* هذا هو حنو الله نحو البشرية، إذ هو الخالق صار فيما بعد لهم حسب النعمة أبًا أيضًا. يصير هكذا عندما يتقبله الشعب، خليقته، في قلوبهم، كما يقول الرسول: "روح ابنه يصرخ: يا أبا، الآب". هؤلاء هم أولئك الذين إذ يتقبلون الكلمة ينالون سلطانًا منه أن يصيروا أولاد الله، مع كونهم بالطبيعة هم خلائقه، وذلك بخلاف قبول روح الابن الطبيعي الحقيقي. لذلك، فقد "صار الكلمة جسدًا، حتى يجعل البشريين مؤهلين للاهوت. نفس المعنى يُمكن اقتنائه من النبي ملاخي القائل: "أليس لنا إله واحد خلقنا؟ أليس لنا أب واحد" (مل 2: 10). فقد وضع أولًا "خلق" وبعد ذلك "أب"، لكي يظهر كالكتَّاب الآخرين أنه من البدء كنا خلائق بالطبيعة. الله هو خالقنا بالكلمة، لكن بعد ذلك الله الخالق صار أبانا أيضًا.
القديس أثناسيوس الرسولي