السهم الأول الذي وجَّهه العدو للمرأة في صورة “تشكيك”، فقال: «أحقًا قال الله؟». فقد شَكَّك في صدق الأقوال وصحتها، وما إذا كان الله قد تكلَّم أصلاً. كما شَكَّك في صلاح الله ومحبته للإنسان، وفي بره وعدله، وفي بواعثه وأغراضه ونواياه. وإلى يومنا هذا يستخدم ذات الأسلوب بطرق مختلفة مع البشر، وكثيرًا ما يهاجم كلمة الله مُشَكِّكًا في صحتها، ومُقنعًا الشباب أنها أفكارٌ قديمة لا تناسب العصر الذي نعيش فيه. وكثيرًا ما يُشكِّك في صلاح الله عندما يسمح للمؤمن بتجارب متنوعة. ويُشكِّك أيضًا في القضاء المرتبط بالتعدِّي.
«أحقًا قال الله: لا تأكلا من كل شجر الجنَّة؟». إن الشيطان هو الكذَّاب وأبو الكذَّاب، وأردأ أنواع الكذب عندما يذكر نصف الحقيقة ويحذف نصفها الآخر بمكر. وبالتأكيد أنه كان يعرف ولا يجهل نَصَّ العبارات التي قالها الرب الإله لآدم وهي: «من جميع شجر الجنَّة تأكل أكلاً، وأما شجرة معرفة الخير والشَّر فلا تأكل منها، لأنك يوم تأكل منها موتًا تموت» (تكوين2: 16،17). لكن العدو حذف من العبارة وحوَّر فيها، وصاغها بالشكل الذي يخدم أغراضه. وكان هدفه الأول أن يُصوِّر الله كمُستبد يتحكَّم في خلائقه. وطالما كان الله بهذه الصورة فكيف يتلذَّذ الإنسان بالعلاقة الحميمة معه، ويسعد بالشركة والتواصل والحديث معه؟ وكيف يثق فيه ويطمئن له؟ وكيف يشتاق إليه كل صباح؟ وما هي المُتعة في طاعة هذا الإله والخضوع له؟