منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 21 - 05 - 2020, 08:32 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,482

دراسة تفصيلية في الذبائح والتقدمات في الكتاب المقدس

الذبيحة טֶבַח – ط ب ح ؛ θυσίας σΦάζω



دراسة تفصيلية في الذبائح والتقدمات في الكتاب المقدس



قد سبق وتم وضع الدراسة على أجزاء متفرقة
وفي هذا الموضوع سيتم تجميع الدراسة كموضوع واحد كامل
على فقرات كاملة لسهولة قراءته ووضعه كمرجع دراسي في المنتدى
سيتم غلق الموضوع وسيتم فتحه بعد الانتهاء منه للأسئلة والتعليقات
============================
===== الفهــــــــــــــــــــــــــــــرس =====

1 – تمهيد عـــام
2 مقدمة عامة
+ مقدمـــــة
أولاً: تعريف المصطلحات (التقدمـــــــــة والذبيحــــة).
ثانياً: أصل وطبيعة الذبيحـــــــة ونظريـــــــــة تقدمها
ثالثاً: أهمية الذبيحة وشمولها – لمحة تاريخية سريعة
(أ) البشرية الأولى
(1) التقدمــــــــــــــــة
(2) المحرقــــــــــــــة
(3) العهـد مع إبراهيم
(4) إسحـــــــــــــــــق
(5) يعقــــــــــــــــوب
(6) الفصــــــــــــــــح
(7) ذبيحة الشكر وتمجيد الله – يثرون
(ب) الحقبة الموسوية
(1) ذبيحـــــــــــــــــــة العهد
(2) الذبائح في خيمة الشهادة
(جـ) عصر القضاة والملوك
(د) عصر ما بعد السبي
رابعاً: مصدر تشريع الذبائـــــــــــح
خامساً: مواقع العبادة وتقديم الذبائح
=====================
3 – الملامح العامة للذبائح في العهدين
أولاً العهد القديم
أولاً: تطور طقوس الذبائح
1 – البساطة البدائيــة
2 – تشعب الطقــوس
ثانياً: جوانب الذبيحة المختلفة
(1) أنواع مختلفة تظهر في التاريــــــــخ
(2) نحو صورة جامعة في سفر اللاويين
ثالثاً: من الطقوس إلى الذبيحة الروحية
(1) الطقوس كعلامة للذبيحة الروحيـــــة
(2) الديانـــــــــــــــة الباطنيـــــــــــــــــة
أ – أولوية الديانة الباطنية
ب – قمــة الديانة الباطنية
ثانياً: العهد الجديد
(1) استمــــــــــــرار وتفوق
(2) معنى الذبيحـــــــــــــــة
(3) يسوع يقدم نفسه ذبيحـة
(أ) تمهيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــد
(ب) يسوع المسيــــــــــح حمل الله
(جـ) تقدمة يسوع تُنشأ عهداً جديداً
===========================
4 – ذبيحة الصليب في ضوء ذبائح العهد القديم
تمهيد
[أ] الذبيحــــــــــــة كهبــــــــــــــــــــــــــــة
[ب] ترتيب الذبائح وارتباطها معــــــــــــاً
[جـ] الذبائح الدموية والتقدمات الطعاميـة
1 – قاعدة عامــــــــة
2 – الدم أساس الحياة
3 – الدم قوة تطهير وتقديس وتكفير وعهد
+ تعبيــر ولي الدم
4 – الدم في العهد الجديـــــــــــــــــــــــــد
+ دلالة كلمة αἷμα (دم) وتعبير لحماً ودماً
+ مفهـــــــــــــــــــــــــــــــــوم الدم القرباني
[د]الذبائح الدموية واستخدام الحيوانات وشروط الذبيحة
1 - تمركز الذبائح حول الدم والهدف التكفير والتقديس
2 - الحيوانات المستخدمــــــــــة في الذبائـــــــــــــــــح
3 – شروط الذبيحة
[هـ] تعدد أنواع الذبائح وغايتها وكيفية تقديمها عمليـــــاً




رد مع اقتباس
قديم 21 - 05 - 2020, 08:33 PM   رقم المشاركة : ( 2 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,482

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: دراسة تفصيلية في الذبائح والتقدمات في الكتاب المقدس

