كان لأبٍ ابنٌ وحيد، إعتنى وتعب في تربيته، فكبُر الولد وتزوج، وسكن الأب مع إبنه في نفس البيت، إذ لم يكن له أي مكان آخر للسكن.
كبر ذلك الأب وساءت صحته، إذ أصيب بمرض عصبي، وأصبحت يداه ترتجفان ورأسه يهتز من شدة المرض، فكان كثيرا ما يقع الطعام منه، وهو يحاول أن يضعه في فمه، واحيانا إذا ما ارتجفت يداه كثيرا وقع منه الصحن على الأرض منكسرا.
فإتفق إبن ذلك الرجل وزوجته أن يجلسوا الأب في زاوية من المطبخ على طاولة منفردا، بينما هما مع إبنهما الصغير يأكلان مع بعض على الطاولة الكبيرة. وصنع لأبوه صحن من خشب ليأكل فيه، حتى إذ وقع من يده على الأرض لا ينكسر.
لم يقدم الأب أي إحتجاج، لكن كان في حلقه غصة صامته...
مرّت الأيام، وذات يوم وبينما الولد الصغير يلعب، وجد قطعة من الخشب، فأخذ يلعب بها محاولا أن يصنع منها شيئا. فسأله والديه، وماذا تريد أن تصنع منها. فأجابهما، أحاول أن أصنع منها صحنا أقدمه لكم هدية عندما أكبر.
لدى سماعهما ما قاله لهما ابنهما الصغير، أخذ ذلك الشاب وزوجته يبكيان، واتجها نحو ذلك الأب المسن وبكل رفق أخذاه من طاولته المنفردة واجلساه معهما على نفس المائدة ليأكلا سوية.
يقول الكتاب المقدس: أكرم أباك وأمك لكي تطول أيامك على الأرض التي يعطيك الرب الهك. فنحن بحاجة الى احترام والدينا، ومعزتهم، وتقديرهم، والإعتناء بهم، ومهابتهم.
إن للأهل فضل كبير وعلينا المسؤولية لسد حاجاتهم. فليعطنا الرب نعمة لكي نعيش وصاياه...