|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
إذ قارن في الأصحاح السابق بين عبادة الله الحيّ والعبادة الوثنية عاد بذاكرتهم إلى العهد الإلهي الذي قطعه الرب مع شعبه، حين دخل موسى في شركة مع الله لمدة أربعين يومًا، وقد التحف بسحابة القداسة السماوية وهو على قمة جبل سيناء. في ذلك الوقت لم يقف الرب عند عتقهم من عبودية مصر، وإنما أكّد لهم أنه يحقق لهم مواعيده لآبائهم، حيث يعطيهم أرضًا تفيض لبنًا وعسلًا [5]. الآن بعد أن تمت المواعيد الإلهية، وعاش الشعب في أرض الموعد زمانًا هذه مدته، صدر عليهم الحكم الإلهي بتأديبهم، وطردهم من الأرض ليعيشوا تحت السبي في مذلةٍ وعارٍ، لأنهم فضلوا عنه عبادة البعل. لقد أُعطاهم فرصًا كثيرة لعلهم يتوبون فلا يستوجبون السقوط تحت التأديب. أما وقد أصروا على عدم التوبة فحتمًا يُؤدبون، وإن صرخوا لا ُيسمع لهم، لأن صراخهم غير صادرٍ عن شعور بالخطأ، ولا لطلب التوبة، وإنما لمجرد إنقاذهم من التأديب. لقد ارضوا ضمائرهم وبطونهم بتقديم ذبائح لله، لا للمصالحة معه وتجديد العهد معه، ولا لإعلان حبهم له. بعد قرون طويلة تكرر الأمر في كنيسة كورنثوس حينما أساء الشعب استخدام الإفخارستيا وما يليها من وجبات الأغابي `agapy، إذ قيل: "فحين تجتمعون معًا ليس هو لأكل عشاء الرب، لأن كل واحد يسبق فيأخذ عشاء نفسه في الأكل، فالواحد يجوع والآخر يسكر. أفليس لكم بيوت لتأكلوا فيها وتشربوا؟ أم تستهينون بكنيسة الله وتخجلون الذين ليس لهم؟!" (1 كو 11: 20-22). |
|