- تمهيد عـــــــــام
منذ البدء، بدء التاريخ الإنساني عند الخلق، الله خلق الإنسان بشكل مُميز (Characteristically)، على صورته كشبهه ليكون أرضه الخاصة، أرض اللاهوت(حسب سبق التعيين والاختيار: أفسس 1: 4، 5)[1]، أي أن هيكله الإنساني صار مقراً لسكنى الله وحلوله الخاص، لأن الله بطبيعته لا يسكن في هياكل مصنوعة من حجر وطوب وخشب أو كل ما هو مصنوع بأيدي بشرية، لأن الله روح وليس مادة لكي يحتويه مكان مادي، ولكن بمحبة فائقة وتنازل مُذهل – غير مُدرك – الله القدوس البار وحده شاء أن يكون الإنسان وحده (بشكل فريد) أرض فلاحته الخاصة، هيكله الشخصي، المقرّ الوحيد لسُكناه وسط الخليقة، من خلاله يشع نوره ويعكسه على الخليقة كلها، لذلك نجد هذا الإعلان العجيب أعلنه الرب لنا نحن المؤمنين به، لأنه قال للرسل ومنهم لكل إنسان يؤمن: "أنتم نور العالم"، ولكننا لسنا نور العالم من ذاتنا كأننا نبع النور، فهذا مستحيل، لأن القمر يستمد نوره من الشمس فيُضيء، وهكذا أيضاً لكون الله هوَّ بذاته النور، هوَّ بشخصه يحل ويسكن ويستقر فينا، وبكونه نبع النور الحقيقي، ونحن نلتصق به ونتبع خطواته منقادين بروحه، لذلك ونحن أرضه الخاصة وهيكله الذي يسكنه، يشع من خلالنا نوره أمام العالم عبر كل الدهور وفي جميع العصور:
+ فأنكم أنتم هيكل الله الحي كما قال الله إني سأسكن فيهم (والكلمة صار جسداً وحلَّ فينا) وأسير بينهم وأكون لهم إلهاً وهم يكونون لي شعباً [2]؛ أما تعلمون أنكم هيكل الله وروح الله يسكن فيكم [3]
+ هذا هو الخبر الذي سمعناه منه ونخبركم به أن الله نور وليس فيه ظلمة البتة [4]، الظلمة قد مضت والنور الحقيقي الآن يُضيء [5]؛ كان النور الحقيقي الذي يُنير كل إنسان آتياً إلى العالم [6]؛ ما دام لكم النور آمنوا بالنور لتصيروا أبناء النور [7]؛ أنا هو نور العالم من يتبعني فلا يمشي في الظلمة بل يكون له نور الحياة [8]؛ أن سلكنا في النور كما هو في النور فلنا شركة بعضنا مع بعض ودم يسوع المسيح ابنه يطهرنا من كل خطية [9]
+
أنتم نور العالم لا يمكن أن تُخفى مدينة موضوعة على جبل [10]؛ وأما من يفعل الحق فيقبل إلى النور لكي تظهر أعماله أنها بالله معمولة [11]؛ فليُضيء نوركم هكذا قدام الناس لكي يروا أعمالكم الحسنة ويمجدوا أباكم الذي في السماوات [12]

وبالرغم من أن الله خلق حبيبه الإنسان على صورته المجيدة ليعكس بهاء مجده الخاص على الخليقة كلها، لأنه كُلل على الخليقة وترأسها لهذه الغاية، لكنه لم يحفظ الصورة وشوه طبعه وسقط وأضاع المثال، ودخل في حالة الظلمة والموت، فحدثت له كارثة عظيمة إذ فقد الكنز الثمين الذي له وسار في طريق الموت، فانغلق أمامه نور الحياة، ولم يعد قادراً أن ينظر للوجه الحسن المُنير، فانغلق على الله وانعزل عنه وفقد نقاوة طبيعته الأصلية وبساطتها، وانطفأ نور ذهنه المُضيء، ولم يعد بقادر أن يعكس النور الإلهي للخليقة كما كان، لذلك يقول القديس مقاريوس الكبير:
  رد مع اقتباس
قديم 21 - 05 - 2020, 08:33 PM   رقم المشاركة : ( 3 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,482

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: دراسة تفصيلية في الذبائح والتقدمات في الكتاب المقدس


+ أن آدم بتعديه الوصية، حدثت له كارثة مزدوجة، فهو فقد نقاوة طبيعته التي كان حاصلاً عليها، والتي كانت جميلة على صورة الله ومثاله، ومن الجهة الأخرى فقد أيضاً تلك الصورة عينها التي كان سيرث بها كل الميراث السماوي بحسب الوعد.
فاذا افترضنا أن عملة ذهبية، عليها صورة الملك، قد خُتمت بختم مزيف، فأن الذهب يضيع، والصورة التي كانت عليه تصبح بلا قيمة، هكذا كانت الكارثة التي حلت بآدم. وإذا تصورنا عزبة كبيرة تدر خيرات كثيرة، ففي أحد أركانها كرم مزدهر، وفي مكان آخر منها حقول مثمرة، وفي غيره مواشي وقطعان غنم، وفي موضع آخر ذهب وفضة، هكذا كانت العزبة عزبة آدم - ثمينة جداً قبل العصيان، وأقصد بالعزبة، إناء آدم الخاص، ولكنه حينما قبل مقاصد وأفكار الشر ورحب بها، هلك من أمام الله.
ولكننا مع ذلك، لا نقول، أن كل شيء قد ضاع وتلاشى ومات، بل انه مات عن الله، ولكنه ظل حياً بالنسبة إلى طبيعته، فها عالم البشر كله كما نراه، يسعى في الأرض، يشتغل ويعمل ولكن الله ينظر إلى أفكارهم وتصوراتهم فيصرف النظر عنهم وليس له شركة معهم، لأنهم لا يفكرون فيما يرضي الله، وكما أن الاتقياء إذا مروا أمام البيوت ذات السمعة القبيحة، والأماكن التي ترتكب فيها الفحشاء والفسق، فأنهم ينفرون منها ويرفضون مجرد النظر ناحيتها - لأن هذه الأمور هي موت في نظرهم - هكذا فإن الله يغض النظر عن أولئك الذين تمردوا على كلمته وعصوا وصيته فتعبر عينه عليهم ولكنه لا يكون في شركة معهم. ولا يستطيع الرب أن يجد راحة في داخل أفكارهم. [13]
وهكذا دخل الإنسان في الموت ولم يستطع أن يفلت منه، وأصبح غير قادر على أن يُرضي الله بكل ما يعمله مهما ما كان سموه، لأن الظلمة ملكت عليه وحجبت عنه النور الحقيقي، نور إشراق وجه الله الحي، وأحاطت بكل أفكارهمن كل جانب، وصارت تغلبه بكونها تسكن أعضاؤه وقد تسلطت عليه بالموت، فأصبحت حياته كلها تحت العبودية ونيرها المُرّ [الذين خوفا من الموت كانوا جميعاً كل حياتهم تحت العبودية (عبرانيين 2: 15)]
  رد مع اقتباس
قديم 21 - 05 - 2020, 08:33 PM   رقم المشاركة : ( 4 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,482

