" بدونك يا رب لا أستطيع أن أفعل شئ "

[بنت معلم الاجيال]

أنا فتاة اعـمـل مُـدرسة موسيـقي وسـوف أسـرد لكم ما فعـلت بي أمي الحـبيبة والحنـونـة العذراء مريم . في يوم كنت أساعـدأمي في نظافة المنزل كعـادة كـل بنت حيث كنت امسح الصالة وكان هناك تـربيزة صغـيرة ولكنها ثقيلة وكنت وحـدي في المنـزل قــمـت بحمـلها ورفعها حتي أستطيع إبعادها وتـنظـيف ما تحـتها وإذ بي وأنا أحـملها بظهري مـن أسـفـل وقد تيـبس جـداً وسَبب لي ألـم شـديد جـداً فلم أستطـيع أن أقـف أو انحني أو افعل أي شئ فنزلت كما أنا عـلي الأرض ثم بدأت واحدة واحدة أَفـرد رِجلي حـتي أستطيع فرد ظهري . وطلبت المساعدة مـن الرب وبالفعـل استجاب لي واستطاعت أن اقف مـرة أخـري ولكــن ظـهـري أصبح به ألم دائـم من أسـفـل ، وحـتي قـدمي اليمـني كانت تؤلمـني كـلهـا وكـنـت أستطيع احتمال الألم ، وظللت هكذا لعدة أشهر وكان يشتدد عليَ الألـم ولكنني كنت أحاول إحتماله ونسيانه . وفي يـوم مـن الأيام قال لي عـمي في التليفـون أن عـيـد البشـارة غــداً وأننا سوف نذهب إلي العـزباوية لحضور قـداس الساعـة الخامـسة صباحاً فـوافقت وعند الصباح شعـرتُ بسعـادة كـبيرة وأنا ذاهـبة إلي العـزباوية حيث أنني أحـب العـذراء وأحب حضور القـداس في العـزباوية باكـراً جـداً وبالفعل تناولت في القداس ثم ذهبت إلي عملي وهناك وأنا جالسة في حجرة المُدرسات جاءني الألم في ظهري بشدة جداً جداً حيث أنه لا تمارين رياضية ولا وقوف ولا جلوس أراحني ولا المشي في حـوش المدرسة والألـم كان مُبرح ومن شدته قررت أن أذهب إلي حجـرة الموسيقي حتي أستطيع أن أتالم في حجرتي دون أن يشعر بي احد من زملائي . وانا ذاهـبة إلي حجـرة الموسيقـي طـلبت مـن العذراء وقلت لها يا عـذراء يا عـزباوية أنتِ تستمعـي دائماً لمـن يطـلبك وأنا دائماً لا أطـلـب مـنكِ سوي حبكِ كلما ذهبت لكِ في العـزباوية ولكنني هـذه المـرة أطـلب مـنكِ من كل قلبي ومن كـل ألـمي أن تشفيني ، ثم بدأ الألـم يزيد ويزيد وأنا جـالسة في غـرفتي قـررت أن أشـغـل نفسي في عـملي ففتحـت المُسجـل عـلي شريط كاسيت إستعـداداً للحصة القادمة. وقد كان هناك مُدرسة معـنا مـن ديانة أخري ولكنني كنت لا أحبها لأنها متعـصبة ودائـمة التكشـير وحتي الصباح لم تكن تُلقيه عـليَ وكـذلك لم تكـن تـرد السلام ولذلك قـررت ألا أُلقي عليها السلام أبداً . وانا في شدة الألم وجدتها أمامي حجـرتي حيث كـان هناك إشراف منها علي التلاميذ في الفُسحة فقررت ألا أُسلم عليها وبالذات وأنا في شدة ألمي ولكن سمعت صوت بداخـلي يقـول لـي أنتِ ابنة يسـوع وهــو لـم يـعــلـمـكِ ذلك بـل قال في الكـتاب المــقــدس " أحبوا أعدائكم باركوا لاعنيكم " كوني مُحبة زي العـذراء زي ما كانت العـذراء بتسـمع الكلام بـدون نقاش . وصدقـوني أنا لست بإنسانة جميلة من الداخل أو قـديسة ولكنني في هذه اللحـظة سمعت هذا الصوت وبالذات وأنني كنت متناولة فقررت بعد صراع شـديد مع نفسي أن أُصبح عليها وبالفعل ألقيت عـليها الصباح ولكن ردها كان عـنيف فقالت لي: ده أنتِ رايقة قـوي بتسـمعـي مـوسيقي وكان في كلامـها نـوع مـن الأستـهـزاء . وبصــراحة وجدت نفسي في داخلي أقـــــــول شوفت يا رب أنا قلت من الأول ما أصبـــحش عـليها . وبالرغم من ضيقاتي من هذه الزميلة ولكنني طلبت من العذراء أن تستجيب لي وتشفيني لأن الألم كان شديد جداً وفجأة وجدت ظهري في هـذه اللحظة وأنا واقـفـة بـدون بـذل أي مجهود قـد طرقع وسمعـت صوت عظامي وبالفعـل ذهـب الألم ولـم أصُـدق نفـسي . وشكرت العـذراء لأنني شعرت أنها تشفعت لي عند ربنا حتي يزيل عني الألم .