تَمَّ الزَّمانُ وَاقْتَرَبَ مَلَكوتُ الله. فَتوبوا وآمِنوا بِالبِشارة
تشير عبارة "تَمَّ الزَّمانُ" الى الوقت الذي حدَّده الله لتحقيق مواعده قد حان إذ جاء المسيح الموعود به (مرقس 13: 20) وفق قول بولس الرسول "تَمَّ الزَّمان" (غلاطية 4: 4) و" فأَطلَعَنا على سِرِّ مَشيئَتِه أَي ذلِك التَّدبيرِ الَّذي ارتَضى أَن يُعِدَّه في نَفْسِه مُنذُ القِدَم لِيَسيرَ بِالأَزمِنَةِ إِلى تَمامِها " (أفسس 1: 9-10).
لم يعد أمراً ننتظر حدوثه بل حان زمان مجيء المسيح الذي عيَّنه الله بقضائه الازلي، وأنبأ به بفم دانيال النبي " إِنَّ سَبْعينَ أُسْبوعاً حُدِّدَت على شَعبِكَ وعلى مَدينَةِ قُدسِكَ لِإفْناءِ المَعصِيَةِ وإِزالَةِ الخَطيئة واَلتَّكْفيرِ عنِ الإِثْمِ والإِتيانِ بِالبِرِّ الأَبَدِيّ وخَتْمَ الرُّؤيا والنُّبوءَة ومَسْحَ قُدُّوسِ القُدُّوسين" (دانيال 9: 24). لم يَعد وقت الانتظار، أي وقت انتظار الرب قد تمّ، وبدأ وقت التنفيذ؛ لقد انتهى العهد القديم، وبدأ العهد الجديد الذي عيّنه الله ليفيَ بمواعيده حيث ان النبوءات حدَّدت زمان مجيء المسيح كما جاء في سفر دانيال " إذهَبْ، يا دانِيال، فإِنَّ الأَقْوالَ مُغلَقَةٌ ومَخْتومَةٌ إِلى وَقتِ النِّهاية"(دانيال 12: 9).
لقد جاء زمن الملكوت، زمن الخلاص مع ظهور يسوع، فلا ننتظر زماناً آخر. ويقصد بعبارة "تَمَّ الزَّمانُ" بلوغ الشريعة نهايتها بمجيئ المسيح ليحقق ما قادتهم إليه الشريعة، وتحقيق النبوات فيه أيضا.