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: دراسة تفصيلية في الذبائح والتقدمات في الكتاب المقدس


+ بَلْ أُغْلِظَتْ أَذْهَانُهُمْ، لأَنَّهُ حَتَّى الْيَوْمِ ذَلِكَ الْبُرْقُعُ نَفْسُهُ عِنْدَ قِرَاءَةِ الْعَهْدِ الْعَتِيقِ بَاقٍ غَيْرُ مُنْكَشِفٍ، الَّذِي يُبْطَلُ فِي الْمَسِيحِ[14]؛ فإني أعلم أنه ليس ساكن فيَّ، أي في جسدي، شيءٌ صالح، لأن الإرادة حاضرة عندي وأما أن أفعل الحسنى (حسب مشيئة الله طبيعياً) فلستُ أجد. [15]
وليس ذلك فقط بل صار صراخه الدائم – في العلن والخفاء – أين المُنقذ، من يُصالحني على الله، من يُصحح علاقتي به ويضمن عدم فسخها مرة أخرى، بل وإلى الأبد!!!
+ ويحي أنا الإنسان الشقي من ينقذني من جسد هذا الموت. [16]
+ ليس بيننا مصالح يضع يده على كلينا. [17]
وحينما بحث كل واحد وفتش عن آخر مُعين ليصير وسيطاً بينه وبين الله ليصنع سلاماً ويُعيد الشركة كما كانت، لم يجد، لأن كل إنسان مهما من كان حتى لو كان أعظم الأنبياء، غير قادر على أن يُصحح وضع نفسه مع الله، فكيف يستطيع أن يفعل هذا من أجل الناس، لذلك من الصعوبة التامة اللجوء لإنسان لأجل الخلاص من طبعنا الفاسد، لأن من يطلب ويفتش عند الناس على خلاص نفسه أو حتى عند ذاته بصنع أعمال حسنة ظناً انها تُصلح بينه وبين الله فأنه كمثل من يطلب العافية من السقيم، ويسأل الميت الحياة، ويستغيث بمن هو أعجز شيء عن الاغاثة. [18]

+ ولذلك فقد جاء الذي خلق النفس والجسد، جاء بشخصه وأبطل كل عمل الشرير، وكل أفعاله التي عملها في أفكار البشر، وجدد وأعاد خلقة الصورة السماوية، لكي يصنع تجديداً للنفس، لكي يعود آدم مرة أخرى ملكاً وسيداً على الموت. وفي ظلال الناموس سمى موسى مُخلِّصاً لإسرائيل لأنه أخرجهم من مصر، وكذلك الآن فإن المسيح المُخلِّص والمحرر الحقيقي، يدخل إلى مكامن النفس الخفية ويخرجها من ظلمة مصر، ومن النير الثقيل والعبودية القاسية المرة. ولذلك فهو يأمرنا، أن نخرج من العالم ونصير فقراء في الأمور المادية المنظورة ولا نهتم بالاهتمامات الأرضية، بل نقف ليلاً ونهاراً على الباب وننتظر الوقت الذي يفتح فيه الرب القلوب المغلقة ويسكب علينا موهبة الروح القدس. [19]

