الله لا يحتقر الجسد
إن الله لم يحتقر الجسد وسعى لخلاص جسد الإنسان، كما سعى لخلاص روحه. فالإنسان يحتاج للخلاص جسدًا وروحًا.. كل طبيعته البشرية تحتاج إلى الله وتحتاج إلى الخلاص وتحتاج إلى الحياة الأبدية.
ولهذا فعندما ظهر السيد المسيح لتلاميذه بعد قيامته من الأموات؛ استمر يؤكد لهم قيامته بالجسد الذي صلب به. وقد سجّل ذلك معلمنا لوقا الإنجيلي فقال: "وفيما هم يتكلمون بهذا وقف يسوع نفسه في وسطهم وقال لهم: سلام لكم. فجزعوا وخافوا وظنوا أنهم نظروا روحًا. فقال لهم: ما بالكم مضطربين، ولماذا تخطر أفكار في قلوبكم. انظروا يديّ ورجليّ إني أنا هو جسّوني وانظروا فإن الروح ليس له لحم وعظام كما ترون لي. وحين قال هذا أراهم يديه ورجليه. وبينما هم غير مصدقين من الفرح ومتعجبون قال لهم: أعندكم ههنا طعام. فناولوه جزءًا من سمك مشوي، وشيئًا من شهد عسل. فأخذ وأكل قدامهم" (لو24: 36-43).
وكتب القديس لوقا أيضًا في سفر أعمال الرسل عن السيد المسيح وتأكيده على قيامته للرسل الذين اختارهم "الذين أراهم أيضًا نفسه حيًا ببراهين كثيرة بعد ما تألم وهو يظهر لهم أربعين يومًا ويتكلم عن الأمور المختصة بملكوت الله" (أع1: 3).
وقد اهتم تلاميذ السيد المسيح كثيرًا بجسده بعد موته المحيي على الصليب سواء في طلبه من بيلاطس، أو في إنزاله عن الصليب، أو في تكفينه ودفنه، أو في الرغبة في وضع الأطياب عليه في فجر الأحد بواسطة النساء اللواتي أتين إلى القبر "فوجدن الحجر مدحرجًا عن القبر، فدخلن ولم يجدن جسد الرب يسوع. وفيما هن محتارات في ذلك إذا رجلان وقفا بهن بثياب براقة. وإذ كن خائفات ومنكسات وجوههن إلى الأرض قالا لهن: لماذا تطلبن الحي بين الأموات. ليس هو ههنا لكنه قام" (لو24: 2-6).