في المحنه نعمه

[walaa farouk]

المِحنه هي أشد فترة الألم النفسي بيكون شديد علينا، والإختيارات بتكون قليله لأننا بنكون عاجزين، أو لأن الخوف والغضب مسيطرين علينا ف بيوقفوا حركتنا فبتكون مشاعرنا ف أشد درجاتها أو بننفصل عنها تمامًا ..
صديقي في البداية أنا مصدق أن أنت ف مِحنه، ومصدق تقيله عليك إزاي بس من قلبي بتمنالك تعديها ب سلام، لأن بالفعل مفيش حاجه مش هتعدي .
ثانيًا : إختياراتك في الفترة دي يُفضَّل ماتكونش فردية، خلى ناس حواليك وروح قولهم أنا ف محنه ومحتاجكم جنبي، بس لو استنيت حد ييجي من غير ما تتكلم محدش هييجي .
إفتح قلبك لأن هتيجي لحظه هتلمس قلبك تعزيه وتسنده، غالبًا بنكون منتظرينها من ناس محدده أو إتجاه واحد، لكن غالبًا بتكون غير متوقعه وهتتفاجئ وهيحصل لما الخناقة اللى جواك تكون أهدا.
صديقي ماتجريش على إدمانك أو مادتك الإدمانية أو منطقة الراحه بتاعتك ، مش هتستفيد غير أنك هتفضل غرقان ف المِحنه ومش هتخرج .. بمعنى أصح ماتستاهلش تأذي نفسك، انت غالي أوي .
ماتغرقش ف الرثاء على ذاتك وتعيش ضحية المِحنة ، أنت محتاج ف المِحنه اللى يحبك ويدعمك مش اللي يشفق عليك، ماتستبدلش حب حقيقي بلحظات تعاطف هتروح بعد لحظات معدودة جدًا تقريبًا .
كل محاولاتك للتعامل مع الحقايق بالمنطق بوضوح بعيد عن أي مبالغه وإحترامك لمشاعرك مهما كانت شدتها، هي محاوله لتسكين الألم عشان ماتتسحلش وتغرق زي اللى بيعوم يطلع ياخد نفسه عشان يعرف ينزل يكمل عوم تاني .
كل محاولاتك دي بتخلق لحظات من السكون جوه قلبك، اللى من خلالها السلام بيتدفق زي النهر الجاري ويسود سريانه جوه المحنه، الشعور بالسلام حقيقي، وبعدها روحك بتطمنك أكتر ف بيسود السلام على مشاعرك وعلى جسمك وعلى نظرتك لكل الأمور اللى حواليك وقتها وده مش معناه أنك مش هتخاف او مش هتغضب .
هتحس بالخوف بس هتطمن وتعرف تسند راسك وانت مرتاح .
أحضن نفسك وطمنها وطبطب عليها ، ده أقرب تلامس هيطمنك ، ولو حسيت أنك محتاج تبكي ، خلى الحزن ياخد مساحته ووقته وعبَّر عن ده ، لأن من حقك تحزن .
ماتختارش أسلوب الموت أيًا كانت أشكاله، أنت تستحق تعيش وتستحق تشوف نِعمة المِحنه
لما بتعدي المحنه بنتفاجئ إزاي قِدرنا نعديها واحنا كنا فاكرين أنها مش هتعدي ابدًا وبتكتشف أد إية المِحنه دي غيرت قلبك .
المِحنه في الأغلب بتنقى قلوبنا أكتر بتخلق جوانا نعمة الرحمه والبصيرة، وتفتح عينيك على ألم غيرك وأن تصرفات الناس ف المِحن حتى لو كانت مش مفهومه بس لأنك عديت ف إختبرت وعشت وعديت .