ولكن الله لم يخلصنا عن طريق إصلاح طبعنا الإنساني التي عضته الحية القديمة فسرى سمها القاتل فيه، لأن هذا الطبع قد فسد بالتمام وغير قابل للإصلاح مثل الطعام الفاسد أو الأثاث القديم الذي يحتاج لإحلال وتجديد: الكل قد زاغوا (ارتدوا عن الله) معاً، فسدوا، ليس من يعمل صلاحاً (حسب مشيئة الله وتدبيره الحسن)، ليس ولا واحد. [20]، فطبيعتنا القديمة الساقطة لا تستطيع أن تتقبل الصلاح الإلهي الفائق لأنها صارت صلدة كالصخر (من كثرة الإثم وشدة الظلام الذي يُحيط بها من كل جانب)، لأن: كل الرأس مريض وكل القلب سقيم. من أسفل القدم إلى الرأس ليس فيه صحة، بل جرح وإحباط وضربة طرية لم تعصر ولم تعصب ولم تلين بالزيت. [21]
  رد مع اقتباس
قديم 21 - 05 - 2020, 08:34 PM   رقم المشاركة : ( 5 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,482

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: دراسة تفصيلية في الذبائح والتقدمات في الكتاب المقدس



لذلك نجد أن الله في العهد القديم أظهر الطريق الوحيد للخلاص والنجاة من الموت، لأن [أمر الله موسى - في الشريعة - أن يصنع حية من نحاس ويرفعها ويثبتها على رأس ساري فكان كل من لدغته الحيات ينال الشفاء بمجرد تثبيت نظره على الحية النحاسية، ولقد صنع موسى هذا بتدبير وقصد إلهي، حتى أن أولئك المعوقين بالاهتمامات الأرضية، وعبادة الأصنام، ولذات الشيطان، وكل أنوع الشر - (هذه الأشياء هي سم الحيات) - فأنهم بهذه الوسيلة يتطلعون إلى أعلى، إلى ما هو فوق إلى الأمور السمائية، واذ يبتعدون بنظرهم عن الأشياء السُفلية فترة من الوقت فأنهم يعطون اهتمامهم لما هو أعلى وأسمى، وهكذا يتقدمون رويداً رويداً إلى ما هو أعلى وأكثر سمواً لكي يعرفوا ويتعلَّموا ذلك الذي هو الأعلى جداً والأسمى جداً والفائق لكل الخليقة.
ولكن ما المقصود بالحية الميتة؟ الحية المثبتة على رأس الساري كانت تشفي أولئك الذين لدغتهم الحيات. فالحية النحاسية التي بلا حياة قد أبطلت فعل سم الحيات التي فيها حياة. وهذا رمز إلى جسد الرب. فالجسد الذي أخذه من العذراء، قد قدمه على الصليب، وعلقه هناك مثبتاً على الخشبة، وهذا الجسد المائت على الصليب غلب وقتل الحية التي تعيش وتزحف داخل القلب. فهو أعجوبة عظيمة: كيف أن حية ميتة قتلت حية عائشة، ولكن كما أن موسى صنع أمراً جديداً لما عمل حية من نحاس، هكذا الرب ايضاً قد صنع شيئاً جديداً من العذراء مريم، ولبس هذا الجسد بدلاً من أن يحضر معه جسداً من السماء، فالروح السماوي دخل في الطبيعة الانسانية وعمل فيها، وجعلها تدخل في شركة مع اللاهوت اذ لبس الجسد البشري الذي صوره وشكله في بطن العذراء، وكما أن الرب لم يأمر بصنع حية من نحاس في العالم الا في عهد موسى، هكذا ايضاً لم يظهر في العالم جسد بلا خطية الا جسد الرب يسوع. لأنه حينما تعدى آدم الأول الوصية، ملك الموت وتسلط على جميع أبنائه بدون استثناء ولذلك جاء الرب وغلب بجسده المصلوب الحية العائشة.
وهذا الأمر العجيب "هو لليهود عثرة ولليونانيين جهالة" [22] ولكن ماذا يقول الرسول؟
يقول: "ولكننا نكرز بيسوع المسيح وإياه مصلوباً، وهو لليهود عثرة ولليونانيين جهالة وأما عندنا نحن المخلصين فالمسيح قوة الله وحكمة الله" [23]، لأن الحياة هي في الجسد المائت على الصليب. هنا الفداء. هنا النور] [24]

ولكي ندرك قوة الفداء لندخل فيه ينبغي أن نعرف أن الرب يسوع أتى في ملء الزمان كالتدبير ليُقدِّم نفسه ذبيحة كفارة عن حياة العالم، لذلك قدَّم لنا في العهد القديم الرمز اللازم لكي يُؤهل فكرنا ويكيف كل قوانا وقدراتنا العقلية والكيانية لتستقبل خلاصه العظيم الفائق لنعي ونُدرك ما يقدمه لنا من مجد وبهاء يفوق كل قدراتنا، وذلك لكي يُعيدنا لما هو أعظم مما كنا فيه قبل السقوط، بل أيضاً يعطينا ضماناً أننا سنظل في الحضن الإلهي ولن نخرج خارجاً أبداً، طالما نحن متمسكين بخلاصه ولن نطرح عنا اسمه، لأنه اتحد بنا بسبب اتخاذه بشريتنا متحداً بها اتحاداً غير قابل للافتراق، لأن هو الذي نزل بذاته وبشخصه واتخذ جسدنا مسكناً له، هو عينه الذي صعد بنفس ذات الجسد عينه الذي اتحد به اتحاداً فائقاً بسرّ لا يُشرح، وجلس به عن يمين العظمة في الأعالي، ويستحيل أن يتخلى عن جسده، لذلك نحن قد ضمنا به أننا لن نُطرح خارجاً، فخلاصنا أصبح مضموناً ولنا الآن ثقة بالدخول للأقداس، لأننا لا ندخل بقدراتنا وأعمال الناموس بل بما منحه لنا، لأننا فيه وهو فينا فكيف لا نكون معه، وهو متحداً بنا حسب التدبير الخلاصي المعلن في الإنجيل.
  رد مع اقتباس
قديم 21 - 05 - 2020, 08:34 PM   رقم المشاركة : ( 6 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,482

