رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الجانب المشرق لكل شيء ٍ في الوجود أكثر من جانب . لا يوجد شيء ٌ مهما دق وصَغُر له وجه ٌ واحد ، ولا يمكن لنا أن نحكم على شيء ٍ من جانب ٍ واحد ، لا بد من ان ننظر الى كل جوانبه . وقد يكون هناك جانب أبيض وآخر أسود وجوانب اخرى مختلفة الالوان ، والتفكير على جانب واحد فقط سيلون مزاجك وحكمك على الحياة بلون ذلك الجانب . إذا نظرت الى الجانب الاسود المظلم أظلمت حياتك وتلونت باللون الاسود فقط أما اذا حولت نظرك الى الجانب الابيض النير أضائت حياتك وتلونت باللون الابيض ، وافضل الحكم هو الذي ينظر الى الجوانب جميعها ويحتوي الشيء كله ثم يحكم فيه . هناك من يختار الجانب المظلم ويصر عليه ولا يحول النظر عنه فيحيا تعيسا ً بائسا ً ، وهناك من يختار الجانب المنير ولا يحول وجهه عنه فيخدع نفسه ويعيش وهما ً مستمر . الحق له جوانب متعددة ومعرفته تحتاج الى الالتفاف حوله والبحث عنه والوصول اليه كله . والله لا يسمح بشيء ٍ كله أسود ، لا شيء كل جوانبه ٍ سوداء ولا شيء كل جوانبه بيضاء . اذا ما صدمك الجانب الاسود ، اذا ما لطمك الجانب المظلم حول نظرك الى جانب آخر مضيء ، هكذا تستمر الحياة وهكذا تستقيم ، بجانبها الابيض ، بجوار جانبها الاسود ، كل ٌ يخفف لون الآخر . حين أخذ يعقوب زوجتيه واولاده عائدا ً من بيت خاله لابان وهم بعد على الطريق ولدت راحيل وتعسرت ولادتها وماتت عند ولادة الطفل أما الطفل فلم يمت لكنها قبل ان تخرج نفسها دعت ولدها بَنْ أُونِي أي ابن الاحزان اما يعقوب فدعاه بَنْيَامِينَ ومع نسل بنيامين بن يدي اليمنى وشتان بين ابن الاحزان وابن قوتي كما دعاه ابوه . نظرت راحيل في وجه ابنها الالم والحزن والموت والنهاية ، اما يعقوب فرآه قوة ً وفرحا ً وبداية ، ورغم ان ولادة طفله صاحبت موت زوجته الحبيبة راحيل التي كان مهرها 14 عاما ً عملا ً شاملا ً الا انه وجد الجانب المنير فيه ، نظر الى اللون الابيض . كم ينير الايمان ويضيء وسط الظلام . مهما كانت حلكة الظلام نور الايمان يمزق سواده ، الايمان يعلو وينتصر فوق التجارب والاحزان . هل ترى البحر الهائج الصاخب وامواجه العالية العاتية ؟ الاسماك الكبيرة الشهية الغنية تسبح فيه .؟ هل ترى السحب السوداء والغيوم المتراكمة تحجب الشمس ؟ المطر والخير يتربع فوقها ليروي عطش الارض . تطلع الى الجانب الآخر ، الجانب المشرق ، الجانب المنير ، الجانب الآخر أكثر اشراقا ً . |
|