إن هذا السؤال المطروح هنا هو عن عمل شيء للحصول على الحياة الأبدية، ولكن ليس عن الرغبة الجديَّة في طلب الخلاص مِن شخص يشعر أنه هالك. وجواب سيدنا يكشف أعماق الشاب الذي ألقى السؤال. فالشاب كإنسان كان على خُلق حسن، ولكنه لم يرَ الله في المسيح. لا شك أنه كان مُنقادًا بجاذبية المسيح، فجاء ليتعلَّم أن يعمل الصلاح غير مُرتاب في مقدرته على عمله. لم يرَ في الرب يسوع إلا إنسانًا كامل الصلاح يستطيع أن ينصحه ويُرشده إلى نفس الطريق، ونتيجة لذلك تجاهل الخطية من ناحية والنعمة من الناحية الأخرى، فلم يعرف نفسه ولم يعرف الله. لأن الحقيقة أنه لا يوجد إنسان صالح، فالجميع زاغوا وفسدوا، ولذلك كان الإنسان في مركز العاجز عن عمل الصلاح الذي يُرضي الله لأنه خاطئ ويحتاج إلى إحسان الله وصلاحه.