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: دراسة تفصيلية في الذبائح والتقدمات في الكتاب المقدس


+ ونحن أموات بالخطايا أحيانا مع المسيح، بالنعمة أنتم مخلصون؛ لأنكم بالنعمة مخلصون بالإيمان وذلك ليس منكم هو عطية الله؛ لا بأعمال في برّ عملناها نحن، بل بمقتضى رحمته خلصنا بغسل الميلاد الثاني وتجديد الروح القدس. [25]
+ فإذ لنا أيها الإخوة ثقة بالدخول إلى الأقداس بدم يسوع. طريقاً كرسه لنا حديثاً حياً بالحجاب أي جسده. وكاهن عظيم على بيت الله. لنتقدم بقلب صادق، في يقين الإيمان، مرشوشة قلوبنا من ضمير شرير، ومغتسلة أجسادنا بماء نقي، لنتمسك بإقرار الرجاء راسخاً لأن الذي وعد هو أمين. [26]
لذلك علينا الآن بكل مهابة شديدة أن ندخل في هذا الموضوع باشتياق قلب مُصلي في الروح القدس، طالباً قوته لكي يعلن لنا عمله بالسرّ في قلوبنا ليُدخلنا فيه لنفهم ونُدرك سرّ ذبيحته الفائقة، لكي ندخل في سرّ الخلاص الذي فتش وبحث عنه أنبياء، الذين تنبأوا عن النعمة التي لأجلنا. [27]

وقبل أن ندخل في الموضوع، علينا أولاً أن نفهم بعض الأشياء عن الذبيحة من جهة التطبيق العملي وذلك من خلال كلمات القديس مقاريوس الكبير ونضعها في ذهننا أثناء قراءتنا للموضوع كله لأنها في منتهى الأهمية وذلك من أجل أن نحيا ونعيش في واقعية سرّ الخلاص العظيم في حياتنا الشخصية، (مع ملحوظة لا بُدَّ من أن نضعها في الاعتبار، وهو أن ذبائح العهد القديم ما هي إلا ظل باهت لذبيحة شخص ربنا يسوع ولا تساويها أبداً، لا في حقيقتها ولا في قوة فعلها الخلاصي والتطهيري للضمير ولا مفهومها الكامل وفعل قوتها الأبدي، لأن العهد القديم ظل الحقيقة مُقدَّمة للإنسان لكي تؤهله لاستقبال الخلاص الثمين)، فيقول القديس مقاريوس:

+ فالذبيحة ينبغي أولاً أن تُذبح بواسطة الكاهن، وتموت، ثم تُقطَّع قطعاً وتُملح، وبعد ذلك توضع على النار. فأن لم يذبح الكاهن الخروف أولاً ويموت، فإنه لا يُملح ولا يُقرَّب كقربان محرقة للرب.

هكذا نفسنا أيضاً ينبغي أن تأتي إلى المسيح رئيس الكهنة الحقيقي ليذبحها، وتموت عن هوى فكرها الخاص وعن حياة الخطية الشريرة التي كانت تعيشها قبلاً. يجب أن تخرج منها الحياة، حياة الأهواء الشريرة. كما أن الجسد إذا خرجت منه النفس يموت، ولا يعود يعيش بالحياة التي سبق أن عاشها، فلا يسمع ولا يمشي، كذلك المسيح رئيس كهنتنا السماوي حينما يذبح نفسنا بنعمة قوته، ويُميتها عن العالم فأنها تموت عن حياة الشرّ التي كانت تعيشها، فلا تعود تسمع أو تتكلم أو يكون لها شركة وتوطن في ظلمة الخطيئة لأن حياتها – التي هي الأهواء الشريرة – قد خرجت منها بواسطة النعمة. والرسول يصرح قائلاً "قد صلب العالم لي وأنا صلبت للعالم" [28].
  رد مع اقتباس
قديم 21 - 05 - 2020, 08:34 PM   رقم المشاركة : ( 7 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,482

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: دراسة تفصيلية في الذبائح والتقدمات في الكتاب المقدس



فالنفس التي لا تزال تحيا في العالم وفي ظلام الخطيئة ولم تمات بواسطة المسيح ولا يزال روح الخبث في داخلها أعني نشاط ظلمة أهواء الشر، التي تتحكم فيها فإن هذه النفس لا تنتمي إلى جسد المسيح، لا تنتمي إلى جسد النور، بل هي في الحقيقة جسد الظلمة ولا تزال جزءاً لا ينفصل من الظلمة، أما الذين لهم حياة روح النور، أعني قوة الروح القدس فإنهم جزء لا ينفصل من النور.

