«صحيفة» تدق ناقوس الخطر.. وتكشف الأعداد الحقيقية لمرضى «آكل لحوم البشر»
عائلات بأكملها مصابة بـ«الجذام».. و«الصحة»: «مريض أو اثنان فقط في المحافظة»
كارثة مفجعة وسقطة كبرى لوزارة الصحة تكشفها "التحرير" بالمستندات عن " آكل لحوم البشر"، الذي اجتاح قرى الصعيد بمحافظتي الأقصر وقنا وأصبح يهدد السياحة المصرية بالانقضاء التام، رغم ما تقوم به الحكومة في محاولات لإنعاشها مرة أخرى لركودها بعد ثورة 25 يناير.
"الجذام " ظهر في العديد من الدولة الفقيرة منذ فترة كبيرة، مما أدى إلى انتفاضتها للقضاء عليه تمامًا حرصًا على حياة أبنائها لما يسببه هذا المرض من تآكل في الجلد وانتقال العدوى للآخرين، ولكن وزارة الصحة في مصر لم تحاول حتى الكشف عنه أو علاجه.
قال النبي صلى الله عليه وسلم منذ أكثر من 1400 عام "فروا من الجذام كما يفر المرء من الأسد"، وهذا ما فسره الطب الحديث بأن مرض الجذام من أخطر الأمراض الجلدية التي تصيب الإنسان وتجعله يفقد الإحساس ولا يشعر بالآلام، إضافة إلى ضمور عضلات اليدين والساقين وتآكل عظامهما ، كما تنتقل عن طريق الرزاز بالعطس أو الكحة لملاصقة المصابين.
"الجذام" يصل الأقصر
كارثة في محافظة الأقصر والتى تعتبر ضمن أهم المزارات السياحية العالمية التى يأتي إليها السياح من جميع أنحاء العالم لمشاهدة الحضارة الفرعونية العظيمة، حيت ترك المسئولون التنفيذيون في المحافظة ووزارة الصحة "الجذام" ينتشر ويتوغل في مدن ومراكز وقرى ونجوع الأقصر، لتصل أعداد المصابين بالمرض إلى أعداد خيالية من الممكن أن تتسبب في توقف نهائي للسياحة في الأقصر.
الأعداد الحقيقية لـ"مرضى الجذام"
حاول التنفيذون في مديرية الصحة والسكان بمحافظة الأقصر إخفاء الأعداد الحقيقية والرسمية لمرضى الجذام في المحافظة عن "محرري التحرير"، إلا أنهم استطاعوا كشف الأعداد الحقيقية من واقع السجلات الرسمية الخاصة بمرضى الجذام من داخل مديرية الصحة والسكان، لنكشف مفاجأة من العيار الثقيل الأعداد الحقيقة التى ترفض الحكومة الإفراج عنها.
حصلت "التحرير" على الدفاتر الرسمية للمرض منذ عام 2008 وحتى عام 2014 لجميع مرضى الجذام فى محافظة الأقصر بجميع مراكزها وقراها، كما سيتبين فى التقرير التالى..
بلغ عدد مرضى الجذام فى الأقصر عام 2008، 730 مريضًا كان أكبر عدد منهم فى مركز أرمنت، وفى عام 2009 بلغ عدد المرضى 622 مريضًا كانت أكبر نسبة منهم فى مدينة إسنا تلك المدينة التى انتشر فيها وباء الجذام بشكل كبير.
وفى عام 2010 ازدادت نسبة المرضى فصارت 857 مريضًا بالجذام، مقمسين ما بين مدينتي إسنا وأرمنت جنوب المحافظة،
وفى عام 2011 لم تنتقص النسبة الخاصة بالمرضى قليلاً حيث صارت 820 مريضًا بعدما توفي العدد الذي كان متواجدًا فى العام السابق عليه.
ووصلت عدد المرضى عام 2012 إلى 930 مريضًا بجميع قرى ونجوع ومراكز محافظة الأقصر، وفى عامي 2013 و 2014 كانت الكارثة الأكبر والتى ترفض وزارة الصحة ومحافظ الأقصر إظهارها إصابة 2000 مريض هم فقط ما تم تسجيلهم فى دفاتر وزارة الصحة، ليصبح إجمالى المرضى منذ عام 2008 وحتى عام 2015 5959 مريضًا بالجذام في الأقصر، وذلك الذي تم تدوينه في السجلات حتى الآن.
