رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
«غَدًا» ... كانت تلك الكلمات لسكان السامرة الجياع تعني الخلاص؛ تعني عتقًا تامًا من حالتهم التي يُرثى لها. لكن عدم الإيمان دائمًا ما يرفض أخبار الله السارة. إن عدم الإيمان الأسود المريع، دائمًا ما يتشكك في أخبار إنجيل الله؛ قال الجندي: «هُوَذَا الرَّبُّ يَصْنَعُ كُوًى فِي السَّمَاءِ! هَلْ يَكُونُ هذَا الأَمْرُ؟» (٢مل٧: ٢). ”هل الخلاص يتم غدًا؟! أنا لا أصدق!“. هكذا يقول الجندي: ”أنت تقول لي يأتي غدًا تحرير تام. لا يمكن؛ إلا إذا أمطرت به السماء، ولا يمكن بأي وسيلة أخرى أن يحدث هذا ”فِي بَابِ السَّامِرَةِ“. لكن هذه هي النقطة، وكل الحق، أن الخلاص يأتي إلى حيث أنت. قارئي العزيز: عندي لك أخبار أفضل من تلك التي كانت للسامرة يومئذ. أنا أبشرك، لا بخلاص غدًا، بشاقل من الفضة، بل خلاصًا اليوم، في هذه اللحظة، حيثما توجد الآن، خلاصًا بلا مال وبلا ثمن. «فَلْيَكُنْ مَعْلُومًا عِنْدَكُمْ أَيُّهَا الرِّجَالُ الإِخْوَةُ، أَنَّهُ بِهذَا يُنَادَى لَكُمْ بِغُفْرَانِ الْخَطَايَا، وَبِهذَا يَتَبَرَّرُ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ مِنْ كُلِّ مَا لَمْ تَقْدِرُوا أَنْ تَتَبَرَّرُوا مِنْهُ بِنَامُوسِ مُوسَى» (أع١٣: ٣٨، ٣٩)، «لأَنَّهُ يَقُولُ: فِي وَقْتٍ مَقْبُول سَمِعْتُكَ، وَفِي يَوْمِ خَلاَصٍ أَعَنْتُكَ. هُوَذَا الآنَ وَقْتٌ مَقْبُولٌ. هُوَذَا الآنَ يَوْمُ خَلاَصٍ» (٢كو٦: ٢). لقد أُعلن لك الآن الخلاص بدم يسوع، على أساس كونك خاطئ وتائه. إنه يعرف حقيقة حالتك، ويُقدِّم لك الخلاص الآن، بلا مال ولا ثمن، الخلاص اليوم. من قلب الله تنزل لك الرسالة وأنت في خطاياك اليوم، ومفادها أن الخطية والذنب والدين والدينونة التي على الإنسان حملها آخر، ودفع ثمن كل الديون الثقيلة. والله الروح القدس مستعد لامتلاك القلب الذي يؤمن برسالة الله. لكن ماذا عن غير المؤمن؟ «إِنَّكَ تَرَى بِعَيْنَيْكَ، وَلكِنْ لاَ تَأْكُلُ مِنْهُ». هذه المعاملات ختامية، لاحظها جيدًا. أيتها النفس المتهاونة المستهترة، يا من لا تعرفين المسيح، ولا تريدينه، ولا تريدي الرجوع، ربما تضحكين الآن، لكنك لن تضحكي في الجحيم، فليس من مستهزئين في بحيرة النار. ربما تضحك وتمرح والمبشر يذيع الإنجيل، لكن تذكر، "إِنَّكَ تَرَى بِعَيْنَيْكَ"، عندما يفوت وقت قبولك للكلمة. ”يَا ابْنِي، اذْكُرْ!“ (لو١٦: ٢٥)، نعم ”يَا ابْنِي، اذْكُرْ!“، أنه حتى عندما تتأكد من صحة الأمر، ربما لا يمكنك الحصول عليه. ستسمع أصوات الموسيقى السماوية داخل الأسوار التي يستحيل دخولك إليها: موسيقى كان بإمكانك الانضمام إليها، لكن يستحيل الآن. سوف ترى - من بعيد جدًا - مشهد فرح وبهجة المفديين المُقدَّسين، «إِنَّكَ تَرَى بِعَيْنَيْكَ»، لكنه سيكون بعيدًا عنك جدًا، وأما أنت فستكون مطروحًا خارجًا ومُهانًا: مطروحًا خارجًا للأبد. «إِنَّكَ تَرَى بِعَيْنَيْكَ»، نعم ترى، لكنك لن تذوق منه. يا لها من عبارة محبطة! يا لها من عبارة رهيبة! إن من قال: «فِي مِثْلِ هذَا الْوَقْتِ غَدًا تَكُونُ كَيْلَةُ الدَّقِيقِ بِشَاقِل، وَكَيْلَتَا الشَّعِيرِ بِشَاقِل فِي بَابِ السَّامِرَةِ»، أي أن الخلاص يأتيكم غدًا، قال أيضًا: «إِنَّكَ تَرَى بِعَيْنَيْكَ، وَلكِنْ لاَ تَأْكُلُ مِنْهُ». لقد تحققت كل كلمة؛ كما الأولى، كذلك الثانية. إن ذاك الذي تكلم كما لم يتكلم أحد قط، يقول: «مَنْ يُقْبِلْ إِلَيَّ فَلاَ يَجُوعُ» (يو٦: ٣٥)، «مَنْ آمَنَ واعتمد خَلَصَ»، ولكنه أيضًا يقول: «وَمَنْ لَمْ يُؤْمِنْ يُدَنْ» (مر١٦: ١٦). |
|