هل الأخوة متساوون؟!
نقول بكل وضوح: ليس جميع الأخوة متساوين. وتعليم الكتاب ينادى بهذا وسنضرب أمثلة لذلك:
1-كان يعقوب أخا لعيسو. ومع ذلك قال له الرب: "كن سيدًا لأخوتك. وليسجد لك بنو أمك" (تك 27: 29).
2-وعبارة كن سيدًا لأخوتك، تعنى أن الأخوة غير متساوين. وما ينطبق على يعقوب، ينطبق على كثير من الأخوة.
فسبط لاوي، كان أخا لباقي الأسباط الأحد عشر. ولكن كان فيه وحده الكهنوت. ولم يتساوى معه باقي الأسباط في هذا الأمر.
3-بل أكثر من هذا لم يكن كل بنى لاوي وهم أخوة متساوين من جهة الكهنوت الذي تخصص فيه بنى هرون.
إذن لا نأخذ عبارة لأن جميعكم أخوة بمعنى التساوي، لأن الكتاب لا ينادى بهذا التساوي مطلقًا ولا يعلم به، كما يعلم الأخوة البلاميس Brrtherns، وباسم هذه الأخوة ربما يفقد الصغار احترامهم للكبار، بل قد يفقدون أيضًا احترامهم للأنبياء والرسل والقديسين.
وأمامنا مثل أكبر بما لا يقاس من مثال يعقوب وأخوته، مثال لاوي وأخوته، وهرون وأخوته وهو:
4-قيل عن السيد المسيح إنه شابه أخوته في كل شيء (عب 2: 17) ولم يستح أن يدعوهم (أي الرسل) أخوته (عب 2: 12).
وبكل اتضاع قال السيد المسيح لمريم المجدلية: اذهبي وقولي لأخوتي أن يمضوا إلى الجليل هناك يرونني (مت 28 : 10، يو 20: 17). إنه له المجد سماهم أخوة له اتضاعًا، ولكن هل يجرؤ أحد منهم أن يدعوه أخا؟! حاشا.. ومع أنه صار أخًا للبشر؛ إذ تشارك معهم في اللحم و الدم، في هذه الطبيعة البشرية. ولكن..
هل يجرؤ أحد من الرسل أن يدعى المساواة بالمسيح على اعتبار أنه لم يستح أن يدعوهم أخوته؟!
مع أن الرسل دعاهم المسيح أخوة، إلا أنه قال لهم أيضًا: "أنتم تدعوني معلمًا وسيدًا، وحسنا تفعلون لأني أنا كذلك. فإن كنت وأنا المعلم والسيد غسلت أرجلكم، فينبغي أن يغسل بعضكم أرجل بعض" (يو 13: 13، 14).
بل حتى في ذكر أخوته لهم يقول الكتاب: "ثم ينبغي أن يشبه أخوته في كل شيء، لكي رحيمًا، ورئيس كهنة أمينًا فيما لله، حتى يكفر عن الخطايا".
كونه يشبه أخوته، لا تمنع أنه رئيس كهنة.
إذن الإخوة لا يمكن أن تعنى المساواة في كل شيء.
5-ومع أن الجميع أخوة إلا أنهم ليسوا متساوين في الاختصاصات.
وفى ذلك يقول الكتاب: "فوضع الله أناسا في الكنيسة: أولا رسلًا، ثانيًا أنبياء، ثالثًا معلمين، ثم قوات. وبعد ذلك مواهب شفاء، أعوانًا تدابير وأنواع ألسنة " كصاحب المواهب، كالشخص العادي؟ طبعا لا..
6-إذن المؤمنون الأخوة ليسوا متساوين في المواهب ولا في الاختصاصات ليس الرعاة مساوين للرعية، ولا المعلمون مساوين الشعب..
وإنما نقول إن الله -كما قال الرسول- " أعطى البعض أن يكونوا رسلًا، والبعض أنبياء، والبعض مبشرين، و البعض رعاة ومعلمين" (أف 4: 11).
على كل واحد في الإخوة أن يعرف طقسه وحدود رتبته، "ولا يرتئي فوق ما ينبغي" (رو 12: 3) بل "حسبما قسم الله لكل واحد نصيبا من الإيمان".