تصريحات كاذبة
بسؤال وكيل وزارة الصحة والسكان بمحافظة الاقصر الدكتورة ناهد محمد عن مرضي الجذام والأعداد الحقيقية المصابة بالمرض، كانت إجابتها: "معرفش كام بس هما واحد أو اتنين بالكتير"، وأكملت وكيل وزارة الصحة تصريحاتها، قائلةً: "إن الجذام انتهى منذ فترة كبيرة ولا يوجد زيادة فى عدد المرضى".
عائلات بأكملها مصابة بالجذام
وفى السياق نفسه، كشف مصدر مسئول بمديرية الصحة والسكان فى الأقصر، أن هناك مرضى يصابون بالجذام ولا يذهبون إلى المستشفيات العامة، وبذلك لا يتم تسجيلهم فى مديرية الصحة، متوقعًا زيادة أعدادهم بخلاف كشوف وزارة الصحة.
وأكد المصدر فى تصريحات خاصة لـ "التحرير" أن هناك عائلات مصابة بأكملها بالجذام، وبالأخص فى قرى إسنا وأرمنت.
"الجذام" ينهش عزبة مرسال
على بعد مئات الكيلو مترات من القاهرة تقبع عزبة مرسال التابعة لمركز إسنا جنوب محافظة الأقصر، معزولة عن نور العاصمة وخدماتها، ضحية للفقر والتجاهل تحت سطوة وحش كاسر اسمه "الجذام".
يبلغ أهالى قرية عزبة مرسال حوالي 600 شخص، جميعهم أبناء عمومة واحدة، هم في الأصل سودانيون، سكنوا العزبة منذ مايقرب من 150 عامًا وتم تجنيسهم عقب انفصال السودان عن مصر، ويعود نسبهم إلى عبدالله مرسال، وإليه تُنسب العزبة أيضًا.
يقول أحمد شعبان أحد أهالى القرية: "إن جميع أهالى القرية مصابون بالجذام كبارًا وصغارًا رجالاً ونساء، فالجذام لم يفرق بينهم، الجميع أصيب بالمرض دون أي محاولة من المسئولين للذهاب إلى القرية والتعرف على مشاكلهم".
وأضاف شعبان أن الجذام نهش لحوم الأهالي داخل القرية حتى الأطفال الصغار يتم ولادتهم مصابين بالمرض، فضلاً عن أن القرية لم تشهد زيارة المسئولين إليها منذ فرتة كبيرة، قائلاً "باينلهم بيخافوا مننا، الحكومة ناسيانا والأطباء يرفضون التعامل معنا".
الجميع في القرية يردد "إحنا مواطنين ..بني آدمين زي الناس .. الحكومة بتنسانا .. الأطباء بيرفضوا التعامل معنا فى المستشفيات الحكومية .. ارحمونا .. وزراء ومسئولين بيتكلموا عن مرضى الجذام لكن دون جدوى أو اهتمام، والمستشفيات الحكومية ترفض إعطاءنا العلاج خوفاً منا .. المسئولين يحتاجون المواطنين فى الانتخابات فقط".
600 شخص داخل القرية لم يرحمهم الجذام، أصيبوا بالمرض ولم يسأل عنهم المسؤلون، يعيشون بداخل قريتهم خوفًا من أن يراهم أحد.
1854 مريضًا يذهبون لمقامات الأولياء للدعاء
محافظة قنا لم تكن بعيدة عن حال محافظة الأقصر، حيث انتشر بها المرض بعدة قرى مختلفة منها قرية السمطا بمركز دشنا.
وكشف مصدر - رفض ذكر اسمه - داخل مديرية الصحة والسكان فى محافظة قنا عن إصابة ما يقرب من 1854 مواطنًا قنائيًّا بالمرض.
وأشار المصدر إلى إصابة عائلات بأكملها بالمرض، فضلاً عن إصابة الآلاف بالمرض فى قرى مدينة إسنا جنوب غرب محافظة الأقصر، مؤكدًا أن كثيرًا من مرضى الجذام الكثير يذهبون إلى موالد ومقامات الأولياء فى المحافظات المختلفة عقب تفشي المرض فى جسده.
ورفض الدكتور محمود خضاري وكيل وزارة الصحة بقنا التعليق على انتشار المرض في المحافظة، بعدم الرد على المكالمات التليفونية من قبل محرر التحرير وإغلاق تليفونه تمامًا بعد تكرار الاتصال.
هذا الخبر منقول من : التحرير