صلوا لتصيروا مسيحيين أفضل
هذا مفتاح السر ، الكلمة النهائية . الله أب ، أبونا ، يقول يسوع : " إذا صليتم ، قولوا أبانا ? " عناية هذا الأب تلبس زنابق الحقل وتقوت طير السماء ، فبالأحرى أن تهتم بالإنسان ، ابن الله ، وبكل شعرة من رأسه . لكن هذه العناية تسعى وراء هدف واحد : تمجيد الابن النهائي ومعه كل جسده السري المسيحيون . ليست العناية إذاً ، كما يظن العديد من المصلين ، تسهيل الطريق وإقصاء الصعوبات من حياتنا ، ومنع السلاح من أن يكون فتّاكاً ، والجراثيم من أن تهدم صحتنا ، والطيارات من أن تسقط ، والبركان من أن تقذف الحمم ، ومحفظة النقود من أن تنزلق خارج الجيب المثقوب ، والشمس من أن تطلع ، والمطر من أن ينزل . الغاية هي سعادتنا الأبدية عوضاً عن الحياة الصغيرة الناعمة التي نشتهيها كلّ بمفرده . ليست غاية الصلاة إذاً أن نحمل الله على العمل بإرادتنا ، بل أن نعمل نحن بإرادته : " إذا صليتم فهكذا قولوا : أبانا ، ليأت ملكوتك ، لتكن مشيئتك ? " تقول الكنيسة في إحدى صلواتها : يا رب ، بحنانك ، أصغ إلى صلواتنا ، ولكي تستجيب طلباتنا ، اجعلنا نطلب ما يلذ لك . ما عدا ذلك ، كل صلاة وهم هي ، وذلك لأن الله يحبنا .