قداسة البابا شنودة الثالث
الخوف من الناس وأذيّتهم:
* فيتخيل أن في الناس قوة يمكن أن تبطن به أو تتعبه أو تضيّع مستقبله، أو تشوّه سمعته فيعمل لهم ألف حساب!
وقد يستغل الشيطان هذا الخوف، فيلقيه في الرياء والنفاق والتملق يكسب محبة هؤلاء، أو يمنع أذيتهم عنه، وشعاره المثل القائل: "أرضهم مادمت في أرضهم، وحيّهم مادمت في حيهم".
وهكذا يجرفه التيار فيسيرّه الخوف، وليس الضمير!!
* ومن هذا النوع من يخاف كل من هو أقوى منه، أو من يخاف رؤسائه في العمل وبطشهم
* ومنهم من له أخطاء جسيمة، وتجاوزات ضد القانون والأخلاق. ويخاف الذين يقدرون على كشفه ويسببّون له فضيحة!
* أو يخاف أن يفقد من هو مصدر متعته وشهواته!
* وهناك من يخافون حسد الناس، ويسيرون بالمثل القائل: "دارِ على شمعتك لئلا تنطفئ"...
* أو من يخافون من ينشغلون بالسحر، أو ما يسمونه "العَمَل"!
حقًا، ما أكثر الذين حطمهم الشيطان بالخوف، وكان إيمانهم من الداخل، أضعف بكثير من المخاوف التي تأتى من الخارج!
إن الذي يخاف من الناس، يقوى هم عليه، إذ يدركون أنه غير قادر عليهم، فيقدرون هم عليه أو يستمرون في تخويفهم له!
وفى خوفه منهم، يخضع لهم بالأكثر. وفي خضوعه لهم، يزداد إيذاؤهم له، وتدور الدائرة هكذا...