لذلك فلنصلي لكي نُذبح بواسطة قوته ونموت عن عالم الظلمة الخبيث ولكي تموت فينا روح الخطية، لكي نلبس وننال حياة الروح السماوي، وننتقل من حيث الظلمة إلى نور المسيح، ولكي نستريح في الحياة إلى مدى الدهور.

فكما أن المركبات تتسابق في الميدان والمركبة التي تسبق الأخرى تصير لها مانعاً وحاجزاً وعائقاً، حتى أنها لا تستطيع ان تتقدم وتصل إلى النصرة، وهكذا أيضاً سباق أفكار النفس والخطيئة في الانسان. فإذا حدث أن سبق فكر الخطيئة فانه يعوق النفس ويحجزها ويمنعها، حتى أنها لا تستطيع أن تقترب إلى الله وتنال النصرة منه. ولكن حيث يركب الرب ويمسك بزمام النفس بيديه فانه دائماً يغلب لأنه بمهارة يدير ويقود مركبة النفس إلى ذهن سماوي ملهم كل حين. وهو - أي الرب - لا يحارب ضد الخبث إذ له دائماً القوة الفائقة والسلطان في نفسه، بل هو يصنع النصرة بنفسه. [29]


======================
[1] كَمَا اخْتَارَنَا فِيهِ قَبْلَ تَأْسِيسِ الْعَالَمِ، لِنَكُونَ قِدِّيسِينَ وَبِلاَ لَوْمٍ قُدَّامَهُ فِي الْمَحَبَّةِ، إِذْ سَبَقَ فَعَيَّنَنَا لِلتَّبَنِّي بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ لِنَفْسِهِ، حَسَبَ مَسَرَّةِ مَشِيئَتِهِ
[2] (2كورنثوس 6: 16)
[3] (1كورنثوس 3: 16)
[4] (1يوحنا 1: 5)
[5] (1يوحنا 2: 8)
[6] (يوحنا 1: 9)
[7] (يوحنا 12: 36)
[8] (يوحنا 8: 12)
[9] (1يوحنا 1: 7)
[10] (متى 5: 14)
[11] (يوحنا 3: 21)
[12] (متى 5: 16)
[13] (عظات القديس مقاريوس الكبير عظة 12: 1و 2)
[14] (2كورنثوس 3: 14)
[15] (رومية 7: 18)
[16] (رومية 7: 24)
[17] (أيوب 9: 33)
[18] (الحكمة 13: 18)
[19] (عظات القديس مقاريوس الكبير عظة 11: 6)
[20] (مزمور 14: 3؛ 53: 3؛ رومية 3: 12)
[21] (إشعياء 1: 5و 6)
[22] (1كورنثوس 1: 23)
[23] (1كورنثوس 1: 23، 24؛ 2: 2)
[24] (عظات القديس مقاريوس الكبير عظة 11: 8 و9 و10)
[25] (أفسس 2: 5 و8؛ تيطس 3: 5)
[26] (عبرانيين 10: 19 – 23)
[27] (1بطرس 1: 10)
[28] (غلاطية 6: 14)
[29] (عظات القديس مقاريوس الكبير عظة 1: 3 و9)
  رد مع اقتباس
قديم 21 - 05 - 2020, 08:34 PM   رقم المشاركة : ( 8 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,482

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: دراسة تفصيلية في الذبائح والتقدمات في الكتاب المقدس

مقدمـــــــــــــــة عامة
===============
مقدمـــــــــــــــــــــــة
+ أولاً: تعريف المصطلحات (التقدمة والذبيحة)
أن كلمة أو لفظة وتعبير [تَقْدِمَة] الخاصة بتقدمة الذبيحة؛ هي الكلمة العربية المكافئة للعبرية، ومعناها في اللغة العربية: [قَدَّمَه (قدم الشيءَ إِلى غيره): جَعلَهُ قُدَّامَهُ، وهي تُشير إلى عطية أي هدية مقدمة بشكل خاص كنوع من أنواع التقدير والتكريم]، لذلك يأتي معنى التقدمة (الخاصة بالذبائح) أنها تعني هبه لا تُرد لأنها تُذبح، أي هدية أو عطية عن طيب خاطر بمسرة قلب صريح في الإيمان صادق في المحبة [بِالإِيمَانِ قَدَّمَ هَابِيلُ لِلَّهِ ذَبِيحَةً أَفْضَلَ مِنْ قَايِينَ، فَبِهِ شُهِدَ لَهُ أَنَّهُ بَارٌّ، إِذْ شَهِدَ اللهُ لِقَرَابِينِهِ. وَبِهِ، وَإِنْ مَاتَ، يَتَكَلَّمْ بَعْدُ – عبرانيين 11: 4]، أي أنها هديه مُميزة كاعتراف بالفضل والجميل، أو بالمعنى العام عند بعض الفلسفات الدينية والشعوب البدائية: [هي تقدمة لكسب تحالف أو منع شرّ].

