رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||
|
|||||||||
لماذا قال الرب لمريم المجدلية لا تلمسيني ؟ لماذا قال الرب لمريم المجدلية في ( يو 20 : 17) ” لا تلمسيني ” بينما قبل في (مت 28 : 9) أنها تمسك بقدميه. بل وطلب من التلاميذ أن يجسوه ( لو 24 : 39) ومن توما أن يضع يده في جنبه ( يو 20 : 27) وماذا قصد بقوله لمريم ؟ ” لأني لم أصعد بعد إلى أبي”. وكيف أكل بجسد القيامة الذي نفذ من الأبواب المغلقة ( لو 24 : 43 ، يو 20 : 19)؟ كلمة ” لا تلمسيني ” في الأصل ” لا تتشبثي بي أو لا تواصلي الإمساك بي” . فمريم لما رأت يسوع ظنت أنه راجع للإقامة معهم كما كان قبل موته. وفي غمرة فرحها وحرصها على ألا يفارقهم ثانية اندفعت إليه وتشبثت به. فقصد أن يفهمها أنه بعد موته الكفاري انتهت علاقته الجسدية بهم لحين صعوده إلى أبيه “كأنه يقول لها لأني لم أصعد بعد إلى أبي ففي هذه (الفترة الانتقالية) أن صح التعبير تقطع – مؤقتا- العلاقات القديمة حتى تستأنف بصورة أخري بعد صعودي إلى أبي وليس قبل ذلك” ، عندئذ يبدأ علاقات جديدة روحية مع كل الذين يقبلونه ” وإن كنا قد عرفنا المسيح حسب الجسد لكن الآن لا نعرفه بعد” (2 كو 5 : 16) . فكان ينبغي أن يأخذ أولاً مكانه عن يمين الله (مر 16 : 19) ليعد لنا مكاناً( يو 14 : 2) وليصير شفيعنا عند الآب (عب 7 : 25 ،26 ، 1 يو 2 :1) وليكون مع المؤمنين في كل مكان (مت 18 : 20 ) وكل زمان (مت 28 : 20) وليرسل الروح المعزي “إن لم أنطلق لا يأتيكم المعزي ولكن إن ذهبت أرسله إليكم” ( يو 16 : 7) . كان على مريم أن تتدرب من هذا الوقت على أن تتعامل معه بالإيمان والتعبد، ولذلك سمح لها أن تُمسك بقدميه لأنها أمسكتهما في وضع السجود له ( مت 28 : 9). أما التلاميذ فإنهم فقدوا إيمانهم بعد موت سيدهم. ولخوفهم من اليهود غلقوا الأبواب ، وتملكهم اليأس فلم يصدقوا لما رأوه وظنوه روحاً ( لو 24 : 37) . وتوما فيما بعد لم يؤمن بشهادتهم ( يو 20 : 25). فلزم أن يبرهن الرب لهم ولتوما قيامته بالجسد ووجوده بشخصه بينهم بأدلة ملموسة ليكون تبشيرهم وشهادتهم للآخرين ( لو 24 : 46 – 48) عن يقين وإيمان راسخين واقتناع تام ( أع 10 : 40 – 42). وكدليل إضافي على أنه ليس خيالاً أكل قدامهم . وهذه إحدى معجزاته الكثيرة والمعجزات لا تخضع للتفسير ولا لقوانين الطبيعة وإلا ما كانت معجزات. وبذلك تأكدوا أنه الرب يسوع المصلوب والُمقام وصانع المعجزات ” ففرح التلاميذ إذ رأوا الرب ” ( يوحنا 20 :20). |
|