رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
تواضع الروح القدس 17- من تواضع الروح القدس أنه يعمل كل شيء في بناء الكنيسة في سرية واختفاء. فتسمى أعماله هذه بالأسرار الكنسية. يلد الإنسان الجديد في المعمودية، ويمنحه المغفرة والبنوة دون أن يظهر. وكذلك في سر الميرون يسكن في المؤمن دون أن يظهر. وبالمثل يغفر الخطايا من فم الكاهن دون أن يظهر. وهكذا في باقي أسرار الكنيسة. 18- ومن تواضع الروح القدس إنه يتكلم من أفواه الرسل، وينطق في الأنبياء دون أن يظهر أيضًا. كما قال السيد المسيح لتلاميذه".. لأن لستم أنتم المتكلمين، بل روح أبيكم هو الذي يتكلم فيكم" (مت10: 20). ولكن الظاهر طبعًا أمام الناس أن الرسل يتكلمون. أما عمل الروح فهو في الخفاء. كذلك قيل عن النبوءات "لم تأتِ نبوة قط بمشيئة إنسان، بل تكلم أناس الله القديسون مسوقين من الروح القدس" (2بط1: 21). ولكن عمل الروح القدس لا يراه أحد. بل يسمعون النبوة من إنسان. 19- بنفس الاتضاع القوة التي يمنحها الروح القدس للخدام. كما قال السيد المسيح لتلاميذه القديسين "لكنكم ستنالون قوة متى حلّ الروح القدس عليكم. وحينئذ تكونون لي شهودًا.." (أع1: 8). والناس كانوا يرون قوة شهادة الرسل ويمدحونهم ويتأثرون بهم. أما عمل الروح القدس فيهم، فكان اختفاء، لا يرونه. 20- وفي اتضاع أيضًا كان الروح القدس يمنح المواهب. والناس يرون أصحاب المواهب، ويعجبون بهم ويمتدحونهم. بينما من جهة هذه المواهب كلها يقول الكتاب "لكن هذه كلها يعملها الروح الواحد بعينه، قاسمًا لكل واحد بمفرده كما يشاء" (1كو12: 11). ولكن الظاهر هو أصحاب المواهب. أما الروح فعمله في اختفاء.. 21- هكذا كان الروح القدس يعمل في الكنيسة، والذي يظهر كان هو عمل الكنيسة. أما الروح فكان يعمل العمل كله في سرية واختفاء. اقرأ التاريخ كله، وما يحمله من تمجيد لأبطال الإيمان وللكارزين، وآباء الرهبنة، ومعلمي البيعة، بل لقديسي التوبة أيضًا، وقد تحدثنا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام أخرى.نرى أن التاريخ يمجدهم ويرفع شأنهم. بينما يرجع الفضل كله إلى عمل الروح فيهم - ذلك الذي عمله الروح تواضعًا في اختفاء.. 22- ومن تواضع الروح أنه يرضى أن يسكن في أجسادنا البشرية. كما يقول الرسول "أم لستم تعلمون أن جسدكم هو هيكل الروح القدس الذي فيكم.." (1كو6: 19) وأيضًا "أما تعلمون أنكم هيكل الله، وروح الله يسكن فيكم" (1كو3: 16). من نحن التراب والرماد؟ وما هي أجسادنا؟ حتى يسكن فيها روح الله؟! أليس هذا تواضعًا منه؟! 23- ومن تواضع الروح القدس أنه يحتملنا: يحتملنا ونحن نحزن الروح (أف4: 30)، ونطفئ الروح (1تس5: 19)، ونقاوم الروح (أع7: 51) بل نرفض الشركة مع الروح بخطايانا! فليرحمنا الله، وليجدد روحه فينا. |
|