والذبيحة في اللغة الإنجليزية مأخوذة من مجموعة كلمات لاتينية تعني "شيئاً مقدساً" أو "تقديس" (أي أنها تُشير إلى جعل شيء ما مُقدساً، أي تكريسه وتخصيصه أي وقفه لشيء، أو بمعنى أدق فرزه وتخصيصه لتقديمه كهدية مُميزة لشخص عالي المقام، صاحب مكانة رفيعة، وفرزه تعني = فرز الشّيء من غيره، أي: عزله عنه، نحّاه وفصله، ميَّز جيِّده عن رديئهُ، مثل فرَز القمح عن التبنأوفرَز الذهب من الرصاص).

وبعض الباحثين يستخدمون المعنى الأول (التقدمة) ليعني تقديم شيء كمنحة أو هبه، والكلمة الثانية (ذبيحة) لوصف الهبة على أنها شيء عُرض وقُدم على وجه الخصوص لكائن إلهي. وآخرون يستخدمون كلمة ذبيحة للإشارة إلى أي تقدمة تتضمن طقس ذبح حيوان. وفي كلتا الحالتين تٌعتبر "التقدمة" أو "القربان" تعبيراً عاماً بأكثر مما هو الحال لكلمة ذبيحة، لأن التقدمة يتم فيها تقديم أي شيء ومن ضمنها الذبيحة، أما الذبيحة فهي تختص بالذبح فقط.

+ والمصطلح العبري "يُقدم قرباناً" هو جمع بين الفعل يُقدم وقَرَّبَ، أو يُقدم قُرباناً (للمذبح):
+ [ودعا الرب موسى وكلمه من خيمة الاجتماع فقال: قل لبني إسرائيل إذا قرَّب أحدٌ منكم قرباناً للرب، من البهائم] [1]
+ [وإذا قرَّب أحد قربان تقدمة للرب يكون قربانه من دقيق ويسكب عليها زيتاً ويجعل عليها لبانا. ويأتي بها إلى بني هرون الكهنة ويقبض منها ملء قبضته من دقيقها وزيتها مع كل لبانها ويوقد الكاهن تذكارها على المذبح وقود رائحة سرور للرب] [2]
وتعبير قرَّب ×™ض·×§ض°×¨ض´ض¥×™×‘ (qarab) باللغة العبرية يعني على وجه الدقة: دنا أو اقترب، قَرُب مِنْه أو إلَيْه، أتَى بِـ؛ أحْضَر؛ أعْطَى؛ أوْرَد؛ جاء بِـ؛ منح؛ عَطَاء؛ هَدِيّة، [والتعبير هنا يأتي بمعنى: أسلوب أو طريقة، بمعنى ان الله هنا يتكلم عن الأسلوب أو الطريقة للتقديم أو التقريب].

أما بالنسبة للكلمة اليوناني (التقدمة) prosfora - د€دپخ؟دƒد†خ؟دپخ± فهي تعني في الأصل: إحضار،تقديم. وقد اُستخدمت بمعنى تقديم الهبات (الهدايا) الذبائحية، ثم بوجه خاص تقديم الطعام، خاصة في شكل تقدمة حبوب. وقد أُستخدم الفعل prosfero د€دپخ؟دƒد†خ*دپد‰ لعمل التقدمة وجعلها في شكل عطية (كتهيئة الهدية)، وقد أتى التعبير ليُشير إلى الخضوع الكامل للألوهة.
أما كلمة قُرْبان קض¸×¨ض°×‘ض¸ض¼ض–×ں (qorban) تعني: إعْطاء؛ إهْدَاء؛ أُضْحِيّة؛ بَذْل؛ تَقْدِمَة؛ تَقْدِيم؛ ذَبِيحَة؛ مَنْح، والمعنى العام للكلمة: [كُلُّ مَا يتَقَرَّبُ بِهِ إِلَى الَّلهِ مِنْ ذَبِيحَةٍ أَوْ غَيْرِهَا]
  رد مع اقتباس
قديم 21 - 05 - 2020, 08:35 PM   رقم المشاركة : ( 9 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,482

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: دراسة تفصيلية في الذبائح والتقدمات في الكتاب المقدس



عموماً تعبير "قرب قرباناً ×™ض·×§ض°×¨ض´ض¥×™×‘ קض¸×¨ض°×‘ض¸ض¼ض–×ں" يُقدم السياق اللازم لتقديم جميع أنواع الذبائح. وكان بوسع الشخص أن يُقرَّب قُرباناً، قد يكون تقدمة مُحرقة كما في لاويين 1: 3، وهي تقدمة ذبح حيوان، أو قربان تقدمة كما في لاويين 2: 1، وهي تقدمة بلا ذبيحة، أو ذبيحة سلامة كما في لاويين 3: 1، ونلاحظ أن الكلمة العبرية "ذبيحة ×–ض¶×‘ض·×—" لا ترد في لاويين من الإصحاح 1 حتى الإصحاح 3: 1 تقريباً، فالتركيز الأول كان على التقدمة وبعدها الذبيحة.

