدر من كل واحد منا أو من كلنا، وحقيقة خاصة بما صدر من الله لأجل جميعنا. أما ما صدر من جانبنا فهو أن كل واحد منا بصفة فردية وكلنا بصفة عامة قد ضللنا عن الرب كغنم يسوقها الحمق. أخطأنا كلنا وعصينا ومِلنا كل واحد إلى طريقه بدلاً من أن نميل إلى الطريق المرضى في عيني الرب. قد لا يكون اثنان سالكين في طريق واحد، ولكن الحقيقة الدامغة هي أننا كلنا ضللنا بعيداً عن الله وسلكنا طرقنا الخاصة. وهذا بالضبط معناه التعدي "والخطية هي التعدي". هذا ما يقوله الرسول بولس "الجميع أخطأوا وأعوزهم مجد الله" (رو 3: 23 ) . والنتيجة هي أنه أغلق علينا كلنا تحت الخطية بعيداً عن محضر الله القدوس إلى الأبد. ولكن الخبر الطيب في هذه الآية هو أن الله محبة ولا يشاء أن يهلك أحد. وفى نعمته رتب الوسيلة التي بها يمكنه أن يرفع خطايانا بالعدل ويحررنا منها بل يصيّرنا أبيض من الثلج. إن قضاء الله يقول "أجرة الخطية هي موت" وهذه الأجرة كان يجب أن تُدفع قبل أن تُغفر الخطايا. ونحن وجدنا مَنْ دفع أجرة خطايانا - حَمَل الله الذي قُدم ذبيحة عنا ليحمل نيابة عنا أجرة الخطية والخطايا. هو ربنا المبارك يسوع المسيح الذي وضع الله عليه إثم جميعنا. "المسيح أيضاً تألم مرة واحدة من أجل الخطايا، البار من أجل الأثمة لكي يقربنا إلى الله" (1بط 3: 18 ) . ولأن المسيح تألم من أجل خطايانا، فالله يستطيع أن يقدم وبالفعل هو يقدم عفواً مجانياً وغفراناً كاملاً لكل مَنْ يقبل الرب يسوع المسيح نائباً ومخلصاً. ونحن نشكر الله لأن المسيح حمل خطايانا واستطعنا أن نفرح من القلب بنعمة الله "الذي لم يُشفق على ابنه بل بذله لأجلنا أجمعين" (1بط 3: 18 ) . فقد ضللنــا كلنـــا كغنم في طرقنا والرب هكذا وضع عليه كل إثمنـا |
|