عموماً نجد أن كلمة "قربان" تُستخدم كتعبير شامل لتقديم الذبائح الحيوانية أو الغير حيوانية، وحتى بالنسبة للتي تُذبح خصيصاً لأكلات جماعية، وتعبير "نظام الذبائح" يُمكن استخدامه للإشارة إلى جميع ذبائح وتقدمات العهد القديم ككل.
وفي نظام التقدمة والذبائح في العهد القديم، نجدها معروفة على المستوى الأكاديمي والشعبي بأن تفاصيلها كثيرة جداً وقد تبدو لنا معقدة وصعبه للغاية، ولا يوجد تفسير مفصل لها، وذلك بسبب الطبيعة المتأصلة في العمل الطقسي نفسه، والمعنى أساساً يُفهم من العرض وليس من الشرح.
===============
[1] (لاويين 1: 1و2)
[2] (لاويين 2: 1و2)
  رد مع اقتباس
قديم 21 - 05 - 2020, 08:35 PM   رقم المشاركة : ( 10 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,482

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: دراسة تفصيلية في الذبائح والتقدمات في الكتاب المقدس

ثانياً: أصل وطبيعة الذبيحة ونظرية تقدمها
========================
إن أصل نشأة تقديم الذبائح أمر تحوطه الأسرار وكثير من الغموض، وذلك لأنه يرجع إلى عصور ما قبل التدوين التاريخي وقد عُرفت عن طريق بعض الرسوم التي وُجِدت في كهوف الجبال وغيرها من الآثار التي تدل على حياة الإنسان البدائي. ويُسجل لنا سفر التكوين حقيقة تقديم الذبائح، ولكنه لا يذكر شيئاً عن كيفية بدايتها أو نشأتها على وجه التحديد وبالتفصيل. كما أننا نقرأ عنها في عصور الآباء، ثم نجد شريعة موسى تقرها وتُقننها بأمر إلهي منظم ومرتب.

وعموماً نجد أن تقديم الذبائح أمراً شائعاً عند كل الشعوب منذ أقدم العصور، وأنواع الذبائح التي عادةً تُقدَّم في جميع الحضارات القديمة، يا إما من الحيوانات أو البشر أو تقدمة من البقول أو العسل أو أي نوع من أنواع الطعام أو من الأشياء مثل حصاه أو عصا أو حربه... الخ.
وقد افترض علماء الثقافة وعلم الإنسان وعُلماء الاجتماع وأطباء علم النفس، ومؤرخو الديانات الكثير من النظريات المختلفة – بعيداً عن الكتاب المقدس – عن أصل وأهمية شيوع تقديم الذبائح بين كل الشعوب كظاهرة دينية والتي تتمثل معناها في الآتي:
[الهبة كشكر للإله – الوجبة أي كشركة مع الإله – التقديسالرضاالتكفير]

وتتلخص هذه النظريات والتحليلات في 6 نقاط كالتالي:
1- النظرية النفسية لتخفيض القلق من خلال تقديم ذبائح لأحد الآلهة.
2- النظرية السحرية والتي تقول بأن هلاك الذبيحة التي تم التضحية بها تتسبب في إطلاق قوة سحرية لصالح مقدم الذبيحة.
3- ويعتبر بعض العلماء أن تقديم الذبائح عموماً من ابتكار الإنسان [1] لتكوين علاقة مودة مع الإله أو لإكرامه أو لاسترضائه، أو لمشاركته الطعام للدخول في عهد معه.
4اعتقاد بعض العبادات بوجود روح الإله في حيوان ما، وإذ يأكل الإنسان (العابد لهذا الإله والمؤمن به) من الذبيحة فهو يأكل الإله ويكتسب في نفسه كل الصفات الجسمانية والعقلية والأدبية التي للإله الساكن في الذبيحة. وفي بعض الحالات كان العابد يشرب دم الذبيحة وبذلك – حسب اعتقاده الخاص – يمتص منها الحياة. كما كانوا في بعض الحالات ينهشون لحم الحيوان قبل أن يموت تماماً، أي وهو ما زال ينبض بالحياة، حتى يمتصوا روح الإله الذي يسكنه.
5- نظرية المنحة، وقد أطلقها تيلر Tyler سنة 1871 والتي يقول فيها إن الذبيحة منحة أو هبة مقدمة، فقد اختزل كافة القرابين والذبائح إلى الفكرة الآلية الخاصة بالتبادل أو الرشوة أو دفع الثمن بمعنى: [أُعطيك لكي تعطيني أيضاً مقابل ذلك].
  رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
وجه الحديث لهرون وبنيه عن بعض الذبائح والتقدمات
شرائع الذبائح والتقدمات
الذبائح الدموية والتقدمات الطعامية
علماء الكتاب المقدس فيقولون إن تقديم الذبائح أمر وضعه الله
أن دراسة الكتاب المقدس


الساعة الآن 12:20 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024